منوعاتأخبار النفطأخبار منوعةسلايدر الرئيسيةنفط

منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025.. الغيص: توقعات بزيادة إنتاج أوبك+ إلى 64 مليون برميل يوميًا في 2050

سامر أبووردة

انطلقت، اليوم السبت 6 سبتمبر/أيلول 2025، أعمال منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025، بمشاركة واسعة من رؤساء الحكومات ووزراء الطاقة وقادة الشركات العالمية، في حدث يبرز مساعي العراق لتكريس موقعه بوصفه مركزًا محوريًا في حوار الطاقة العالمي، وإعادة تأكيد دوره في معادلة أسواق النفط والغاز.

وخلال الجلسة الافتتاحية التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص، إن التوقعات تشير إلى ارتفاع إنتاج تحالف "أوبك+" من النفط الخام، بقيادة أعضاء المنظمة، من 49 مليون برميل يوميًا حاليًا إلى نحو 64 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050.

وأوضح الغيص أن هذه الزيادة تستهدف تعزيز استقرار السوق العالمية، خلال وقت تتوقع فيه المنظمة ارتفاع الطلب على النفط خلال العقود المقبلة.

وأضاف: "المنظمة تجدِّد التزامها بالعمل من أجل مستقبل طاقي مستدام يوازن بين احتياجات التنمية وحماية البيئة"، مشددًا على أن الحديث عن التخلي عن النفط والغاز "يفتقر إلى الواقعية"؛ إذ يظل النفط شريان الاقتصاد العالمي وعصب الإمدادات الغذائية.

حضور إقليمي ودولي واسع

شهد منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 مشاركة رفيعة المستوى، من بينها حضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى جانب وزراء طاقة من مصر والأردن وقطر وإيران وتركيا وليبيا، فضلًا عن قادة منظمات دولية مثل أوبك ومنتدى الدول المصدرة للغاز، بالإضافة إلى ممثلين عن كبريات الشركات العالمية العاملة في النفط والغاز والطاقة المتجددة.

المنتدى، الذي يحظى برعاية من منصة الطاقة المتخصصة، يمثل بالنسبة للعراق منصة لإعادة تقديم نفسه شريكًا رئيسًا في أمن الطاقة العالمي، ورسالة تؤكد انفتاح بغداد على التعاون الإستراتيجي مع مختلف الأطراف الدولية.

من جانبه، كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في كلمته، عن أن احتياطي العراق النفطي يبلغ نحو 150 مليار برميل، وهو ما يمكّن البلاد من تزويد الأسواق العالمية بالخام لأكثر من 120 عامًا.

وأوضح أن الحكومة تستهدف رفع القيمة المضافة من النفط عبر تحويله إلى منتجات أعلى قيمة بنسبة 40% بحلول 2030.

وأكد السوداني أن ملف الطاقة كان حاضرًا في أولويات حكومته منذ اليوم الأول؛ إذ يجري العمل على تطوير إستراتيجية شاملة تعزز الاستفادة من الموارد، بما يحقق التنمية المستدامة، مؤكدًا أن قطاع الغاز يمثل خيارًا إستراتيجيًا لتأمين احتياجات الكهرباء وتحقيق أمن الطاقة الوطني.

وأشار إلى أن العراق تجاوز نسبة 70% في إعادة استثمار الغاز المصاحب، مع خطط لإنهاء حرق نحو 1.3 مليار قدم مكعبة قياسية خلال عامين فقط.

منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025
منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 - الصورة من حساب وزارة النفط العراقية في فيسبوك

العراق مركز للحوار الطاقي

في كلمته، أكد وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، أن انعقاد منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 يمثل رسالة ثقة بمكانة العراق في صناعة الطاقة.

وأوضح أن بغداد تمضي بخطوات واثقة نحو تعزيز موقعها بصفتها محورًا إقليميًا وعالميًا في أسواق النفط والغاز، ومشاركًا فاعلًا في صياغة مسار التحول الطاقي والالتزامات المناخية.

وقال عبدالغني إن الحكومة ووزارة النفط تعملان على إطلاق مشروعات إستراتيجية كبرى، تشمل تطوير البنى التحتية للنفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة، بما يعكس توجه العراق نحو بناء قطاع طاقة متكامل قادر على دعم خطط التنمية المستدامة.

منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025
جانب من كلمة وزير النفط العراقي في افتتاح منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 - الصورة من الوزارة

وأشار وزير النفط إلى أن مشروع الجنوب المتكامل مع شركة توتال إنرجي الفرنسية يعد أضخم استثمار حديث في العراق؛ إذ يشمل تطوير حقول نفطية رئيسة، وزيادة إنتاج الخام، واستثمار 600 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز المصاحب، فضلًا عن إنشاء محطات شمسية بطاقة 1000 ميغاواط.

كما تطرّق إلى مشروع ماء البحر العملاق، الذي سيعالج ويضخ 5 ملايين برميل يوميًا من المياه لأغراض الحقن، وهو ما يضمن استدامة مستويات إنتاج النفط لعقود مقبلة.

وأكد أن الوزارة وقّعت أيضًا عقدًا مع شركة النفط البريطانية "بي بي" لتطوير 4 من حقول كركوك التاريخية؛ ما يعزز موقع كركوك بصفتها مركزًا نفطيًا مهمًا في الشمال.

الغاز والطاقات المتجددة

أكد وزير النفط أن ملف استثمار الغاز المصاحب أصبح أولوية وطنية بعد عقود من الهدر، موضحًا أن الحكومة توسعت في مشروعات غاز البصرة وميسان وذي قار وكركوك بهدف استثمار كامل الغاز المحترق قبل عام 2030.

وأشار إلى أن العراق يدمج مشروعات الطاقة الشمسية والرياح في منظومة الكهرباء الوطنية، ضمن خطة تستهدف توفير 30% من الاستهلاك المحلي من مصادر متجددة بحلول 2040، إلى جانب العمل على إعداد "معيار البناء الأخضر العراقي" لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في مختلف القطاعات.

وشدد على أن رؤية العراق للطاقة لا تنفصل عن التزاماته المناخية، مشيرًا إلى أن البلاد تهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة 13% بحلول 2030، شريطة الحصول على الدعم الدولي.

كما أوضح أن بغداد تعمل على تنويع منافذ تصدير النفط، عبر تطوير مواني البصرة، وتعزيز خط جيهان مع تركيا، ودراسة بدائل عبر الأردن وسوريا وميناء الفاو الكبير.

شعار النسخة الأولى من منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025
شعار النسخة الأولى من منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025

الخلاصة:

أكدت مداخلات المشاركين أن منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 يشكل محطة محورية في مسار العراق لإعادة ترسيخ مكانته ضمن معادلة الطاقة العالمية؛ إذ يمثّل إعلان مرحلة جديدة من التعاون الدولي، ورسالة بأن بغداد تسعى لتكون شريكًا موثوقًا في أمن الطاقة واستدامتها.

وبحسب تقديرات منصة الطاقة، نجحت فعاليات اليوم الأول من المنتدى في تقديم صورة واضحة عن طموح العراق في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، بفضل موارده الضخمة وخططه الطموحة، بالتوازي مع دوره التاريخي في منظمة أوبك وتحالف "أوبك+".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. كلمة الوزير أمام منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025
  2. انطلاق أعمال منتدى بغداد الدولي للطاقة، من المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق