التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

في الذكرى 65 لتأسيس أوبك.. 3 أسئلة تكشف عن كواليس تصميم شعار المنظمة

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اليوم (14 سبتمبر/أيلول)، تحلّ ذكرى تأسيس أوبك (منظمة الدول المصدّرة للنفط) التي بدأت مسيرتها بـ5 أعضاء مؤسسين، السعودية والكويت والعراق وفنزويلا وإيران، واتسعت لاحقًا لتضم 12 دولة.

فمنذ تأسيسها عام 1960، سعت المنظمة للدفاع عن حقوق الدول المنتجة للنفط ومواجهة تكتلات القوى الصناعية الكبرى.

وعلى مدار أكثر من 6 عقود، أدت منظمة الدول المصدّرة للنفط دورًا محوريًا في استقرار أسواق النفط العالمية وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، كما وقفت تحركاتها وسياساتها سدًا منيعًا في مواجهة التقلبات السياسية والاقتصادية ولخدمة مصالح المنتجين والمستهلكين.

وفي ذكرى تأسيس أوبك، تظل الهوية البصرية حاضرة بعيدًا عن الأرقام والبيانات، خاصة شعارها الشهير الذي أصبح أيقونة ويُجسِّد البساطة والإبداع.

وفي هذا التقرير، تستعرض وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، رحلة تصميم الشعار وتفاصيله، استنادًا إلى حوار سابق أجرته المنظمة مع المصممة النمساوية غيرترود سفوبودا، عام 2005.

من هي مصممة شعار أوبك؟

تقف المصممة النمساوية غيرترود سفوبودا، وراء تصميم شعار منظمة الدول المصدرة للنفط، والتي دخلت عالم أوبك عبر المشاركة في مسابقة تضم العديد من الفنانين.

وأعلنت المنظمة مسابقة لتصميم شعار لها عام 1969، وكانت في البداية مقصورة على الفنانين النمساويين؛ كونها الدولة المضيفة، لكنها بعد ذلك امتدت لتفتح المجال أمام المبدعين من جميع الدول الأعضاء.

وكانت غيرترود قد تخصصت في تصميم الخطوط والطوابع والشعارات، وعملت سابقًا لدى وزارة الخارجية النمساوية.

وجاء ذلك بعدما قررت المنظمة مغادرة جنيف في سويسرا، واختارت مدينة فيينا النمساوية لتكون المقر الدائم للمنظمة عام 1965.

مصممة شعار أوبك غيرترود سفوبودا

ما مصدر الإلهام وراء تصميم الشعار؟

تؤمن غيرترود بأن البساطة هي مفتاح نجاح تصميم شعار أوبك؛ فهو تصميم عملي قابل للاستعمال في كل مكان، بداية من التقارير الرسمية إلى أي وسيلة أخرى قد تُعرض فيها هوية المنظمة.

وقالت إن البساطة أكسبت الشعار صدى عالميًا حتى لدى الجماهير غير المعتادة على أسلوب الكتابة الغربية، مثل الجمهور العربي.

وكشفت عن أن حروف "O" و"P" و"C" كانت سهلة التصميم، أما الحرف "E" فكان لا بد أن يكون مستديرًا مع المحافظة على زاوية الطرف الأيمن للحرف.

واستغرقت غيرترود عدة محاولات وتجارب قبل أن تقدم 4 أو 5 تصاميم نهائية، وساعدها على ذلك أن المسابقة لم تحدد عدد المشاركات، ومنحها ذلك فرصة للابتكار.

ولم تكن غيرترود تتوقع الفوز، لكنها حصلت على جائزة مالية سمحت لها بأخذ أطفالها في عطلة، وحصلت على دعوة من قِبل الأمين العام -آنذاك- لحضور مراسم تسليم الجائزة.

ماذا عن اللون الأزرق في الشعار؟

على الرغم من تجريب ألوان متنوعة؛ فقد بقي اللون الأسود الخيار الأمثل لتصاميم غيرترود؛ وذلك لإبراز التباين ووضوح العناصر المختلفة في شعار أوبك.

ومع ذلك، قالت المصممة النمساوية إنها لم تكن هي من اختارت اللون الأزرق النهائي للشعار.

وأكدت أنها لو أعادت تصميم الشعار، لما غيرت شيئًا، لأنه خالد في ذهن كل من يراه.

ورغم أن حياة غيرترود بعيدة عن عالم النفط؛ فهي حتى لم تملك سيارة في ذلك الوقت، فقد أعربت عن سعادتها الغامرة لرؤية الشعار -بعد ذلك- يطوف العالم بأسره، وكيف نمت أوبك لتصبح كيانًا ذا تأثير واسع.

60 عامًا من الشراكة

مثلما ارتبط اسم النمساوية "غيرترود" بشعار المنظمة؛ فإن على مدار 6 عقود، شكّلت مدينة فيينا النمساوية موطنًا دائمًا لأمانة أوبك، لتتحول من مجرد مقر في 1965 إلى قلب نابض للسياسة النفطية العالمية، وتحتضن اليوم موظفين من نحو 40 دولة.

وتوثّقت العلاقة حتى صارت رمزًا للتعاون بين المنظمة والمدينة التي احتضنتها، تجسيدًا لما وصفه الأمين العام هيثم الغيص بـ"التاريخ المشترك والروابط الفريدة".

وقال: "على المستوى الشخصي، كانت هذه العلاقة من الأمور التي أقدّرها حقًا منذ أن تولّيتُ منصب الأمين العام في أغسطس/آب 2022".

أوبك

كما تمتد العلاقة الإيجابية بين أوبك وفيينا إلى العديد من جوانب العمل اليومي للمنظمة وفعالياتها، مثل منحة فيينا للطاقة التي تدخل عامها الرابع، وندوة أوبك الدولية التاسعة، التي عُقدت خلال يوليو/تموز 2025، وجمعت أكثر من 1000 مشارك في قصر هوفبورغ.

وأضاف أن المنظمة ستظل ممتنّة لأصحاب الرؤى الذين اختاروا قبل 60 عامًا فيينا مقرًا لها، وسيظل دعم النمسا ومدينة فيينا، الذي يمد المنظمة بالقدرة على أداء رسالتها بأبهى صورة، محلّ تقدير كبيرًا.

واستطرد قائلًا: "بعد مرور 60 عامًا على نقل المقر إلى فيينا، تُشيد أوبك وأمانتها العامة بكرم ضيافتنا، وبالمدينة التي شكّلت خلفية لكثير من تاريخ المنظمة الناجح".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق