خطوط أنابيب مع 4 دول وصفقات لتخزين النفط.. ماذا فعل العراق في 24 ساعة؟
سامر أبووردة

شهد العراق خلال 24 ساعة سلسلة تحركات متسارعة، استهدفت تنويع منافذ تصدير الخام عبر خطط لمدّ خطوط أنابيب جديدة، وتوسيع التعاون الإقليمي في مجالات المواني والربط التجاري، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات ضخمة لتخزين النفط خارج حدوده، بما يعزز مرونة الإمدادات وحضوره في الأسواق العالمية.
وجاءت هذه الخطوات بالتزامن مع انطلاق منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025، إذ أكد وزير النفط حيان عبدالغني أن العراق يعمل على تطوير مواني البصرة وخط جيهان مع تركيا، مع دراسة خيارات بديلة عبر الأردن وسوريا ولبنان، وربطها بميناء الفاو الكبير ضمن مشروع طريق التنمية الإستراتيجي.
ووفقًا لأحدث بيانات قطاع النفط العراقي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُعدّ مشروع "خط البصرة - حديثة" أحد أبرز الخطوات الداخلية التي اعتمدتها الحكومة أواخر عام 2024 بطاقة 2.25 مليون برميل يوميًا.
ويهدف الخط إلى نقل نفط جنوب البصرة إلى المنطقة الوسطى وربطه لاحقًا بسوريا ولبنان، بما يفتح منافذ جديدة أمام بغداد بعيدًا عن الاعتماد على منفذ واحد للتصدير.
وتكشف الاتفاقيات الأخيرة مسارًا جديدًا، يركّز على تنويع مسارات التصدير وتوسيع الشراكات، من خلال مشروعات البنية التحتية وتطوير تخزين النفط العراقي، على المستويين الإقليمي والدولي.
اتفاقيات مع سلطنة عمان
أوضح المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، مظهر محمد صالح، أن مذكرات التفاهم الموقّعة مؤخرًا مع سلطنة عمان تمثّل خريطة طريق نحو عراق أكثر انفتاحًا عربيًا وإقليميًا.
وأكد أن الربط بين ميناء الفاو الكبير والمواني العمانية عبر مشروع طريق التنمية سيخلق ممرًا تجاريًا يربط الخليج بتركيا وأوروبا، ويعزز موقع بغداد بصفتها مركزًا إقليميًا ودوليًا لعبور الطاقة والبضائع.
وأشار صالح إلى أن الاتفاقيات تشمل تعاونًا في مجالات الطاقة واللوجستيات، وتمنح القطاع الخاص دورًا أوسع عبر تأسيس مشروعات إستراتيجية مشتركة، مؤكدًا أن هذه الخطوات تمثّل انطلاقة جديدة نحو شراكات اقتصادية ممتدة.

تخزين النفط العراقي
ضمن جهود زيادة سعة تخزين النفط العراقي، أعلنت شركة تسويق النفط "سومو" توقيع اتفاقيتين مع مجموعة "أوكيو" العُمانية، إحداهما لإنشاء مرافق متكاملة لتخزين الخام في رأس مركز بميناء الدقم بسعة تصل إلى 10 ملايين برميل في مرحلتها الأولى، مع خطط للتوسع لاحقًا تبعًا للجدوى الاقتصادية.
وأكد المدير التنفيذي للشركة العُمانية للصهاريج "أوتكو" سالم بن مرهون الهاشمي أن المشروع يشمل 8 خزانات نفطية مع منصات تصدير واستيراد وأنظمة مركزية متطورة، ويمنح العراق ميزة إستراتيجية بتأمين منفذ خارج مضيق هرمز، بما يعزز مرونة الصادرات.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "أوكيو للتجارة" العُمانية وائل الجمالي أن الاتفاقية الثانية تُعنى بتسويق النفط العراقي عالميًا عبر شبكة علاقات وخبرات تمتلكها الشركة.
وأضاف أن حجم المتاجرة السنوي لـ"أوكيو" يبلغ 55 مليون طن من منتجات الطاقة، وهو ما يدعم جهود بغداد لتعظيم قيمة صادراتها.
أمّا مدير عام "سومو" علي نزار الشطري، فأكد أن هذه الاتفاقيات تُتيح فرصة إستراتيجية لتسويق وتخزين النفط العراقي خارج حدوده، بما يضمن استدامة الإمدادات للأسواق الدولية، ويعزز موقع بغداد في تجارة الطاقة.
وكشف الشطري دراسة إنشاء خط أنابيب يربط العراق بسلطنة عمان لتزويد مرافق التخزين الجديدة بالنفط الخام يوميًا.
وأشار إلى أن المشروع قيد البحث، وقد يكون بريًا أو بحريًا، بحسب نتائج دراسة الجدوى، ليشكّل مع خطوط أنابيب أخرى شبكة لنقل النفط العراقي.

تفاهمات مع إكسون موبيل
بالتوازي، كشفت شركة "سومو" تفاهمات متقدمة مع شركة إكسون موبيل للحصول على سعات تخزين في سنغافورة، ضمن مسعى لزيادة سعة تخزين النفط العراقي وتعزيز حضوره في السوق الآسيوية.
وأوضح المدير العام علي نزار الشطري أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحفاظ على موقع العراق بين المجهزين الأوائل للصين، ودعم صادراته نحو أسواق ناشئة في آسيا.
وبيّن الشطري أن المباحثات مع الشركة الأميركية تشمل كذلك سعات للتصفية ومشاركة في تجارة الخام والمنتجات النفطية، مؤكدًا أن هذه الشراكة تمثّل توجهًا إستراتيجيًا لتعظيم الإيرادات المالية وتوسيع قنوات التسويق عالميًا.

شبكة إقليمية للتصدير
تجمع الخطوات العراقية الأخيرة بين مدّ خطوط أنابيب مع 4 دول، وتعزيز الربط عبر ميناء الفاو الكبير، إلى جانب صفقات لتخزين الخام في سلطنة عمان وتفاهمات مع شركات عالمية في آسيا، ما يؤسّس لشبكة متكاملة من المواني والمخازن وخطوط النقل.
وتُظهر هذه التحركات توجهًا واضحًا نحو تجاوز المخاطر المرتبطة بالمنافذ التقليدية وضمان استدامة صادرات النفط، بما يعزز مكانة العراق بوصفه لاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة العالمية.
موضوعات متعلقة..
- أكبر الدول من حيث خطوط أنابيب النفط العاملة.. 4 بلدان عربية بالقائمة
- مشروع ضخم لتخزين 10 ملايين برميل نفط عراقي في دولة عربية
اقرأ أيضًا..
- منتدى بغداد الدولي للطاقة.. العراق يجدد التزامه داخل أوبك
- البرازيل.. ماذا تعرف عن أكبر منتج للنفط في أميركا اللاتينية؟
- السعودية و7 دول في أوبك+ تضيف 137 ألف برميل نفط يوميًا في أكتوبر
- سباق الهيدروجين في أوروبا.. أي من المطورين يوازن بين الأهداف والواقع؟
المصادر: