
انسحبت شركة عربية من صفقة استحواذ ضخمة تقترب من 19 مليار دولار، في خطوة قد تعرقل استثمارًا كبيرًا في الغاز، ما يكشف التحديات التي واجهت إتمام الاتفاق.
وأعلنت شركة إكس آر جي (XRG)، الذراع الاستثمارية الدولية لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، اليوم الأربعاء، أن التحالف الذي تقوده سحب عرضًا مبدئيًا بقيمة 18.7 مليار دولار للاستحواذ على شركة الغاز الأسترالية سانتوس.
وأوضحت الشركة الإماراتية -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن التحالف الذي يضم إكس آر جي إلى جانب شركة "القابضة" -(صندوق أبوظبي السيادي)- ومجموعة "كارلايل" (Carlyle) لن يقدم عرضًا ملزمًا لشراء سانتوس، مما يُنهي سلسلة من المباحثات استمرت لأشهر.
كانت إعلان الخطوة قد أشعل جدلًا بين الأوساط الأسترالية، وأثار تساؤلات حول تداعياتها على مستقبل أمن الطاقة والمصلحة الوطنية، لا سيما أن الصفقة قد تؤدي إلى إعادة توجيه إمدادات الغاز نحو التصدير على حساب السوق المحلية.
شركة سانتوس
أعلنت شركة سانتوس (ثاني أكبر منتج للغاز في أستراليا) يوم 16 يونيو/حزيران (2025) نيّتها دعم عرض استحواذ نقدي بقيمة 18.7 مليار دولار من تحالف بقيادة شركة بترول أبوظبي الوطنية.
وعرضت أدنوك، من خلال ذراعها الاستثمارية "إكس آر جي" (XRG) بالتعاون مع شركة القابضة (ADQ) وشركة الاستثمار المباشر "كارلايل غروب"، 5.76 دولارًا أميركيًا (8.89 دولارًا أستراليًا) للسهم الواحد في سانتوس.

وتمنح الصفقة شركة سانتوس قيمة مؤسسية قدرها 36.4 مليار دولار أسترالي (23.68 مليار دولار)؛ ما يجعلها أكبر عملية استحواذ نقدي بالكامل على شركة في تاريخ أستراليا.
وكانت البيانات تُظهر أنه حال إتمام صفقة أدنوك سيكون الاستحواذ على سانتوس ثالث أكبر عملية استحواذ على الإطلاق في أستراليا.
سوق الغاز المسال
كانت أدنوك الإماراتية تطمح من وراء صفقة سانتوس إلى تعزيز حضورها في سوق الغاز المسال من خلال الاستحواذ على حصة الشركة البالغة نحو 4.83 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، عبر 3 مشروعات.
وتشكّل سانتوس شريانًا أساسيًا لإمدادات الغاز المحلية، إلى جانب تصدير الغاز المسال عبر محطتي غلادستون على الساحل الشرقي وداروين في الشمال.
وخارج حدود أستراليا، تمتلك الشركة حصصًا في محطات للغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة، وتَطوّر مشروع "بيكا" النفطي في ألاسكا الأميركية، والمقرر أن يبدأ الإنتاج في منتصف عام 2026.
وكان التحالف يأمل من انضمام سانتوس، السيطرة على مشروعين للغاز المسال في أستراليا: محطة غلادستون للغاز المسال (Gladstone LNG) على الساحل الشرقي ومحطة داروين للغاز المسال (Darwin LNG) في الشمال، بالإضافة إلى حصص في محطات للغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة؛ إذ تعدّ مشروعات سانتوس في بابوا غينيا الجديدة من أكثر أصولها قيمة.
وكشفت شركة إكس آر جي التابعة لأدنوك في يونيو/حزيران الماضي أنها تهدف إلى بناء أعمال للغاز والغاز الطبيعي المسال بسعة تتراوح بين 20 مليونًا و25 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2035.
موضوعات متعلقة..
- عرض أدنوك الإماراتية للاستحواذ على سانتوس الأسترالية يواجه تحديًا صعبًا
- جدل حول عقود تصدير الغاز المسال في أستراليا.. عرض أدنوك يثير مخاوف محلية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الحافلات الكهربائية في مصر تنتعش بمصنع مخصص للتصدير إلى أوروبا
- بعد تغيّر موقف وكالة الطاقة.. أوبك تؤكد: استثمارات النفط والغاز ضرورة حتمية
- وزير الطاقة الأردني: تسريع الحفر بحقل الريشة.. ومشروعات رياح وتخزين كهرباء قريبًا (حوار)