التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

5 دروس من طفرة قطاع الطاقة في باكستان للدول الناشئة (تقرير)

لتوفير كهرباء موثوقة وبأسعار معقولة

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • باكستان تشهد ثورة في قطاع الطاقة مع سرعة تبنّي الطاقة الشمسية والبطاريات
  • تنوّع مصادر الطاقة في باكستان يحدّ من واردات الغاز المسال
  • تقليل واردات الوقود يحدّ من الضغط على ميزان المدفوعات ويعزز السيادة في قطاع الطاقة
  • الانتقال إلى الطاقة الشمسية والبطاريات يخفض تكلفة الكهرباء، ويعزز موثوقية القطاع

يمرّ قطاع الطاقة في باكستان بطفرة غير مسبوقة أدّت إلى خفض تكاليف الكهرباء وتعزيز موثوقيتها، بعدما عانى من أزمات متكررة نتيجة نقص الاستثمار، والاعتماد على واردات الغاز والفحم.

فقد حوّلت السياسات قصيرة الأجل وعدم التخطيط طويل المدى القطاع إلى عبء يهدد الاقتصاد والمجتمع والبيئة على حدّ سواء.

غير أن الحكومة حاولت مواجهة الأزمة الأخيرة في قطاع الطاقة في باكستان (2022-2023) عبر تشجيع المنازل والشركات على تبنّي أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح والمُدمجة مع بطاريات التخزين لتلبية الطلب، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وخلال العام الماضي (2024)، بلغ إجمالي إنتاج الكهرباء المتجددة في باكستان نحو 44.9 تيراواط/ساعة.

وفي العام ذاته، استوردت البلاد نحو 17 غيغاواط من الألواح الشمسية، و1.25 غيغاواط/ساعة من بطاريات الليثيوم أيون.

وتشير التوقعات إلى أن واردات البطاريات قد تصل إلى 8.75 غيغاواط/ساعة بحلول 2030، وسيكون ذلك كافيًا لتغطية أكثر من ربع الطلب في أوقات الذروة، بينما ستغطي الطاقة الشمسية أغلب الطلب خلال النهار.

ويرى التقرير أن باكستان تُمثّل نموذجًا للدول الناشئة الأخرى التي تواجه تحديات مشابهة، وقدّمت 5 دروس مستفادة يمكن من خلالها توفير كهرباء ميسورة وموثوقة للجميع.

قطاع الطاقة في باكستان

كشف التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن طفرة قطاع الطاقة في باكستان القائمة على الطاقة الشمسية والبطاريات أسهمت في خفض تكاليف الكهرباء وتعزيز موثوقية الخدمة للمستهلكين الأفراد، إلى جانب الحدّ من الاعتماد على واردات الوقود، لا سيما الغاز المسال.

وتعتمد البلاد على الغاز المسال لتشغيل محطات الكهرباء، لكنها بات لديها فائض في ظل تنويع مصادر الطاقة، ويرجع ذلك إلى انخفاض التركيز على التوليد من هذه المحطات.

ألواح شمسية تعزز طفرة الطاقة في باكستان
ألواح شمسية - الصورة من لونغي

وخلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري، بلغت واردات باكستان من الغاز المسال نحو 4 ملايين طن، مقارنة بـ4.7 مليونًا خلال المدة المقابلة لها من العام الماضي، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة.

ومع ذلك، سلّط التقرير الضوء على التحديات التي تواجه شبكة الكهرباء الوطنية، نتيجة النمو السريع وغير المنسّق للطاقة الموزعة وغياب التخطيط.

واحدة من أبرز التحديات هي تحقيق العدالة في توزيع التكاليف، حيث لا يستطيع العديد من الأسر والشركات الصغيرة تركيب أنظمة شمسية أو شراء بطاريات، في حين تتوزع تكاليف صيانة الشبكة وتشغيلها على عدد أقل من العملاء.

في الوقت نفسه، تستمر المحطات القديمة العاملة بالغاز والفحم في تحصيل مدفوعات ثابتة حتى عند انخفاض استعمالها، حيث بلغت المدفوعات للقدرة الإنتاجية أكثر من تريليوني روبية باكستانية (7 مليارات دولار) في 2024، ما يزيد العبء المالي على المستهلكين المرتبطين بالشبكة التقليدية.

هذا الوضع يُسبّب فجوة بقطاع الطاقة في باكستان؛ إذ تستفيد فئة من المستهلكين المستقلين عن الشبكة من كهرباء أكثر موثوقية ومنخفضة التكلفة، بينما يواجه من يعتمدون على الشبكة التقليدية ارتفاعًا مستمرًا في الفواتير، ويتطلب ذلك إصلاحات تنظيمية عاجلة تشمل إعادة تصميم التعرفات وتخطيط بنية تحتية مرنة للشبكة.

5 دروس من ثورة الطاقة في باكستان للدول الأخرى

أوضح التقرير أنه لضمان شمولية تحول الطاقة في باكستان، سيتطلب ذلك آليات تمويل تُخفّض تكاليف الدخول للمستهلكين المحرومين وتدعم تحديث الشبكة.

فمع تزايد الاعتماد على الألواح الشمسية والبطاريات، تبرز الحاجة إلى تسهيلات ائتمانية منخفضة الفائدة وضمانات تزيل مخاطر الاقتراض.

وتؤدي آليات التمويل المدمج دورًا مهمًا، التي تجمع بين الأموال العامة والخيرية لفتح أبواب الاستثمارات الخاصة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وإلى جانب دعم أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح والموزعة، تحتاج البلاد إلى توسيع المحطات نفسها على نطاق المرافق لتلبية ارتفاع الطلب.

ألواح شمسية تعزز طفرة الطاقة في باكستان
ألواح شمسية - الصورة من لونغي

في ضوء ذلك، أظهر التقرير أن نهج قطاع الطاقة في باكستان يمكن أن تستفيد منه الدولة الناشئة في مواجهة ارتفاع تكاليف الكهرباء والانقطاعات المتكررة، ويمكن ذلك من خلال:

  1. إتاحة انتقال الطاقة للجميع: من خلال دعم الأسر والشركات التي لا تستطيع الاستثمار في الطاقة الشمسية والبطاريات.
  2. دمج الطاقة الموزعة في النظام: عبر تشجيع مشاركة وتبادل الكهرباء لتجنُّب هدر الفائض وتعزيز الاستفادة من الشبكة.
  3. دمج الأصول التقليدية: عن طريق إعادة توظيف المحطات الحرارية كونها مصدرًا احتياطيًا وخدمات مساعدة للشبكة في أوقات انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة مع تقليل الانبعاثات.
  4. كهربة قطاع النقل: من خلال الاستفادة من انتشار أنظمة الطاقة الشمسية الموزعة والبطاريات، مع مواءمة البنية التحتية للشحن مع قدرات التوليد والتخزين، وحوافز تشجع الشحن عند ارتفاع إنتاج الطاقة الشمسية، للحدّ من الضغط على الشبكة.
  5. التخطيط المسبق للنمو: عن طريق التعامل مع الطاقة الشمسية والبطاريات كونهما حجر الأساس في توسع القدرة والإنتاج خلال العقد المقبل، مع وضع سياسات وإستراتيجيات استباقية للشبكة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. دروس من قطاع الطاقة في باكستان، من المنتدى الاقتصادي العالمي
  2. فائض الغاز المسال، من منصة الطاقة
  3. إنتاج الكهرباء المتجددة في باكستان، من معهد الطاقة
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق