تغير المناخ يسرّع الشيخوخة البيولوجية (دراسة)
أسماء السعداوي

أضافت دراسة حديثة خطرًا جديدًا إلى الكوارث الناتجة عن ظاهرة تغير المناخ، لكنه ليس على البيئة هذه المرة، بل على عُمر الإنسان وصحّته.
وأكد باحثون أن تكرار التعرض لموجات الحر قد يسرّع وتيرة العمر البيولوجي للإنسان بما يتراوح بين 8 و12 يومًا إضافية، بحسب نتائج الدراسة التي اطّلعت على تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ورغم أن الرقم قد يبدو ضئيلًا، فإنه يتزايد مع مرور الوقت، وخاصة مع تواتر موجات الحر وطول مدّته، لدرجة أنها تتسبّب بوفيات حول العالم.
وعلاوة على ذلك، فإن ثمة آثار أكبر في الصحة بسبب تأثير تراكم التعرض لموجات الحر لعقود طويلة، وهو ما يتطلب التكيف معها.
تغير المناخ وتقدم العمر
لدراسة تأثير تغير المناخ في تقدُّم بالعمر، ارتكزت الدراسة على فحوصات طبية لـ24 ألفًا و922 شخصًا بالغًا في تايوان، وذلك خلال المدة بين عامي 2008 و2022.
وتفصيليًا، استعمل الباحثون 12 من القياسات الصحية المعروفة بالعلامات البيولوجية، كما أخذوا في الحسبان العوامل المؤثرة في العمر مثل الرياضة والتدخين والأمراض التي سبقت الإصابة بها.

وبحسب الدراسة، فإن موجات الحر هي مدة تستمر يومين متتالين على الأقل من درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي، وأيّ وقت تصدر فيه تحذيرات رسمية من ارتفاع الحرارة.
ومن خلال مقارنة العمر الزمني بالبيولوجي، توصلت النتائج إلى أن العيش وسط موجات الحر قادر على تسريع وتيرة التقدم بالعمر البيولوجي وما يصاحبه من تدمير للصحة.
وتفصيليًا، فإن التعرض لموجات الحر لمدة 4 أيام إضافية على مدار عامين قد يزيد سرعة الشيخوخة البيولوجية للإنسان بمقدار يتراوح بين 8 و12 يومًا.
وتُعرّف "الشيخوخة البيولوجية" بأنها التدهور الطبيعي التدريجي لوظائف أعضاء الإنسان مثل الكبد والرئتين، ويؤدي الكثير من الأمراض والوفاة.
وتختلف الشيخوخة المبكرة عن العمر الزمني الذي هو عدد الأيام والسنوات التي عاشها شخص ما.
وهنا، تقول المؤلفة الرئيسة للدراسة والأستاذة المساعدة في جامعة هونغ كونغ الدكتورة "تسوي قو"، إن خسارة العمر البيولوجي تنعكس بصورة تحولات قابلة للقياس في العلامات البيولوجية الشيخوخة.
مشكلات صحية خطيرة
تُحذِّر الباحثة "تسوي قو" من مشكلات صحية خطيرة ناتجة عن تسارع وتيرة العمر البيولوجي الناتجة عن تغير المناخ، في الوقت الذي تتزايد فيه الشيخوخة السكانية (زيادة عدد المسنّين).
ويُصنَّف سكان تايوان وإيطاليا وإسبانيا وهونغ كونغ من بين أكثر الشعوب من حيث ارتفاع عدد كبار السنّ، وفي الولايات المتحدة من المتوقع أن يشكّل من هم بعمر 65 أو أكبر نحو ربع السكان بحلول عام 2050.
وعلى نحو خاص، فإن الأكثر تعرُّضًا للشيخوخة البيولوجية بسبب موجات الحر هم من يعيشون في مناطق يزداد فيها عدد الأيام الحارة مقارنة بالمناطق الأكثر برودة.
وتحديدًا، فالخطر يحدق بكبار السن وأرباب العمل اليدوي ممن يتعرضون للكثير من موجات الحر، مقارنةً بشخص أصغر تعرَّض للموجات نفسها.
وما قد يجعل الأمر أسوأ بكثير عوامل، منها العيش دون مبردات الهواء أو العمل خارج المنزل مثل المزارعين، بحسب قو.
لكن يُمكن أن تساعد الزيادة المعتدلة بعدد الأسر التي تستعمل مكيفات الهواء في تراجع وتيرة الشيخوخة الناتجة عن الحرارة مع مرور الزمن.
وفي ضوء كل ذلك، أوصت الدراسة باتخاذ الخطوات الضرورية للتعامل مع موجات الحر، مثل استعمال مكيفات الهواء، أو البقاء في الظل.
وهنا تُحذِّر قو من أن تأثير تراكم التعرض لموجات الحر لعقود عديدة سيكون له تأثير أكبر بكثير من نتائج الدراسة، خاصةً أن موجات الحر أصبحت أكثر تواترًا وتدوم أوقاتًا أطول؛ ولذلك فإن الآثار الصحية الناتجة عنها ستكون أكبر بكثير في المستقبل.
موضوعات متعلقة..
- تغير المناخ يهدد مزارع الرياح البحرية في بحر الشمال
- أستراليا مهددة بخسارة حربها ضد تغير المناخ.. أزمة يثيرها البرلمان (تقرير)
- تغير المناخ يفاقم ديون الدول الأفريقية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- صفقة لتطوير احتياطيات غاز حجمها 85 مليار متر مكعب
- صفقة توربينات رياح بحرية على وشك الفشل
- أكبر بطارية في أستراليا تدخل حيز التشغيل الكامل
- حصري- شحنة وقود مشبوهة في لبنان.. وتلاعب لإخفاء مصدرها الأصلي
المصدر: