
يشهد قطاع الكهرباء في فلسطين مرحلة مفصلية مع إعلان سلطة الطاقة والموارد الطبيعية إطلاق حزمة مشروعات إستراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة الوطني.
وبحسب بيان لرئيس سلطة الطاقة (منصب يُعادل وزير) أيمن إسماعيل، حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن البرنامج الحكومي للتنمية والتطوير وبالتوازي مع مبادرة أمن الطاقة، في إطار مساعٍ لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء من مصادر وطنية أكثر استقرارًا واعتمادًا على الذات.
وأشار إلى أن مشروعات الكهرباء في فلسطين، الجديدة، تمثّل نقلة نوعية لقطاع الطاقة في البلاد، إذ ستسهم في بناء منظومة أكثر استقلالًا وتنوعًا في مصادر التوليد، بما يقلل من الاعتماد على الاستيراد الخارجي في المرحلة المقبلة.
وأكد رئيس سلطة الطاقة أن هذه الجهود ستعزز قدرة فلسطين على مواجهة التحديات المستقبلية وضمان استقرار الإمدادات الكهربائية وجودة الخدمات، مشددًا على أن هذه المشروعات تعدّ جزءًا من خطة وطنية شاملة للقطاع.
محطة الغاز في الضفة الغربية
كشف المهندس أيمن إسماعيل أن سلطة الطاقة تعمل حاليًا على إعداد مشروع ضخم لإنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي في المنطقة الوسطى من الضفة الغربية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ميغاواط، لتصبح أكبر محطات الكهرباء في فلسطين.
وسيُنفَّذ المشروع ضمن امتياز شركة كهرباء محافظة القدس، ما يتيح تغطية احتياجات محافظات القدس ورام الله والبيرة وبيت لحم وأريحا، إضافة إلى تحسين استقرار الشبكة وزيادة قدرة التوزيع في المناطق الأكثر كثافة سكانية.
وأكد رئيس سلطة الطاقة أن المشروع سيفتح المجال أمام الشركات العالمية المتخصصة للتنافس على التنفيذ، وهو ما يعكس رغبة الحكومة الفلسطينية في جذب الاستثمارات الخارجية وتعزيز شراكات إستراتيجية في قطاع الطاقة المحلي.

ومن المتوقع أن يسهم المشروع في توطين خدمات التوليد الكهربائي، بما يعزز استقلال قطاع الكهرباء في فلسطين ويمنحه قدرة أكبر على تلبية احتياجات البلاد دون الاعتماد المفرط على مصادر خارجية.
ولفت إسماعيل إلى أن المحطة ستؤدي دورًا محوريًا بتعزيز منظومة الكهرباء في فلسطين، وذلك عبر إضافة قدرات توليدية جديدة تدعم استدامة الإمدادات، خصوصًا في ظل الزيادة المستمرة للطلب على الطاقة.
ويعكس المشروع توجهًا حكوميًا واضحًا نحو تنويع مصادر الطاقة، إذ يمثّل الغاز الطبيعي حلقة وصل بين التوليد التقليدي والانتقال التدريجي نحو مصادر متجددة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير التقديرات إلى أن اكتمال المشروع سيُحدث تأثيرًا اقتصاديًا واجتماعيًا واسعًا، إذ سيدعم التنمية الصناعية ويوفر فرص عمل جديدة، فضلًا عن تحسين موثوقية الخدمات للمواطنين والمؤسسات.
محطّتا جنين والخليل
تتضمن الخطة الوطنية، مشروعين آخرين، وهما محطّتا جنين والخليل، إذ كشفت سلطة الطاقة عنهما في خطوة إستراتيجية تهدف إلى تعزيز منظومة الكهرباء في فلسطين وتوسيع قدرات التوليد بشكل متوازن بين المحافظات.
وتهدف هذه الخطوة إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي من الكهرباء الإسرائيلية، ما يمنح فلسطين استقلالًا أكبر في إدارة مواردها الطاقية ويزيد مناعة القطاع في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية.
وأوضح المهندس أيمن إسماعيل أن سلطة الطاقة ستباشر مراجعة شاملة لجميع الموافقات والرخص السابقة الممنوحة لشركات التوليد من مصادر الطاقة المتجددة والتقليدية، لضمان التزامها بالجدول الزمني المحدد، وتفادي أيّ تأخير محتمل.
ويأتي ذلك في إطار تعزيز الشفافية والرقابة الحكومية على قطاع الطاقة، بما يضمن تنفيذ المشروعات وفق المستهدفات الوطنية، وبما يتماشى مع الإستراتيجية التي أقرّها مجلس الوزراء مؤخرًا.
ولفت رئيس سلطة الطاقة إلى أن دعم الحكومة والشركاء الدوليين يشكّل أساسًا للمضي قدمًا في تنفيذ هذه المشروعات، الأمر الذي يعكس ثقة المجتمع الدولي بجدّية التوجه الفلسطيني، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن يعزز إطلاق المحطات الجديدة في الضفة الغربية -مباشرة- منظومة الكهرباء في فلسطين، ويضعها على مسار أكثر استقرارًا من الناحية الاقتصادية والطاقية خلال السنوات المقبلة.
وبحسب وزير الطاقة، فإن الاستثمار في قطاع الطاقة يعد ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأن تعزيز البنية التحتية للكهرباء سيسهم في تحسين مستوى الخدمات وتوفير فرص عمل ودعم الأنشطة الإنتاجية.
موضوعات متعلقة..
- زيادة أسعار الكهرباء في فلسطين 19%.. وتحرك من الحكومة للتخفيف عن المواطنين
- محطة جديدة لتوليد الكهرباء في فلسطين.. وزيادة الواردات من الأردن
- سرقة الكهرباء في فلسطين تضاعف أزمة شركات الطاقة
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الغاز في الشرق الأوسط يترقب انتعاشة.. 5 دول عربية قد تغير المشهد
- قطر للطاقة تقتنص رخصة تنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل الكونغو
- خبير أوابك: التخزين الجوفي للغاز فرصة إستراتيجية للدول العربية.. وهذه تكلفته بالأرقام (حوار)
المصدر..