ترمب يلعب بورقة النفط الروسي.. أداة ضغط قوية على الناتو
تركيا ثالث أكبر مشترٍ لخام موسكو في الحلف
حياة حسين

يستعمل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صادرات النفط الروسي مجددًا بوصفها ورقة ضغط، لكن على أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) هذه المرة؛ إذ وعد بفرض عقوبات على موسكو، مشترطًا توقف أعضاء الحلف عن شراء خامها.
وقال ترمب، على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم السبت 13 سبتمبر/أيلول 2025: "أنا مستعد لفرض عقوبات هائلة على روسيا عندما يوافق كل أعضاء الناتو على البدء في إجراءات مماثلة، وأن يتوقفوا جميعًا عن شراء النفط الروسي".
وتزايدت ضغوط ترمب على أعضاء الناتو، في الأسابيع الأخيرة، لفرض عقوبات على الطاقة الروسية، في إطار محاولات إنهاء الحرب في أوكرانيا؛ إذ تعتمد موسكو أساسًا على إيرادات صادرات الطاقة في تمويل الصراع، الذي بدأته بغزو أوكرانيا في فبراير/شباط من 2022.
كما يواجه ترمب انتقادات داخل الولايات المتحدة، جراء عدم تنفيذ تهديداته لموسكو، ومنحها مددًا لتنفيذ عملية وقف الحرب، وانتهائها دون اتخاذ إجراءات حيالها، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ووجد استطلاع رأي أجرته رويترز/أبسوس في أغسطس/آب الماضي، أن 54% من الأميركيين؛ بينهم شخص جمهوري مؤيد لترمب من بين كل 5 أشخاص مشاركين، يعتقدون أن ترمب متحالف مع رئيس روسيا فلاديمير بوتين في هذه الحرب.
مشترو النفط الروسي من أعضاء حلف الناتو
ناقش وزراء مالية مجموعة السبع الصناعية، عبر الهاتف، يوم الجمعة 12 سبتمبر/أيلول 2025، فرض مزيد من العقوبات على روسيا، وأيضًا فرض تعرفات جمركية على دول تساعدها على استمرار حربها في أوكرانيا.
ويظل النفط والغاز الروسيين مركزًا للعقوبات الغربية، كونهما أكبر مصادر الدخل لموسكو، إلا أن مسؤولين حكوميين ومحللين حذروا مرارًا من أن استهدافهما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية؛ ما قد ينعكس سلبًا على تلك الدول، ويفقد خططها بهذا الشأن شعبيتها.
ومنذ 2023، تُعد تركيا، العضوة في الناتو، ثالث أكبر مستقبل لصادرات النفط الروسي، بعد الصين والهند، وفق تقرير لمركز بحوث الطاقة والهواء النظيف.
كما يشتري آخرون من أعضاء حلف الناتو الـ32 النفط الروسي، مثل المجر وسلوفاكيا، اللتين وافقتا بصعوبة على حزمة العقوبات الأوروبية رقم 18، التي أعلنتها المفوضية مؤخرًا، وبعد الحصول على ضمانات من التكتل بتوفير مصادر بديلة وبأسعار معقولة للطاقة الروسية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يقضي عطلة نهاية الأسبوع في ناديه للغولف في نيوجيرسي، إنه على كل أعضاء الناتو فرض تعرفات جمركية بين 50 و100% على الواردات من الصين؛ ما يضعف سيطرة بكين الاقتصادية على موسكو.
وتستورد الصين النفط الروسي بكثافة، منذ بداية الحرب؛ استغلالًا للتخفيضات السعرية التي قدمتها موسكو؛ في سبيل الحصول على أسواق بديلة لمنتجاتها، بعد فرض عقوبات كثيفة من الدول الغربية.

معاملة ترمب التفضيلية للصين
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعرفات جمركية إضافية بنسبة 25% على الهند، الشهر الماضي، لتصل إلى 50%، بسبب شراء النفط الروسي، وللضغط عليها في مفاوضات تجارية بين الدولتين.
ورغم أن الصين أكبر مشترٍ للنفط الروسي؛ فإنه لا يزال مترددًا في زيادة التعرفات الجمركية على واردات بكين، خلال وقت يحظى أكبر اقتصادين في العالم؛ بهدنة تجارية هشة.
وبحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، بلغ إجمالي صادرات النفط الروسي المنقول بحرًا خلال أغسطس/آب نحو 3.36 مليون برميل يوميًا، بانخفاض يقارب 3% عن صادرات يوليو/تموز، البالغة 3.47 مليونًا، مع استحواذ الصين والهند وحدهما على 79%.
وصدَّرت روسيا نحو 1.21 مليون برميل يوميًا إلى الصين، بزيادة 6%، مقابل 1.15 مليونًا في يوليو/تموز، لتستحوذ بكين على قرابة 36% من إجمالي صادرات النفط الروسي.
في حين انخفضت صادرات روسيا إلى الهند لتصل إلى 1.45 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب، بعد أن كانت 1.60 مليونًا في الشهر السابق له، بتراجع 9.4%، لتستحوذ على 43% من مجمل الصادرات الروسية.
موضوعات متعلقة..
- النفط الروسي إلى الصين.. إعلان موعد تطبيق عقوبات ترمب
- عقوبات ترمب ضد النفط والغاز الروسيين.. تحديات وبدائل صعبة (مقال)
- حصار صادرات النفط الروسي هدف اجتمع عليه بايدن وترمب.. السيناريوهات المحتملة
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال الروسي من "أركتيك 2" يتحدى العقوبات.. كيف تستفيد الصين؟ (مقال)
- ناقلة مشتقات نفطية تحاول الهرب من لبنان.. والجيش يتدخل
- الغاز المسال القطري.. إمكانات ضخمة تؤثر في السوق العالمية (تقرير)
المصدر: