التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025.. فرصة ذهبية للعراق

ينطلق غدًا برعاية منصة الطاقة

سامر أبووردة

يُشكِّل منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 محطة مفصلية للعراق على المستويين الإقليمي والدولي، إذ يمثل فرصة ذهبية لتعزيز مكانته في معادلة الطاقة العالمية، وجذب الاستثمارات الأجنبية والعربية، وفتح آفاق جديدة أمام قطاعات النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة.

وتنطلق النسخة الأولى من المنتدى في العاصمة العراقية يومي السبت والأحد 6 و7 سبتمبر/أيلول الجاري، وسط حضور رفيع المستوى يضم أكثر من 12 وزيرًا من دول منظمة أوبك، وأمينها العام هيثم الغيص، بالإضافة إلى رؤساء شركات عالمية كبرى في صناعة الطاقة.

ويولي العراق أهمية استثنائية لهذا الحدث، بوصفه بوابة لتثبيت موقعه بصفته مركزًا إقليميًا للحوار الإستراتيجي حول مستقبل الطاقة.

ويُنظَّم منتدى بغداد الدولي للطاقة، الذي تنطلق نسخته الأولى برعاية منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بمبادرة من مؤسسة "غدًا لإدارة المخاطر" بالتعاون مع وزارة النفط والمعهد العراقي للحوار.

سياق مهم وتوقيت حرج

تأتي النسخة الأولى من منتدى بغداد الدولي للطاقة في توقيت بالغ الحساسية، إذ يواجه قطاع الطاقة العالمي تحديات متزايدة بفعل التحول نحو مصادر نظيفة، وتقلبات الأسعار، وأزمات الإمدادات.

ويرى مراقبون أن بغداد تسعى من خلال المنتدى إلى تقديم نفسها بصفتها منصة للحوار الدولي، على غرار ما حققته بعض عواصم دول الخليج من نجاحات مماثلة.

ويبرز المنتدى بوصفه فرصة للعراق ليس فقط لاستعراض احتياطياته وموارده الضخمة، وإنما أيضًا لإظهار استعداده لتبني سياسات جديدة تستقطب المستثمرين.

وعززت بغداد موقفها مؤخرًا بتوقيع اتفاق تاريخي مع شركة شيفرون الأميركية لتطوير 4 رقع نفطية في حقل الناصرية، بعد انسحاب الشركة قبل 5 سنوات، في خطوة تؤشر إلى عودة ثقة الشركات الكبرى بالقطاع النفطي العراقي.

شعار منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025
شعار منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 - الصورة من حساب وزارة النفط العراقية في فيسبوك

أهداف المنتدى ومحاوره

تتبنى النسخة الأولى من منتدى بغداد الدولي للطاقة 7 أهداف رئيسة، تشمل:

  1. تعزيز الشراكة الدولية في تطوير قطاع الطاقة العراقي.
  2. التوسع في استثمار الغاز الطبيعي بوصفه خيارًا إستراتيجيًا للأمن القومي.
  3. استكشاف حلول لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.
  4. مناقشة مستقبل النفط في ظل التحول نحو الطاقة النظيفة.
  5. ربط التقنية والذكاء الاصطناعي بالسياسات الوطنية.
  6. تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات العاملة.
  7. صياغة توصيات عملية لصنّاع القرار في بغداد.

مشاركة دولية واسعة

وُجّهت الدعوات إلى نحو 20 وزيرًا من دول المنطقة، بينهم وزراء من السعودية وقطر والإمارات وسلطنة عمان والكويت والبحرين والجزائر وليبيا وإيران، بالإضافة إلى وزراء من روسيا وفنزويلا ونيجيريا.

كما سيشارك ممثلون عن نحو 50 شركة عالمية، إلى جانب وفود من الصحافة الدولية والمؤسسات البحثية.

ومن المنتظر أن يلقي أمين عام منظمة أوبك هيثم الغيص، كلمة رئيسة في الجلسة الافتتاحية، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ونائبه لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبدالغني.

أمين عام أوبك
أمين عام أوبك هيثم الغيص، خلال مشاركته في ندوة أوبك الدولية - الصورة من الموقع الرسمي للمنظمة

وسيحظى الحدث بمشاركة منظمات مؤثرة مثل منتدى الطاقة الدولي (IEF)، ومنتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، إلى جانب مؤسسات تحليلية واقتصادية، بينها "إس آند بي غلوبال بلاتس" و"إنرجي إنتليجنس" و"أرغوس"، ما يمنحه زخمًا إضافيًا بصفته منصة لإنتاج المعرفة والتوجهات المستقبلية في قطاع الطاقة.

كما تبرز رعاية منصة الطاقة المتخصصة للحدث بوصفها عاملًا داعمًا لمكانة المنتدى، لما تمتلكه من خبرات وخلفيات تحليلية تغطي جميع قطاعات الطاقة عالميًا.

برنامج منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025

يتوزع برنامج المنتدى على يومين:

  • اليوم الأول (6 سبتمبر/أيلول): جلسة حول "موازنة القوى: المصالح الوطنية في نظام الطاقة العالمي"، تليها جلسة عن "آفاق الصناعة النفطية في ظل التحول العالمي"، ويُختتم بعشاء رسمي مع رئيس الوزراء العراقي.
  • اليوم الثاني (7 سبتمبر/أيلول): يشهد عرض التقرير السنوي لأوبك (WOO 2025)، بالإضافة إلى 3 جلسات تناقش "ديناميكيات أسعار النفط والأسواق المالية"، و"تعزيز القيمة المضافة عبر الصناعات التكريرية"، و"الغاز الطبيعي رافعة للتنمية".

ويسعى العراق عبر منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 إلى بناء صورة جديدة له بصفته لاعبًا رئيسًا في صناعة الطاقة، وجسرًا للتواصل بين المنتجين والمستهلكين.

ويؤكد مسؤولو وزارة النفط أن المنتدى سيكرس موقع العراق بصفته محورًا إستراتيجيًا إقليميًا، قادرًا على التوفيق بين الاستثمار في الموارد التقليدية وتبني الحلول المستدامة.

وفي ظل التوجه العالمي نحو الاقتصاد الأخضر، يطرح العراق نفسه شريكًا في مسار التحول، عبر تعزيز دور الطاقة المتجددة، وتطوير قطاع الكهرباء، والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة، مع الحفاظ على دوره التقليدي ضمن أبرز منتجي النفط في المنطقة.

حدث إستراتيجي

يؤكد خبراء أن نجاح منتدى بغداد الدولي للطاقة في نسخته الأولى سيمهّد الطريق لانعقاده بصفة دورية، على غرار منتديات الطاقة العالمية، وهو ما يمنح العراق منصة مستدامة لتعزيز التعاون مع الشركاء، وتثبيت موقعه بوصفه مركزًا للحوار وصياغة السياسات المستقبلية للطاقة.

ويُتوقع أن تُسفر مخرجات المنتدى عن توصيات عملية تسهم في رسم خريطة أكثر توازنًا وعدالة لمستقبل الطاقة العالمي، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، ويمنح العراق فرصة لتكريس موقعه بصفته مركزًا محوريًا في مشهد الطاقة الدولي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق