اليابان تتطلع لزيادة إنتاج وتصدير خلايا البيروفسكايت الشمسية.. هل تنافس الأقوياء (تقرير)
نوار صبح

تتطلع اليابان إلى زيادة إنتاج وتصدير خلايا البيروفسكايت الشمسية وسط منافسة الشركات القوية في الصين وأوروبا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
بحلول عام 2040، من المتوقع أن تنمو السوق العالمي للبيروفسكايت بمقدار 67 ضعفًا مقارنةً بعام 2025، وفقًا لشركة أبحاث السوق فوجي كيزاي (Fuji Keizai).
وبحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بالنسبة لدولة جزرية محدودة المساحة تتطلع إلى تنمية قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة باطّراد، تتمتع خلايا البيروفسكايت الشمسية بإمكانات هائلة.
وإذا نجحت اليابان في إنشاء سلسلة توريد محلية للبيروفسكايت، فستكون في وضع جيد لتصبح مُصدّرًا صافيًا، ما يُساعد على إزالة الكربون من شركائها التجاريين.
خلايا البيروفسكايت في اليابان
يجذب العديد من ميزات خلايا البيروفسكايت الشمسية صنّاع القرار اليابانيين، ويعود ذلك إلى كونها مرنة وخفيفة الوزن، ما يجعلها مناسبة للتركيب على أسطح غير أسطح المنازل.
وأكد تقرير صادر عن معهد الطاقة المتجددة في طوكيو في سبتمبر/أيلول 2024 هذه الإمكانات.
وأظهر التقرير إمكان تركيب خلايا البيروفسكايت الشمسية على الأرصفة، والأسطح، والجدران الخارجية، والشرفات، والنوافذ، وفي المطارات، ومحطات القطارات، ومواقف السيارات، وداخل السيارات، وما إلى ذلك.
ونتيجة لإجراء أبحاث وتطوير كافية، فإن هذه الخلايا تُبشّر بتكلفة إنتاج وتركيب منخفضة مقارنةً بالألواح الشمسية التقليدية.
ومن الأسباب الأخرى امتلاك اليابان لاحتياطيات وفيرة من اليود، وهو مُدخل أساس للبيروفسكايت، ويُعدّ هذا العامل حاسمًا لتحقيق آمال اليابان في بناء سلسلة توريد مكتفية ذاتيًا وتقليل الاعتماد على الألواح الشمسية الصينية.

إستراتيجية الجيل المقبل للخلايا الشمسية
أشارت "إستراتيجية الجيل المقبل للخلايا الشمسية"، التي نشرتها وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إلى أن هناك دافعًا آخر للترويج لتكنولوجيا خلايا البيروفسكايت الشمسية - وهو الاستياء التاريخي.
وأوضح التقرير: "بعد صدمة النفط عام 1973، بدأت اليابان في تطوير تكنولوجيا الألواح الشمسية".
وأضاف "بحلول عام 2000 تقريبًا، استحوذت على حصة 50% من السوق العالمية".
ومنذ عام 2005 فصاعدًا، تسببت المنافسة من الخارج -خصوصًا الصين- في خسارة الشركات المصنّعة اليابانية والأميركية والألمانية لحصّتها في السوق بوقت واحد، حيث انخفضت حصة اليابان، حاليًا، إلى أقل من 1%".
لذلك، فإن إمكان تعزيز قاعدة إنتاج محلية لمواد البيروفسكايت يتمتع بجاذبية خاصة.
أهداف محددة وطموحة للبيروفسكايت
تحدد "إستراتيجية الجيل المقبل للخلايا الشمسية"، التي نشرتها وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، أهدافًا وطموحة للبيروفسكايت.
بحلول عام 2030، تتصور وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة إنتاجًا محليًا يزيد على 1 غيغاواط من سعة توليد الكهرباء.
بحلول عام 2040، تسعى اليابان إلى تركيب نحو 20 غيغاواط من خلايا البيروفسكايت الشمسية، وسلسلة توريد مكتفية ذاتيًا بالكامل، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتأمل الوزارة أن تنخفض تكلفة إنتاج وحدات البيروفسكايت تدريجيًا من 20 ينًا يابانيًا (0.14 دولارًا أميركيًا) للواط في عام 2025 إلى 14 ينًا يابانيًا للواط في عام 2030، وصولًا إلى 10 ينّات يابانية للواط بحلول عام 2040.
(الين الياباني = 0.0068 دولارًا أميركيًا)

سياسات جانبَي العرض والطلب
تماشيًا مع أهدافها، التزمت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية بدعم البحث والتطوير في مجال البيروفسكايت، خصوصًا أنواع الأغشية والترادف.
وبدءًا من السنة المالية 2025 (التي تنتهي في مارس/آذار 2026)، ستساعد الوزارة المصنّعين على تحسين كفاءة ومتانة البيروفسكايت.
وتتمثل الآلية الرئيسة لدعم الوزارة في صندوق الابتكار الأخضر، وهو صندوق برأس مال تريليونَي ين ياباني (13.5 مليار دولار أميركي) أُنشئ عام 2021 لدعم البحث والتطوير، والعروض التوضيحية، وتطبيق التقنيات الخضراء في قطاعات الطاقة والنقل والتصنيع والبناء.
وبلغت موازنته المخصصة لترويج البيروفسكايت عام 2024 421 مليار ين ياباني (2.8 مليار دولار أميركي).
وتستفيد مجموعة من الشركات مباشرةً من دعم صندوق الابتكار الأخضر.
وتتصدر هذه الشركات شركة سيكيسوي الكيميائية، التي أطلقت في عام 2024 تقنية تصنيع البيروفسكايت بالكامل، وتُجري مشروعات تجريبية استباقية لتقنيتها.
وتهدف الشركة إلى الوصول لقدرة إنتاجية تبلغ 100 ميغاواط بحلول أبريل/نيسان 2027، وتتطلع إلى تصدير أفلام البيروفسكايت إلى الأسواق الخارجية.
تجدر الإشارة إلى أن مجرد إنتاج البيروفسكايت لا يكفي للحدّ من الانبعاثات، بل يجب تركيبه واستعماله. ولتحقيق هذه الغاية، تعكف الحكومات الوطنية والمحلية في اليابان على تطبيق تدابير تتعلق بالطلب.
على سبيل المثال، كلفت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة الشركات والمؤسسات كثيفة استهلاك الطاقة بوضع أهداف لتركيب ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح بدءًا من عام 2026.
موضوعات متعلقة..
- مراكز البيانات في اليابان تقود طفرة الطلب على الكهرباء بحلول 2034
- استثمارات اليابان في الطاقة المتجددة إقليميًا أقل من الوقود الأحفوري 5 مرات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- لماذا تستورد مصر الفحم رغم عدم استعماله في توليد الكهرباء؟ (خاص)
- خبير: الغاز الصخري في الجزائر واعد.. وهذه نقاط قوة الدولة (تقرير)
- التكسير الهيدروليكي يثير جدلًا في الأرجنتين.. وخبير يطرح حلولًا (تقرير)
المصدر: