أمر عاجل بوقف مزرعة رياح بحرية.. ضربة لشركة عالمية متعثرة
أسماء السعداوي

تلقّت مزرعة رياح بحرية طعنة من الجهات التنظيمية التي تستهدف قطاع مصادر توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بـ"عداء" مثير للجدل.
إذ أمرت إدارة طاقة المحيطات التابعة لوزارة الداخلية الأميركية بوقف بناء مزرعة الرياح "ريفليوشن" (Revolution) التي تبنيها شركة أورستد الدنماركية (Orsted) في مياه الجرف القاري الخارجي، وفق ما جاء في بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يأتي ذلك بعدما اكتمل بناء 80% من المشروع الذي كان من المقرر أن يدخل حيز التشغيل في العام المقبل (2026) وأن يزود 350 ألف منزل بالكهرباء النظيفة.
وسبق أن أوقفت الإدارة الأميركية مزرعة رياح بحرية أخرى هي "إمباير ويند 1" (Empire Wind 1) خلال هذا العام قبل أن تتراجع عن قرارها في مايو/أيار (2025).
توقف بناء مزرعة رياح بحرية أميركية
تقول شركة أورستد إنها امتثلت لأمر إدارة طاقة المحيطات بشأن وقف مزرعة الرياح البحرية ريفليوشن بالقرب من ولاية رود آيلاند بعدما تلقت أمر الإغلاق أمس الجمعة (22 أغسطس/آب 2025.)
كما تتخذ الشركة، أحد أكبر الأسماء العالمية المطورة لمشروعات طاقة الرياح البحرية، "الإجراءات المناسبة" لوقف أنشطة البناء مع ضمان سلامة العمال والبيئة المحيطة.
وحاليًا، تقيّم "أورستد" الخيارات المتاحة كافة لحل المشكلة سريعًا بما يشمل التعاون مع جهات الترخيص المعنية لتقديم التوضيحات أو الحلول الضرورية أو اتباع المسار القانوني.
كل ذلك هدفه استئناف أعمال البناء أملًا في الوصول إلى مرحلة التشغيل التجاري والمقررة خلال النصف الثاني من العام المقبل (2026).

كما أن شركة أورستد تقيّم كل الآثار المالية المحتملة وتدرس مجموعة من السيناريوهات منها اتخاذ الإجراءات القانونية بعد وقف بناء مزرعة الرياح البحرية.
وجاء في البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة أن مزرعة الرياح البحرية ريفليوشن قد حصلت على التصاريح الكاملة سواء من الولاية أو من الحكومة الفيدرالية.
وبعد سلسلة من المراجعات التي بدأت قبل أكثر من 9 سنوات، حصل مطورا المزرعة على خطاب الموافقة على خطة البناء والتشغيل في 17 نوفمبر/تشرين الثاني (2023).
من جهتها، أرجعت الإدارة أمر الوقف إلى مخاوف "لم تسمها" مرتبطة بالأمن القومي، مؤكدًا أنها تسعى إلى حماية المصالح الأميركية في هذا الصدد ومنع التدخل في الاستعمالات المعولة للمنطقة الاقتصادية الخالصة وأعالي البحار والمياه الإقليمية.
بدورها، حذرت الرابطة الوطنية لصناعات طاقة المحيطات من أن وقف المشروع بعدما أوشك على الانتهاء يهدد فرص العمل والاستثمارات التي وصلت إلى مليار ونصف دولار.
معلومات مهمة عن مزرعة الرياح البحرية ريفليوشن
يطور مزرعة الرياح البحرية ريفليوشن شركة تحمل الاسم نفسه، وهي مشروع مشترك تمتلك فيه أوستد 50.1% من الأسهم إلى جانب شركة "سكاي بورن رينيوابلز" (Skyborn Renewables) التابعة لشركة "غلوبال إنفراستر بارتنر" (Global Infrastructure Partner).
وحتى تاريخه، اكتمل بناء المشروع بنسبة 80% كما رُكِّبت كل الأساسات البحرية و45 توربين رياح داخل المزرعة.
كما حصل المشروع في العام الماضي (2024) على الموافقة الفيدرالية النهائية لبدء أعمال البناء من إدارة طاقة المحيطات نفسها.
وأبرم مطورا المشروع اتفاقيات لشراء الكهرباء من مزرعة الرياح البحرية الأميركية لمدة 20 عامًا.
ومن خلال تصدير 400 ميغاواط من الكهرباء إلى ولاية رود آيلاند و304 ميغاواط إلى ولاية كونيتيكت، ستغذي المزرعة أكثر من 350 ألف منزل بالكهرباء النظيفة والموثوقة وميسورة التكلفة.
وبحسب المنشور على الموقع الرسمي للمشروع، توفر أعمال بناء المزرعة أكثر من ألف و200 فرصة عمل بالإضافة إلى الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة بالاقتصاد المحلي من خلال الاستثمار.
تقع المزرعة بسعة إجمالية 704 ميغاواط في المياه الفيدرالية على بُعد 15 ميلًا إلى الجنوب من ساحل رود آيلاند و32 ميلًا جنوب شرقي سواحل ولاية كونيتيكت.
بدأت أعمال البناء بالمزرعة في عام 2023 وكان من المتوقع الانتهاء منها لتدخل مرحلة التشغيل الكامل في عام 2026.
شركة أورستد وأزمة طاقة الرياح البحرية في أميركا
تستثمر شركة أورستد في قطاع الطاقة النظيفة وتطوير شبكات الكهرباء وبناء المواني والسفن وسلسلة الإمداد المحلية والتصنيع في أكثر من 40 ولاية بالولايات المتحدة.
لكن في قطاع طاقة الرياح الأميركي واجهت تحديات دفعتها في مارس/آذار من العام الماضي (2024) إلى بيع حصص تملكها في مزارع رياح برية أميركية بإجمالي قدرات 957 ميغاواط.
وخارج حدود أميركا، باعت أصول رياح في أيرلندا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا بإجمالي قدرات 800 ميغاواط في مايو/أيار (2025).
وبعد تفاقم التحديات ولوقف نزيف الخسائر وانهيار سعر السهم أعلنت في يناير/كانون الثاني (2025) إعفاء رئيسها التنفيذي السابق مادز نيبر من منصبه.
وفي أغسطس/آب الجاري (2025)، أعلنت خططًا لجمع تمويلات بقيمة 5 مليارات و830 مليون دولار للخروج من براثن أزمة مالية طاحنة.

ومؤخرًا، كشفت عن خطة تستهدف جمع 9 مليارات و400 مليون دولار لتمويل مشروع الرياح البحرية "صن رايز" (Sunrise) قبالة سواحل نيويورك.
جاء ذلك بعد انسحاب الشركاء المحتملين من المشروع بسبب "عداء" الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقطاع الرياح البحرية في أميركا.
إذ انقلب قطب العقارات السابق على سياسات تقدم الدعم السخي للطاقة النظيفة، التي قدّمها الرئيس السابق جو بايدن بموجب قانون خفض التضخم، كما يرى بأن توربينات الرياح قبيحة المنظر وتهدد الموائل البحرية.
وفي اليوم الأول من عودته إلى البيت الأبيض، نفذ ترمب وعده الانتخابي عندما أصدر أمرًا تنفيذيًا بتعليق منح تراخيص التأجير في كل مناطق الجرف القاري حتى إجراء المراجعات البيئية والاقتصادية.
كما أصدر أمرًا تنفيذيًا يهدد بإلغاء امتيازات "إن وُجدت" لمشروعات الطاقة الشمسية والرياح المقامة على الأراضي الفيدرالية.
موضوعات متعلقة..
- المغرب يخطط لبناء أول مزرعة رياح بحرية في أفريقيا
- مزرعة رياح بحرية عالمية قديمة تمدّد عمرها التشغيلي
- أكبر مزرعة رياح بحرية في أميركا لا تخشى قرارات ترمب
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في أميركا تخسر استثمارات بقيمة 19 مليار دولار بسبب ترمب
- مشروع غاز بـ8 مليارات دولار يرسّخ مكانة ليبيا في أسواق الطاقة
- أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في العالم قيد التنفيذ.. 3 منها عربية
- الجزائر الأقرب.. مشروع ممر هيدروجين جديد قد يصبح فرصة لـ4 دول عربية
المصادر: