3 دول عربية تقتنص 10% من استثمارات الهيدروجين النظيف عالميًا

أصبحت استثمارات الهيدروجين النظيف في الشرق الأوسط محطّ أنظار المراقبين، مع توالي الإعلانات الطموحة لمشروعات ضخمة في 3 دول عربية خلال السنوات الأخيرة.

وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- بلغَ حجم الاستثمار الملتزَم به في مشروعات الهيدروجين النظيف من جانب السعودية والإمارات وسلطنة عمان قرابة 11 مليار دولار حتى عام 2030.

وتمثّل هذه الدول الـ3 كل استثمارات الهيدروجين النظيف في الشرق الأوسط، وقرابة 10% من إجمالي الاستثمارات العالمية الملتزَم بها، البالغة 110 مليارات دولار بحلول 2030.

ويطلق التقرير مصطلح الاستثمار الملتزَم به على كل من المشروعات التي حصلت على قرار الاستثمار النهائي من المطورين أو التي تحت الإنشاء أو التي بدأت عملياتها بالفعل.

وعادةً ما يكون حجم الاستثمار الملتزَم به أقل بكثير من الاستثمارات المعلنة التي تعبّر عن أهداف المطورين الطموحة، لكنها ليست ملزمة، ويمكن التراجع عنها في أيّ وقت.

ترتيب استثمارات الهيدروجين النظيف حسب المنطقة

جاءت استثمارات الهيدروجين النظيف في الشرق الأوسط الملتزَم بها بحلول عام 2030 بالمركز الخامس عالميًا، حيث تصدرّت الصين الترتيب مع استحواذها وحدها على 33 مليار دولار، موزعة بين مشروعات إنتاج وبنية تحتية وتوزيع واستعمالات نهائية.

بينما حلَّت أميركا الشمالية في المركز الثاني، باستثمارات ملتزَم بها، بلغت 23 مليار دولار، مع استحواذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأزرق على 60% منها، بحسب التقرير الصادر عن ترتيب مجلس الهيدروجين العالمي.

وجاءت أوروبا بالمركز الثالث، باستثمارات وصلت إلى 19 مليار دولار، موزّعة بين مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، ومشروعات الاستعمالات النهائية إلى حدّ كبير.

وحلَّت الهند بالمركز الرابع، مع وصول الاستثمارات الملتزَم بها إلى 14 مليار دولار، تركّزَ أغلبها في مشروعات الاستعمالات النهائية والهيدروجين الأخضر، بينما احتفظ الهيدروجين الأزرق بحصّة أقل.

أمّا الشرق الأوسط، الذي جاء بالمركز الخامس، باستثمارات 11 مليار دولار، فتتوزع بين الهيدروجين الأخضر، ومشروعات البنية التحتية والتوزيع والاستعمالات النهائية.

بينما حلّت كوريا واليابان في المركز السادس، باستثمارات مجتمعة وصلت إلى 6 مليارات دولار، مع تركُّز أغلبها في مشروعات الاستعمال النهائي للهيدروجين، بينما احتفظت مشروعات إنتاج الهيدروجين الأزرق بحصّة أقلّ.

أمّا بقية دول العالم، فلم تتجاوز استثمارات الهيدروجين النظيف فيها 4 مليارات دولار، وأغلبها تركَّز في مشروعات الهيدروجين الأخضر والاستعمالات النهائية، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

3 دول تقود استثمارات الشرق الأوسط

يتوقع مجلس الهيدروجين العالمي أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لمشروعات الهيدروجين الملتزَم بها في الشرق الأوسط قرابة 500 ألف طن سنويًا بحلول عام 2030.

وتتوزع هذه القدرة بين الهيدروجين الأخضر بنسبة 55%، أو ما يعادل 300 ألف طن سنويًا، والهيدروجين الأزرق بنسبة 45%، أو ما يعادل 200 ألف طن سنويًا.

وتقود السعودية والإمارات وسلطنة عمان استثمارات الهيدروجين النظيف بالمنطقة حتى عام 2030، عبر مشروعات طموحة مدعومة بوفرة موارد الطاقة المتجددة واحتياطيات الغاز الطبيعي الكبيرة.

ويطلَق الهيدروجين النظيف على كل من الهيدروجين الأخضر المشتق من الماء باستعمال محللات كهربائية عاملة بالطاقة المتجددة، والهيدروجين الأزرق المستخلص من حرق الغاز الطبيعي باستعمال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.

ويتوقع مجلس الهيدروجين العالمي أن يصبح إنتاج الهيدروجين النظيف في الشرق الأوسط من بين الأرخص في العالم، بسبب انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة وسهولة الحصول على التمويل وتركيز دول المنطقة على المشروعات واسعة النطاق.

كما تتيح وفرة الغاز الطبيعي ميزة أخرى لاقتصادات إنتاج الهيدروجين الأزرق في المنطقة؛ ما قد يجعلها ذات قدرة تنافسية عالية في أسواق التصدير منخفضة الكربون، وعلى رأسها أوروبا.

وتأتي مشروعات نيوم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في السعودية، وعمان للطاقة الخضراء في سلطنة عمان، إضافة إلى مشروعات الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين في الإمارات، على رأس الخطط الاستثمارية التي تقود الشرق الأوسط.

وتبلغ تكلفة مشروع نيوم الأكبر في المنطقة قرابة 8.4 مليار دولار، وهو مشروع مشترك مع شركة آير برودكتس وأكوا باور، ويستهدف إنتاج 600 ألف طن يوميًا من الهيدروجين الأخضر بحلول 2027، باستعمال 4 غيغاواط من الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية والرياح.

ومن المخطط أن يحول الهيدروجين المنتج بعد ذلك إلى أمونيا قابلة للتصدير عالميًا، خاصة إلى أسواق أوروبا وآسيا، بحسب تفاصيل فنّية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وأعلنت شركة نيوم -مدير المشروع- أوائل يونيو/حزيران الماضي، اكتمال 80% من أعمال البناء في المشروع حتى الربع الأول من عام 2025.

موضوعات متعلقة..

• إلغاء مشروع عربي ضخم لإنتاج الهيدروجين.. الشركة: إذا أنتجنا الأمونيا فمن يشتري؟
• صادرات الشرق الأوسط من الهيدروجين قد تصل إلى 60 مليون طن سنويًا
• استثمارات الهيدروجين النظيف ترتفع 10 مرات في 6 سنوات.. وهذه خرائط الانتشار

اقرأ أيضًا..

• صفقة خط الأنابيب بين الجزائر وموريتانيا لن ترى النور (خاص)
• واردات تركيا من الغاز المسال تنتعش بـ3 صفقات ضخمة (تحديث)
• خطة الحياد الكربوني في أستراليا "لا تستحق الثمن".. رئيس وزراء سابق يثير الجدل

المصدر:

استثمارات الهيدروجين النظيف من مجلس الهيدروجين العالمي