إعادة تدوير الوقود النووي في أميركا تحقق إنجازًا.. الأول من نوعه
دينا قدري

أعلنت شركة أوكلو (Oklo)، المتخصصة في التقنيات النووية، خططها لبناء أول منشأة أميركية بتمويل خاص لإعادة تدوير الوقود النووي المُستعمل في أوك ريدج بولاية تينيسي.
ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُعدّ هذا المشروع مرحلةً أولى من مركز الوقود المتطور، باستثمارات إجمالية تصل إلى 1.68 مليار دولار، بهدف توفير أكثر من 800 وظيفة عالية الجودة.
وستقوم المنشأة الجديدة بجمع الوقود النووي المُستعمل واستعادة المواد الصالحة للاستعمال لإنتاج وقود جديد للمفاعلات المتطورة، مثل محطة أورورا للطاقة النووية التابعة لشركة أوكلو.
وستكون هذه المنشأة هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، بما يُسهم في توفير مصدر طاقة نظيف وموثوق.
إعادة تدوير الوقود النووي
وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أحرزت شركة أوكلو تقدمًا ملحوظًا على الصعيد التنظيمي؛ إذ أبرمت الشركة خطة ترخيص لمنشأة إعادة تدوير الوقود مع اللجنة التنظيمية النووية الأميركية (NRC)، وهي حاليًا في مرحلة مناقشات ما قبل تقديم الطلب.
بالإضافة إلى ذلك، أكملت أوكلو في يوليو/تموز 2025 مراجعة ما قبل تقديم الطلب للمرحلة الأولى من طلب ترخيص محطة أورورا للطاقة النووية.
ومن المتوقع أن تبدأ منشأة تينيسي الجديدة في إنتاج الوقود المعدني لهذه المحطات في أوائل ثلاثينيات القرن الـ21، بمجرد حصولها على الموافقات التنظيمية اللازمة، بحسب ما جاء في البيان الذي أصدرته الشركة الأميركية.
كما تدرس أوكلو وهيئة وادي تينيسي (TVA) شراكةً تقضي بإعادة تدوير الوقود النووي المُستعمل من قبل أوكلو، وتقييم إمكان بيع الكهرباء من محطات أوكلو المُستقبلية في المنطقة إلى هيئة وادي تينيسي.
وستكون هذه المرة الأولى التي تستكشف فيها شركة مرافق أميركية تحويل وقودها المُستعمل إلى كهرباء نظيفة؛ إذ سيُقلل هذا النهج من النفايات ويُعيد توظيف عبءٍ قديمٍ بوصفه موردًا جديدًا.

إمكانات الوقود النووي في أميركا
يُمثّل مرفق إعادة تدوير الوقود النووي المرحلة الأولى من مركز أوكلو الأوسع للوقود المتطور، وهو مجمع متعدد المرافق يهدف إلى دعم إعادة التدوير وتصنيع الوقود.
يتماشى هذا الإعلان مع التوجه الجديد لسياسة الطاقة الأميركية، عقب صدور أوامر تنفيذية نووية خلال العام الجاري (2025) تهدف إلى تحديث اللوائح وتعزيز القاعدة الصناعية النووية.
وبحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تمتلك الولايات المتحدة حاليًا أكثر من 94 ألف طن متري من الوقود النووي المُستعمل مُخزَّنًا في مواقع محطات الكهرباء.
ويُمكن الاستفادة من إمكانات الطاقة الكامنة في هذا الوقود المُستعمل من خلال عمليات إعادة التدوير الحديثة، وهي هائلة الحجم.
وتُعادل كمية الطاقة المُتاحة نحو 1.3 تريليون برميل من النفط، وهي كمية تفوق احتياطيات النفط الهائلة في المملكة العربية السعودية بـ5 أضعاف، بحسب ما أشارت إليه شركة أوكلو في بيانها.
وفي حال نجاحها، يُمكن أن تُمثِّل المنشأة الجديدة خطوةً كبيرةً نحو إرساء مصدر طاقةٍ أميركيٍ مستدام.
الطاقة النووية في أميركا
علّق المؤسس المشارك، الرئيس التنفيذي لشركة أوكلو، جاكوب ديويت، على بناء منشأة إعادة تدوير الوقود النووي، قائلًا: "يُعدّ الوقود العامل الأهم بطرح الطاقة النووية المتطورة في السوق".
وأضاف ديويت: "من خلال إعادة تدوير الوقود المُستعمل على نطاق واسع، نُحوّل النفايات إلى غيغاواط، ونخفض التكاليف، ونُنشئ سلسلة توريد أميركية آمنة تدعم نشر طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة.. تُثبت تينيسي للأمة أن إعادة التدوير يُمكن أن تدعم التطوير والنمو النووي الجديد".
ومن خلال موقعها في تينيسي، تُسهم أوكلو في ترسيخ مكانة الولاية بوصفها مركزًا رئيسًا للعصر النووي المتطور في أميركا، مُستهدفة حلولًا للوقود المُستعمل، مع جذب وظائف تتطلب مهاراتٍ عالية، واستثماراتٍ خاصة تتجاوز مليار دولار.
وقال الرئيس، المدير التنفيذي لهيئة وادي تينيسي، دون مول: "يجري بناء وتطوير الجيل القادم من التقنيات النووية هنا في منطقتنا".
وأضاف مول: "تُمثِّل شراكتنا مع أوكلو خطوةً أخرى إلى الأمام في رسم مستقبل الطاقة النووية وضمان مستقبل آمن للطاقة في منطقة الوادي وما وراءها".
من جانبه، قال الحاكم بيل لي: "تتمتع تينيسي بمكانةٍ مُتميزةٍ تُمكّنها من قيادة استقلال أميركا في مجال الطاقة، ولهذا السبب أنشأنا صندوق الطاقة النووية لدعم وتوسيع المنظومة النووية في ولايتنا".
وتابع: "نحن فخورون بشراكتنا مع أوكلو للابتكار من أجل المستقبل، مع توفير فرصٍ مُستمرةٍ وازدهارٍ لأُسَر تينيسي".
موضوعات متعلقة..
- إعادة تدوير الوقود النووي بطريقة جديدة.. قد تقلل من النفايات بشكل كبير (تقرير)
- الوقود المستعمل في المفاعلات النووية.. 5 مراحل لمعالجته وإعادة تدويره
- إدارة ترمب تدرس استعمال النفايات النووية وقودًا للمفاعلات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- خطوط أنابيب مع 4 دول وصفقات لتخزين النفط.. ماذا فعل العراق في 24 ساعة؟
- قرار أميركي بخصوص تصدير الغاز المسال قد يصب في صالح قطر
- الذكاء الاصطناعي في صناعة الهيدروجين.. رؤية للسوق حتى 2034
- تطوير محطة كهرباء تعمل بالغاز في الإمارات تتنافس عليها 3 تحالفات دولية
المصدر: