
شهدت الساعات الماضية توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مشروع ضخم يستهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن، بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ألف طن سنويًا؛ ما يعزز موقع البلاد على خريطة التصدير العالمية.
المشروع، الذي أُعلِن اليوم (14 سبتمبر/أيلول 2025)، يُعَد إحدى أكبر المبادرات الاستثمارية في الطاقة النظيفة على مستوى المملكة، ويفتح الباب أمام فرص اقتصادية وتقنية متنامية.
ووفقًا لبيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُمثّل المشروع الجديد لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن جزءًا من توجه إستراتيجي لتحفيز الشراكات مع شركات عالمية، وتهيئة بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الخاص.
وتُولي الحكومة أهمية خاصة لتطوير الهيدروجين والأمونيا الخضراء، لكونهما ركيزة رئيسة في خططها الطاقوية المستقبلية، ووسيلة لزيادة الصادرات وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي.
تفاصيل مذكرة التفاهم
وقّعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية مذكرة تفاهم مع شركة "يو إي جي غرين هيدروجين ديفيلوبمنت" UEG Green Hydrogen Development Holding Limited الصينية لإعداد دراسة جدوى متكاملة لمشروع هيدروجين أخضر تبلغ تكلفته مليارًا و155 مليون دولار أميركي.
المذكرة وقّعها وزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة، ونائب رئيس الشركة الصينية لي غويمين، وتهدف إلى تقييم جدوى إنشاء مشروع قادر على إنتاج 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا للتصدير، بالاعتماد على مياه البحر المحلاة والطاقة المتجددة المنتجة من أفضل المواقع في الأردن.
وأكد الخرابشة، خلال التوقيع، أن الوزارة حدّدت المنطقة المستهدفة لإجراء الدراسات الفنية، مشيرًا إلى التزامها بتسهيل تنفيذ المشروع بما يضمن تحقيق الجدوى الاقتصادية والتقنية، ويُعزّز دور القطاع الخاص.
كما لفت إلى إمكان التعاون مع الشركة في مجالات أخرى مثل الغاز والنفط، حسبما طالعته منصة الطاقة.
من جانبه، أعرب لي غويمين عن شكر شركته للحكومة الأردنية، موضحًا أن المجموعة اكتسبت خبرة إقليمية عبر نشاطها في العراق خلال العامين الماضيين؛ ما يهيّئها للعمل بكفاءة في السوق الأردنية.

حوافز حكومية داعمة
تزامن الإعلان عن المشروع مع موافقة الحكومة، في أغسطس/آب 2025، على حزمة واسعة من التسهيلات، تستهدف دعم إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن، وتنفيذ المشروعات بمختلف مناطق المملكة، وليس فقط في العقبة الاقتصادية الخاصة.
وتشمل الحزمة تخفيض ضريبة الدخل إلى 5% مع إضافة 1% بصفة إسهام وطني، وإعفاء المعدات والموجودات الثابتة كافة من الرسوم الجمركية والضرائب الأخرى ورسوم الاستيراد.
كما تمتد إعفاءات إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن لتشمل قطع الغيار، والخدمات المحلية والدولية، والبضائع والمواد اللازمة، إلى جانب عقود الصيانة والتشغيل والتمويل، والعقود الخاصة بتوريد المعدات وتركيبها (EPC).
تسهيلات إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن
من بين الحوافز أيضًا، منح الشركات مدة سماح تصل إلى 5 سنوات قبل بدء دفع بدل الإيجار للأراضي المملوكة للخزينة، بالإضافة إلى إعفاء الممولين غير المقيمين من الضرائب على الفوائد والعوائد المرتبطة بالقروض الموجهة للمشروعات طوال مدة الاتفاقيات.
ويؤكد خبراء أن هذه الخطوة تقلّل من أعباء الاستثمار، وتُسهم في تحسين الجدوى الاقتصادية، وتقليص مدة استرداد رأس المال؛ ما يجعل السوق الأردنية أكثر جاذبية مقارنة بدول أخرى في المنطقة تسعى لتطوير القطاع نفسه.

وتُعزّز هذه الخطوات مكانة الأردن بصفته وجهة واعدة في مشروعات الطاقة النظيفة، ولا سيما مع تراكم خبراته في توقيع اتفاقيات ومذكرات سابقة مع شركات دولية متخصصة.
ويرى مراقبون أن الجمع بين الحوافز الحكومية والدخول في شراكات مع شركات كبرى مثل UEG، يضع البلاد في موقع متقدم للتحول إلى مركز إقليمي لتوليد وتصدير الطاقة الخضراء، خاصة إلى أسواق أوروبا وآسيا الباحثة عن بدائل مستدامة منخفضة الكربون.
وفي حال إنجاز المشروع المخطط، سيكون إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن خطوة إستراتيجية نحو تنويع الاقتصاد، وزيادة الصادرات، وتعزيز مكانة المملكة على خريطة التحول الطاقوي العالمي، مع فتح المجال أمام نقل التكنولوجيا وبناء قدرات محلية جديدة في واحد من أسرع القطاعات نموًا عالميًا.
موضوعات متعلقة..
- مسؤول: تطوير الهيدروجين الأخضر في الأردن يسير بخطوات واثقة
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن ينتعش بمذكرة تفاهم جديدة
اقرأ أيضًا..
- هل ينجح وقود الأمونيا في خفض انبعاثات النقل البحري؟ دراسة تجيب
- لمنع انفجار بطاريات الليثيوم أيون.. لعبة أطفال تُلهم بتطوير مادة جديدة
- بالأرقام: صادرات النفط الروسي في أغسطس.. و16 مليار دولار تتحدى ترمب
- مشروعات الطاقة النووية الملغاة تصل إلى 566 غيغاواط بقيادة هذه الدول (تقرير)