رئيسيةأخبار الغازغاز

مشروع أنبوب الغاز الأطلسي.. المغرب يبحث عن تمويل أميركي

أحمد بدر

يمثّل أنبوب الغاز الأطلسي مشروعًا إستراتيجيًا ضخمًا، إذ يسعى المغرب عبره إلى استقطاب تمويل أميركي يواكب طموحاته في أن يصبح مركزًا محوريًا لعبور الطاقة نحو أوروبا، في جهود تأتي ضمن تحرك دبلوماسي واقتصادي متصاعد لتعزيز أمن الطاقة.

وبحسب تقارير تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، طرح الوفد المغربي في منتدى الطاقة الأميركي-الأفريقي المنعقد في هيوستن، مبادرته الكبرى أمام المستثمرين الأميركيين بشأن أنبوب الغاز المغربي النيجيري.

وتتضمن رؤية الوفد تعزيز الاستثمارات في مشروع أنبوب الغاز الأطلسي، الذي تتجاوز قيمته 25 مليار دولار، مع اقتراب اتخاذ قرار نهائي خلال الأشهر المقبلة.

ويسعى المغرب من خلال هذا المشروع إلى تحويل موقعه الجغرافي الإستراتيجي إلى نقطة عبور حيوية، تربط الغاز النيجيري بالأسواق الأوروبية. وهذا الطموح يعزز دوره في منظومة الطاقة الإقليمية ويمنحه مكانة تفاوضية أقوى أمام الشركاء الدوليين.

ويُنظر إلى المشروع على أنه خطوة محورية لا تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل تمتد لتشمل تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة في دول العبور، ومن المنتظر أن يوفر مشروع أنبوب الغاز الأطلسي آلاف فرص العمل ويعزز التكامل بين شمال وغرب أفريقيا.

أنبوب الغاز المغربي النيجيري

تحتلّ فكرة أنبوب الغاز المغربي النيجيري موقعًا مركزيًا في النقاشات الجارية بين المغرب والمستثمرين الأميركيين، إذ عرض مكتب الهيدروكاربورات والمعادن الوطني تقدم الأعمال والدراسات الفنية، مؤكدًا أن المشروع بلغ مرحلة إستراتيجية تتطلب شراكات مالية متينة لتسريع التنفيذ.

ومنذ إطلاقه في عام 2017 برعاية الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بخاري، ظل مشروع أنبوب الغاز الأطلسي يحظى بمتابعة دقيقة من الحكومتين، ومع اكتمال الدراسات البيئية والاجتماعية، أصبح الطريق ممهدًا نحو اتخاذ قرار نهائي بشأن الاستثمار، بإسهام محتمل من واشنطن.

ويمتد أنبوب الغاز المغربي النيجيري على طول 6 آلاف كيلومتر، ليصل احتياطات الغاز النيجيرية إلى المغرب، ومنه إلى أوروبا، ما يمنحه بعدًا قاريًا، ويحوّل خط الأنابيب إلى أداة للاندماج الاقتصادي الإقليمي وتعزيز العلاقات بين الشمال والجنوب.

جانب من اجتماع سابق لوزراء الطاقة والهيدروكربونات في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا
جانب من اجتماع سابق لوزراء الطاقة والهيدروكربونات في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا

وصُمِّم أنبوب الغاز الأطلسي لنقل ما بين 15 و30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، وهو ما يعادل إمداد نحو 400 مليون شخص في 13 دولة أفريقية، وهو الرقم الذي يعكس الأهمية الإستراتيجية للمشروع في تلبية احتياجات الطاقة وتوسيع قاعدة المستفيدين.

وتجاوزت الفرق الهندسية عقبات فنية كبيرة، بما في ذلك استكمال الدراسات التفصيلية في عام 2024، كما أنهت فرق العمل التقييمات البيئية في الشمال، وفق التطورات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ووافق القادة الأفارقة في قمة "سيداو" رقم 66 بنهاية العام الماضي 2024 على الاتفاق الحكومي المشترك الذي يحدد مسؤوليات الدول المشاركة. ويُعدّ هذا الاتفاق أساسًا قانونيًا ومؤسسيًا لانطلاق المشروع على أرضية من الشفافية والتعاون الإقليمي.

ويرى الخبراء أن أنبوب الغاز الأطلسي ليس مجرد مشروع للطاقة، بل هو رافعة للتنمية الصناعية والرقمية عبر القارة، ومن المتوقع أن يُحدث تحولات اقتصادية واسعة، معززة بزيادة اهتمام واشنطن بالمشروعات الطاقية الكبرى في أفريقيا.

التمويل الأميركي والفرص الإستراتيجية

أعطى اختيار مدينة هيوستن، عاصمة الطاقة العالمية، المنتدى زخمًا إضافيًا لمشروع الغاز الأطلسي، لا سيما أن المدينة تحتضن أكثر من 4 آلاف و600 شركة في قطاع الطاقة، ما يجعلها نقطة جذب طبيعية للمستثمرين الباحثين عن فرص في مشروعات ضخمة.

ويبرز دور مؤسسة تمويل التنمية الأميركية (DFC) التي أعلنت أنها تدرس مشروعات البنية التحتية للنفط والغاز في أفريقيا، في تحول يعكس استعداد واشنطن لتوسيع دعمها للطاقة التقليدية، بجانب التزاماتها السابقة بالطاقات المتجددة فقط.

وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة، سلام ديميشي، في المنتدى، إن الوكالة "تنظر بجدّية" إلى مشروعات البنية التحتية للغاز في القارة، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

عامل داخل منصة عائمة لإنتاج النفط في نيجيريا
عامل داخل منصة عائمة لإنتاج النفط في نيجيريا- الصورة من وكالة بلومبرغ

بدوره، أكد المغرب أن المشروع سيتيح للدول الأفريقية الحصول على مصدر طاقة مستدام ومعقول التكلفة، فضلًا عن كونه أداة للاندماج الاقتصادي والاجتماعي، وذلك في رسالة تستهدف تعزيز ثقة المستثمرين الأميركيين في جدوى المشروع الإستراتيجية.

ويتوقع أن يسهم مشروع أنبوب الغاز الأطلسي في تحويل المغرب إلى مركز إقليمي للطاقة، عبر ربطه بأسواق أوروبا وأفريقيا وحوض الأطلسي، ويعزز قدرة المملكة على أداء دور محوري في رسم خريطة الطاقة الإقليمية والدولية.

ويؤكد خبراء الصناعة أن أنبوب الغاز الأطلسي قادر على دفع عجلة التنمية الصناعية والاقتصادية، بما يوفر وظائف ويعزز الابتكار التكنولوجي، كما يدعم مساعي الرباط لتحويل دعم المستثمرين الأميركيين إلى التزام فعلي يمهّد لبدء الإنشاءات على الأرض.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق