مسؤول: توقف الهند عن شراء النفط الروسي ضرورة لتكون شريكًا إستراتيجيًا لأميركا
حياة حسين

طالب المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو، الهند بالتوقف عن شراء النفط الروسي، رغم المفاوضات بين رئيس بلاده دونالد ترمب مع الروسي الروسي فلاديمير بوتين، واللقاء بينهما نهاية الأسبوع الماضي بشأن الاتفاق على تسوية للحرب، وعدّ ذلك شرطًا لتصبح نيودلهي شريكًا إستراتيجيًا لأميركا.
ومع تكرار مطالبات أميركا للهند بالتوقف عن شراء النفط من روسيا، يتكرّر الرد الهندي المراوغ، الذي لا يعطي إجابة محددة بشأن التوقف من عدمه؛ ما قد يؤشّر إلى أن نيودلهي تحاول كسب وقت إضافي لعلها تصل إلى تسوية مع شريك تجاري قوي في مفاوضات تجري خلال وقت لاحق من الشهر الجاري.
وهدّدت واشنطن نيودلهي بزيادة التعرفات الجمركية المفروضة عليها إلى 100% حال عدم التوقف عن شراء النفط الروسي، بعدما زادتها بنسبة 25% لتصل إلى 50% بداية أغسطس/آب الجاري.
ويمثل النفط الروسي الرخيص أكبر حصة من واردات الهند، لكن الأسبوع الأخير في الشهر الماضي شهد توقف مصافي نيودلهي عن الشراء، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، إلا أن تحاليل أشارت إلى أن سبب هذا التوقف ليس الطلب الأميركي، ولكن ارتفاع أسعار خام موسكو ليقترب من باقي أنواع النفوط، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
شراء خام موسكو وتقارب مع الصين
قال المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو: "إن مشتريات الهند من النفط الروسي تموّل حرب موسكو ضد أوكرانيا، كما تتقرب نيودلهي حاليًا من كل من روسيا والصين".
وكتب عن وجهة نظره تلك في صحيفة فايننشال تايمز، مضيفًا: "إذا كانت الهند تريد أميركا شريكًا إستراتيجيًا فهي تحتاج إلى أن تتصرف بالطريقة التي تناسب ذلك".

وكان وزير خارجية الهند سوبرامانيام جايشانكار، قد صرّح، في وقت سابق، بأن هناك مطالبات غير عادلة بالتوقف عن شراء النفط الروسي، في الوقت الذي تواصل أميركا ودول أوروبا شراء منتجات موسكو.
وقال نافارو: "إن الهند تتصرف بوصفها مركزًا عالميًا لتبادل النفط الروسي، وتحويل الخام المحظور إلى صادرات عالية القيمة، في حين تمنح موسكو الدولارات التي تحتاج إليها".
وعبّر عن وجهة نظره بأن تصدير الأسلحة الأميركية إلى الهند خلال الوقت الذي تتقرب فيه من روسيا والصين يمثل خطرًا.
وتعمل الصين والهند، الخصمان اللدودان منذ زمن طويل، على تعزيز علاقاتهما بهدوء وحذر، في ظل نهج رئيس أميركا دونالد ترمب غير المتوقع تجاه كليهما؛ لذلك سيتبادل رئيسا البلدين الزيارات خلال شهر أغسطس/آب الجاري.
تقارب روسي أميركي
عقد الرئيسان الأميركي دونالد ترمب، والروسي فلاديمير بوتين، لقاءً يوم الجمعة 16 أغسطس/آب 2025، استغرق 3 ساعات، وصفه الطرفان بـ "البناء والمثمر"؛ ما يوحي بانفراجة في أزمة الحرب، والدول التي تتعامل مع النفط الروسي.
غير أن تصريحات المستشار التجاري للبيت الأبيض، التي طالب فيها الهند بالتوقف عن النفط الروسي، توضح غير ذلك.
وفي الأسبوع الأخير من شهر يوليو/تموز الماضي، توقفت الهند عن شراء النفط الروسي، لكن لم يكن الأمر متعلقًا بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات في صورة تعرفات جمركية كبيرة على نيودلهي إذا واصلت الاستيراد من موسكو.
وأكد مصدران رسميان، وفق ما ذكرته رويترز حينها، أن الهند لن تتوقف عن شراء نفط روسيا بسبب تهديدات ترمب الأخيرة؛ إذ لا تحدد الدولة خططها بناء على رغبات الدول الأخرى، ولكن وفق مصالحها وعلاقتها بالدول الأخرى.
وبحسب بيانات حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- انخفضت إيرادات صادرات النفط الروسي بنحو 19 مليار دولار تقريبًا خلال أول 7 أشهر من عام 2025، مع تقلّب أسعار الخام العالمية، وتأثّر روسيا بالعقوبات الأميركية الجديدة المفروضة منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وأشارت البيانات إلى تراجع عائدات صادرات روسيا من النفط الخام والمنتجات النفطية بنسبة 16.2% على أساس سنوي، لتصل إلى 97.2 مليار دولار خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز عام 2025، مقارنة بنحو 116 مليار دولار خلال المدة نفسها من عام 2024.
وهبطت إيرادات صادرات النفط الروسي بنسبة 13% على أساس سنوي أو بقيمة 2.1 مليار دولار، لتصل إلى 14.32 مليار دولار خلال يوليو/تموز الماضي، وهو أدنى مستوى مسجل في الشهر نفسه منذ عام 2021، إلا أنها ظلّت أعلى في يوليو/تموز بنسبة 7%، أو ما يعادل 0.93 مليار دولار على أساس شهري.
موضوعات متعلقة..
- واردات الهند من النفط الروسي تصطدم برسوم ترمب الجمركية والتقلّبات السياسية (مقال)
- ترمب أم النفط الروسي..الهند أمام خيارين أحلاهما مُر (تقرير)
- 6 شحنات من النفط الروسي تغير مسارها قبل دخول قناة السويس
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط تتحول للارتفاع.. وخام برنت لشهر أكتوبر فوق 66 دولارًا (تحديث)
- شركة الحفر العربية السعودية تمدد عقود 11 منصة برية مع شريك عالمي
- 5 خبراء: قانون المناجم الجديد في الجزائر فرصة لاستغلال الاحتياطيات الضخمة
المصادر: