افتتحت وزارة الكهرباء مركز سيطرة حديثًا في محافظة البصرة، في خطوة تهدف إلى تحسين منظومة الكهرباء في العراق، وضمان تجهيز الطاقة للمواطنين على مدار الساعة.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المشروع الذي افتُتح، اليوم السبت 23 أغسطس/آب (2025)، يُتوقع أن يسهم في تقليل الأعطال وتعزيز كفاءة التشغيل بشكل غير مسبوق.
وأكد وزير الكهرباء العراق زياد علي فاضل، أن المشروع يمثل نقلة نوعية عبر إدخال أنظمة المراقبة والتحكم الذكي، موضحًا أن المركز الجديد سيتيح مراقبة الأحمال وتحديد مواقع الأعطال بسرعة، بما يرفع موثوقية الشبكة الكهربائية.
ويغطي المشروع أكثر من 130 محطة ثانوية عبر منظومات التحكم عن بعد، مع بنية اتصالات ضوئية ومايكروية حديثة تمتد لنحو 186 موقعًا، بما يتيح تعزيز الاتصال بين فرق الصيانة والمراكز الإدارية والورش، بما يضمن إدارة أفضل للتوزيع الكهربائي بالمحافظة.
ويرى مسؤولو الوزارة أن استقرار تجهيز الطاقة في البصرة على مدار اليوم بات ممكنًا، بفضل هذه المنظومات، إذ إن الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية والتحكم الذكي يعززان كفاءة الشبكة، ويمثلان جزءًا من خطة شاملة لمعالجة تحديات الكهرباء في العراق.
مركز سيطرة البصرة ودوره في تحسين الخدمة
قال وزير الكهرباء زياد علي فاضل إن أهمية المركز تكمن في رفع كفاءة المنظومة عبر أنظمة "سكادا" المتطورة، التي تتيح المراقبة المستمرة للأحمال والتدخل السريع عند وقوع الأعطال.
وأوضح أن ذلك يقلل زمن الانقطاع ويضمن إدارة أفضل لتوزيع الطاقة في البصرة، لافتًا إلى أن المركز الجديد مزود بشبكة اتصالات آمنة تغطي مختلف المواقع الحيوية.
وتعمل هذه الشبكة على إيصال خدمة الاتصال الهاتفي الخاص بين المحطات وفرق الصيانة؛ بما يسهل الاستجابة السريعة ويعزز التنسيق بين مختلف الوحدات التشغيلية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار الوزير إلى أن الأنظمة الرقمية ستحد من الضغط الزائد على المحولات وخطوط النقل؛ ما يمنع الأعطال المتكررة التي كانت تعانيها البصرة، مؤكدًا أهمية المشروع لتحقيق لتحقيق استدامة تجهيز الكهرباء وضمان طاقة متواصلة على مدار اليوم.
كما أوضح أن تشغيل المركز يتكامل مع خطط الوزارة لتحديث الشبكات في باقي المحافظات؛ إذ إن هذا التوجه يسعى إلى توفير طاقة مستقرة، وتقليل الاعتماد على المعالجات الطارئة للأعطال، بما يرفع من كفاءة خدمة قطاع الكهرباء في العراق.
وأشار مسؤولون إلى أن المركز سيمكّن من عزل الأعطال وإصلاحها بسرعة، دون الحاجة لقطع التيار عن مناطق واسعة؛ إذ إن استعمال تقنيات التحكم عن بُعد يمثل تحولًا نوعيًا نحو إدارة ذكية وأكثر أمانًا للشبكات، بما يعزز موثوقية الخدمة الكهربائية.
وبحسب بيان الوزارة؛ فإن المشروع يعد واحدًا من أبرز استثماراتها الحديثة في مجال البنية التحتية للطاقة، إذ إن هذه المشروعات تمثل نواة لتطوير شبكة وطنية متكاملة قادرة على استيعاب الطلب المتزايد على الكهرباء في العراق، وتوفير الخدمة باستمرار.
واختتمت الوزارة بالتأكيد على استمرار العمل في تطوير المنظومة الكهربائية بشكل شامل، مشيرة إلى أن نجاح مركز سيطرة البصرة يفتح الباب أمام تكرار التجربة في محافظات أخرى، بما يحقق نقلة نوعية في واقع الكهرباء في العراق.
أزمة الكهرباء في العراق وتحديات مستمرة
تشير تقارير دولية إلى أن أزمة الكهرباء في العراق المستمرة منذ سنوات، رغم الإنفاق الكبير على القطاع، تعود أسبابها إلى تهالك البنية التحتية، والاعتماد المفرط على واردات الغاز، إلى جانب النمو المتزايد في الطلب على الطاقة بشكل سنوي.
وبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية؛ فإن العراق يواجه فجوة بين الإنتاج والطلب تصل أحيانًا إلى 30% في أوقات الذروة؛ ما يؤدي إلى انقطاعات متكررة، خاصة خلال فصل الصيف، حيث يتزايد استهلاك الطاقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وتفقد الدولة أكثر من 40% من الكهرباء المنتجة بسبب الهدر الفني والتجاري؛ بما يشمل السرقات وضعف شبكات النقل، وهذه الخسائر من أبرز التحديات التي تعرقل قدرة الحكومة على تحقيق استقرار إمدادات الطاقة بشكل دائم.
وتنعكس الأزمة على مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية؛ إذ تسبب الانقطاع المتكرر للطاقة في تباطؤ النشاط الصناعي، وزيادة الاعتماد على المولدات الخاصة؛ ما رفع تكاليف المعيشة وأثّر سلبًا في النمو الاقتصادي.
ويشير خبراء إلى أن العراق بحاجة إلى استثمارات ضخمة لإعادة تأهيل محطات التوليد وتطوير الشبكات، كما أن تنويع مصادر الطاقة عبر الاعتماد على المتجددة والهيدروجين يمكن أن يمثل حلًا مستدامًا لمعضلة الكهرباء في العراق على المدى الطويل.
موضوعات متعلقة..
- وزير سابق: فساد قطاع الكهرباء في العراق يلتهم 10 مليارات دولار سنويًا
- انهيار شبكة الكهرباء في العراق.. ومصادر تكشف السبب
- محطة بسماية الغازية تدعم منظومة الكهرباء في العراق بـ5 آلاف ميغاواط
اقرأ أيضًا..
- "الزوير".. ناقلة غاز مسال عملاقة تنضم لأسطول قطر للطاقة
- صفقة شيفرون في العراق.. هل تصبح بوابة لعودة الشركات الكبرى؟ (مقال)
- الطاقة المتجددة في كوينزلاند الأسترالية تواجه حربًا من حكومة المقاطعة الجديدة
المصدر..
