تقارير منوعةرئيسيةمنوعات

فواتير الطاقة في المملكة المتحدة ترتفع.. وحزب المحافظين يستغل الموقف

بادينوك تشن هجومًا على هدف الحياد الكربوني

حياة حسين

يحاول حزب المحافظين استغلال ارتفاع فواتير الطاقة في المملكة المتحدة؛ لإضعاف موقف حزب العمال الحاكم حاليًا بزعامة كير ستارمر، سياسيًا، وتفسير هذه الزيادة بوقف تراخيص اكتشاف النفط والغاز في بحر الشمال.

ووصفت زعيمة حزب المحافظين البريطاني كيمي بادينوك، التي تولت المنصب في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بأنه نوع من الخيال، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ورغم أن سياسة تحقيق الحياد الكربوني وضعتها حكومة حزب المحافظين عام 2019؛ فيبدو أن هذا التحول يقف وراءه ارتفاع فواتير الطاقة، ومحاولة الاصطياد في ماء السياسة العكرة دائمًا.

وتتبنى حكومة حزب العمال الحالية سياسة منحازة إلى الطاقة المتجددة والنظيفة، وتدفع بقوة نحو تحول الطاقة، والحد من الاعتماد على النفط والغاز؛ لذلك حظرت تراخيص البحث والتنقيب الجديدة في بحر الشمال.

غير أن بادينوك، التي ترجع أصولها إلى نيجيريا، أكبر منتج للنفط في أفريقيا، تعهّدت باستخراج كل ثروات النفط والغاز الكامنة في بحر الشمال.

ارتفاع الحد الأقصى لأسعار فواتير الطاقة في المملكة المتحدة

أعلنت هيئة تنظيم الطاقة "أوفغم"، الأسبوع الماضي، أن الحد الأقصى لسقف أسعار فواتير الطاقة في المملكة المتحدة سيرتفع خلال شتاء 2026، رغم انخفاض أسعار الغاز الطبيعي بسوق الجملة.

وبررت الهيئة ارتفاع فواتير الطاقة في المملكة المتحدة الشتاء المقبل؛ بزيادة في تكلفة النقل، وتمويل دعم برامج حكومية أخرى.

وقالت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك، إن أزمة الطاقة في البلاد، التي انطلقت مع عزو روسيا لأوكرانيا، وتوقف إمدادات الغاز الروسي، أثبتت أن إمدادات الطاقة مسألة أمن قومي.

لذلك وعدت باستخراج كل ذرة نفط وغاز في بحر الشمال، في إطار تبرؤ حزبها من سياسة دعم الحياد الكربوني، ولاستغلال ارتفاع فواتير الطاقة المرتقب في مهاجمة حزب العمال.

وحال تولي حزب المحافظين الحكم (إذا حدث) ستغير بادينوك اسم هيئة تنظيم انتقال بحر الشمال إلى هيئة بحر الشمال فقط، كما ستقلص الحكومة حينها اللوائح البيئية في سبيل تعظيم عمليات استخراج النفط والغاز.

وقالت: "إن تخلي الدولة عن استخراج النفط والغاز هو عمل يستهدف نزع سلاح اقتصادي، ومن العبث ترك موارد حيوية دون استخراجها، خلال وقت تجلب فيه جارتنا النرويج تلك الموارد من قاع بحر الشمال".

وشهد قطاع النفط والغاز في المملكة المتحدة انتعاشًا كبيرًا في ثمانينيات القرن الماضي؛ ما ساعد في تمويل إصلاحات رئيسة الوزراء آنذاك مارغريت تاتشر للاقتصاد البريطاني.

ورغم أن الإنتاج بلغ ذروته قبل أكثر من عقدين؛ فقد حذّر قطاع الطاقة من أن السياسات الحكومية تُسرّع من انخفاض الإنتاج، بدءًا من زيادة الضرائب وصولًا إلى القيود الصارمة على مشروعات التطوير.

زعيمة حزب المحافظين البريطاني كيمي بادينوك
زعيمة حزب المحافظين البريطاني كيمي بادينوك - الصورة من الغارديان

خفض انبعاثات الكربون

في إطار هجومها على حزب العمال وسياسات تحول الطاقة وزيادة فواتير الطاقة في المملكة المتحدة خلال الشتاء المقبل، والتعهد باستخراج كل ثروات البلاد من النفط والغاز في بحر الشمال، أكدت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك، أن بريطانيا خفضت انبعاثات الكربون بوتيرة أسرع من أي دولة كبرى أخرى منذ عام 1990.

ولم تكتفِ بادينوك بتحقيق هذا الهدف، بل أوضحت -أيضًا- وجهة نظرها في أن هذا الأمر الذي يعني مشروعات الطاقة المتجددة والبعد عن الثروة النفطية والغازية هو سبب رئيس في ارتفاع فواتير الطاقة في المملكة المتحدة.

ويُعد حديث بادينوك، الذي يأتي قبل مؤتمر للنفط والغاز ينعقد منتصف الأسبوع الجاري وتلقي خطابًا فيه، تحولًا ملحوظًا عن نهج الحكومة السابقة بقيادة الحزب، التي استضافت قمة المناخ كوب 26 في غلاكسو عام 2021.

ويتناقض موقف حزب المحافظين الحالي مع حكومة حزب العمال، التي تعهدت بإنهاء تراخيص التنقيب على النفط والغاز في بحر الشمال، زاعمة أنه لن يسهم في خفض الأسعار.

وعلى المستوى السياسي، تأتي تصريحات بادينوك في وقت تتراجع شعبية حزبي العمال الحاكم والإصلاح في استطلاعات الرأي.

كما يُوصف منصب بادينوك القيادي على نطاق واسع بأنه هش، بعد أقل من عام من توليها المنصب خلفًا لريشي سوناك، لذلك تسعى لاتخاذ مواقف اقتصادية أكثر تحفظًا وسط مخاوف من تباطؤ النمو وارتفاع الدين الحكومي إضافة إلى فواتير الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق