أول محطة تجريبية لإسالة الهيدروجين بالتأثير المغناطيسي الحراري
دينا قدري

أطلقت ألمانيا أول محطة تجريبية لإسالة الهيدروجين بالتأثير المغناطيسي الحراري في أوروبا لخفض التكاليف، بما يُمهّد الطريق لتطبيقات صناعية واسعة النطاق.
ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حقق مشروع "هايليكال" إنجازًا مهمًا بإطلاق المحطة التجريبية التي تمثّل نقلة نوعية في مجال التبريد المغناطيسي المستدام والموفر للطاقة.
ويُمثل إطلاق المحطة التجريبية خطوة أساسية في مهمة هايليكال لتطوير تقنيات إسالة الهيدروجين المدمجة والفعّالة من حيث استهلاك الطاقة، والقائمة على التبريد المغناطيسي الحراري.
ومن خلال تطبيق هذا النهج على نطاق تجريبي، يدعم المشروع طموح أوروبا في إنتاج الهيدروجين الأخضر بكفاءة أكبر من حيث التكلفة، وخفض تكاليف النقل، وتسريع الانتقال إلى نظام طاقة محايد للمناخ.
إسالة الهيدروجين بالتأثير المغناطيسي الحراري
طُوّرت أول محطة تجريبية لإسالة الهيدروجين بالتأثير المغناطيسي الحراري داخل مشروع هايليكال، من قِبل مركز الأبحاث الألماني "هيلمهولتز-سنتروم دريسدن-روسندورف" (HZDR) وشركة ماغنوثرم (Magnotherm) الناشئة.
ويهدف هذا المشروع، الذي شارك في تمويله الاتحاد الأوروبي وبرنامج شراكة الهيدروجين النظيف التابع له، إلى عرض نظام مدمج وموفر للطاقة لإسالة الهيدروجين يعتمد على التأثير المغناطيسي الحراري، مع زيادة في الكفاءة تتراوح بين 30% و50% مقارنةً بالطرق التقليدية.
وتصوّر العالم في مختبر المجال المغناطيسي العالي التابع لمركز الأبحاث الألماني، الدكتور تينو غوتشال، إنشاء محطة قادرة على إنتاج 5 آلاف كيلوغرام من الهيدروجين السائل يوميًا، وهي طاقة أكثر كفاءةً وتكلفةً من طرق الإسالة الحالية.
ويعمل فريقه الآن، بالتعاون مع ماغنوثرم وشركاء هايليكال الآخرين، على إثبات إمكان توسيع نطاق إسالة الهيدروجين القائم على التأثير المغناطيسي الحراري للاستعمال الصناعي.
وتعاون شركاء هايليكال، مركز "هيلمهولتز-سنتروم دريسدن-روسندورف" وشركة ماغنوثرم، تعاونًا وثيقًا منذ عام 2023، لتطوير تقنيات التبريد المغناطيسي الحراري.
ويقول المدير الإداري المشارك لشركة ماغنوثرم، تيمور سيرمان: "تُمثّل تقنيتنا للتبريد المغناطيسي نوعًا جديدًا من البدائل الصديقة للمناخ والموفرة للطاقة، دون ضواغط وغازات تبريد ضارة بالبيئة.. سيُمكّننا هذا من تسريع التحوّل التقني الضروري في قطاع التبريد بصورة كبيرة".

محطة تجريبية لإسالة الهيدروجين
افتتحت ماغنوثرم منشأة ثانية في حرم روسندورف عام 2024، وأنشأت مختبرًا مشتركًا في العام نفسه؛ إذ بنى الدكتور تينو غوتشال، والمهندس توماس بلات من ماغنوثرم، محطة تجريبية لإسالة الهيدروجين.
ويقول الدكتور تينو غوتشال: "يمكننا الآن استعمال هذه المحطة لإثبات المبدأ وكيف يعمل".
والهدف التالي هو زيادة الكفاءة لإنتاج 100 كيلوغرام من الهيدروجين السائل يوميًا، وذلك لإثبات قابلية هذه التقنية للتوسع في التطبيقات الصناعية.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يعتمد أول مشروع تجريبي في أوروبا لمحطة إسالة الهيدروجين مبردة مغناطيسيًا، على التأثير المغناطيسي الحراري.
ويحدث هذا التأثير عند وضع مواد ذات خصائص معينة -على سبيل المثال سبيكة اللانثانوم والحديد والسيليكون (LaFeSi)- في مجال مغناطيسي.
وبناءً على اتجاه العزم المغناطيسي، يُمكن للمواد المعدنية أن تسبب انخفاضًا أو ارتفاعًا مفاجئًا في درجة الحرارة.
وباستعمال هذا المبدأ، يمكن تبريد الهيدروجين إلى 253 درجة مئوية تحت الصفر بعد تبريده مسبقًا بالنيتروجين السائل، وبمجرد الوصول إلى هذه الدرجة المنخفضة من الحرارة، يبدأ الغاز الإسالة.
ويقول غوتشال إن "طريقتنا تُقدم مزايا كبيرة في مجال إسالة الهيدروجين"، مضيفًا: "مع مختبر ماغنوثرم المشترك في (هيلمهولتز-سنتروم دريسدن-روسندورف)، نهدف إلى خفض تكاليف الإسالة إلى أقل من 1.50 يورو (1.75 دولارًا) للكيلوغرام الواحد من الهيدروجين، مقارنةً بالمحطات التقليدية".
موضوعات متعلقة..
- منشأة جديدة لاختبار الهيدروجين المسال بأمان.. إنجاز مهم
- الهيدروجين المسال.. تكلفة التصدير وفرص الدول العربية (دراسة حصرية من أوابك)
- تصدير الهيدروجين المسال.. هل يحقق لسلطنة عمان الجدوى الاقتصادية المطلوبة؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات نفطية في أغسطس 2025.. صدارة لمصر والسعودية
- صفقة الغاز الإسرائيلي إلى مصر.. "أوراق ضغط" من القاهرة لمواجهة مناورة نتنياهو
- هل النفط والغاز المسال وراء هجوم الغرب على السعودية ودول الخليج؟
- خبراء: أنظمة تخزين الطاقة في سوريا خطوة محورية لتعزيز استقرار الشبكة
المصدر: