ناقلة مشتقات نفطية تحاول الهرب من لبنان.. والجيش يتدخل
شهدت السواحل اللبنانية حادثًا أمنيًا بارزًا، بعدما حاولت ناقلة مشتقات نفطية الفرار من المياه الإقليمية، رغم خضوعها للحجز القضائي. وتحوّل الموقف إلى عملية عسكرية دقيقة نفذتها القوات البحرية والجوية بمشاركة وحدات خاصة.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الناقلة "هاوك 3" (HAWK lll) أُوقفت من قبل الجيش اللبناني بعد مطاردة بحرية، إذ أُعيدت إلى مرفأ ضبية.
من جانبه، شدد وزير الطاقة والمياه اللبناني جو الصدي على أن القضية ما زالت بانتظار إشارة القضاء المختص، إذ إن الحادثة تبرز أهمية الرقابة البحرية ودور الأجهزة الأمنية في حماية السيادة الوطنية.
وكانت السلطات قد سمحت لناقلة مشتقات نفطية بتفريغ حمولتها عقب نتائج الفحوص المخبرية التي أكدت مطابقة الشحنات للمواصفات، غير أن محاولة الهروب فجّرت أزمة جديدة.
ويأتي تدخل الجيش اللبناني ليؤكد مجددًا دوره الحاسم في ضبط أي ناقلة مشتقات نفطية تخالف القانون، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، إذ تُعد عمليات التهريب البحري خطرًا مباشرًا على الأمن الوطني.
موقف وزارة الطاقة وتداعيات الحادث
وجّه وزير الطاقة والمياه اللبناني جو الصدي تحية إلى الجيش على نجاحه في توقيف ناقلة مشتقات نفطية حاولت خرق القانون، مؤكدًا أن وزارته تنتظر قرار القضاء لتحديد مصير العلاقة التعاقدية مع الشركة الموردة.
وأوضح الصدي أن عملية تفريغ الناقلة كانت قد جرت قانونيًا، بعد التأكد من سلامة الحمولة عبر 3 مختبرات معتمدة في الخارج، ورغم ذلك، فإن محاولة الهروب مثّلت خرقًا خطيرًا يستوجب التعامل بحزم من قبل الدولة.
وأكد البيان الوزاري أن أي ناقلة مشتقات نفطية محجوزة بقرار قضائي لا يمكنها التحرك إلا بإذن رسمي، مشددًا على ضرورة احترام الشروط التعاقدية، وحماية حقوق الدولة اللبنانية في كل ما يتعلق بملفات الطاقة.
كما دعا الوزير إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات المعنية لمواجهة أي محاولات مماثلة في المستقبل، معتبرًا أن نجاح الجيش في إعادة الناقلة رسالة واضحة إلى جميع الأطراف بضرورة الالتزام بالقانون، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُتوقع أن يكون للحادث انعكاسات سياسية وقانونية واسعة، إذ يعكس التحديات التي تواجه لبنان في ملف الطاقة، خاصة مع محاولات بعض الشركات استغلال الظروف الاقتصادية لنقل ناقلة مشتقات نفطية بعيدًا عن سلطة الدولة.

تفاصيل مطاردة ناقلة مشتقات نفطية
أوضح بيان الجيش اللبناني أن العملية بدأت بعد ورود معلومات إلى غرفة العمليات البحرية المشتركة، بوجود محاولة فرار تقوم بها ناقلة مشتقات نفطية، وعلى الفور تحركت دورية بحرية ونفذت عملية مطاردة دقيقة في عرض البحر.
وذكر البيان أن طاقم السفينة لم يمتثل لأوامر الجيش بالتوقف، مما دفع القوات إلى إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء، وقد تطورت الأحداث سريعًا حين حاول الربان المناورة لمنع عناصر الجيش من الصعود إلى متن الناقلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي خطوة نوعية، نفّذت وحدة من فوج مغاوير البحر عملية إنزال على متن ناقلة مشتقات نفطية، بدعم من القوات الجوية، وأسفرت العملية عن توقيف 22 شخصًا كانوا على متنها، وإعادة السيطرة على السفينة بالقوة.
وخلال العملية، أصيب 3 عسكريين بجروح نتيجة محاولة التصدي لإنزال الجيش، ورغم ذلك تمكنت القوات من استعادة السيطرة الكاملة على الناقلة، وإجبارها على العودة إلى مرفأ ضبية تحت إشراف قضائي مباشر.
وأشار الجيش إلى أن التحقيقات بدأت فورًا مع الموقوفين، لمعرفة خلفيات محاولة التهريب والجهات المتورطة فيها. كما ستُتخذ الإجراءات اللازمة بحق أي ناقلة مشتقات نفطية تخترق القانون اللبناني، وبمتابعة دقيقة من القضاء المختص.
موضوعات متعلقة..
- لبنان يقرر تفريغ ناقلة الوقود المثيرة للجدل لتجنب "العتمة"
- لبنان يريد استيراد الوقود من الجزائر بنصف الثمن
- حصري- شحنة وقود مشبوهة في لبنان.. وتلاعب لإخفاء مصدرها الأصلي
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال القطري.. إمكانات ضخمة تؤثر في السوق العالمية (تقرير)
- تقرير أميركي يرفع توقعات أسعار النفط في 2025.. ويثبّت تقديرات 2026
- 3 خبراء: الغاز الصخري في الجزائر فرصة ذهبية.. لكن الدعم الشعبي مستحيل
- استثمارات الهيدروجين النظيف ترتفع 10 مرات في 6 سنوات.. وهذه خرائط الانتشار
المصدر..