الغاز المسال والأمونيا يتنافسان على تشغيل سفن الشحن وخفض الانبعاثات
نوار صبح

يتنافس الغاز المسال والأمونيا على تشغيل سفن الشحن وخفض انبعاثات الكربون بموجب اللوائح التنظيمية الحديثة.
ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتجه شركة تصنيع محركات الديزل الكبيرة والآلات التوربينية للتطبيقات البحرية "إيفرلنس" (Everllence) -العلامة التجارية الجديدة لشركة "مان إنرجي سوليوشنز"- نحو إطلاق أول محرك يعمل بوقود الأمونيا المزدوج في عام 2026.
ويشير التحليل الأولي "لمسار الحياد الكربوني" لدى المنظمة البحرية الدولية -الذي تمّت الموافقة عليه في الدورة 83 للجنة حماية البيئة البحرية "إم إي بي سي" (MEPC)- إلى أن الغاز المسال يُمثّل أحد أكثر المسارات فعاليةً لتلبية لوائح خفض الانبعاثات.
وقد أعرب بعض مؤيدي الأمونيا والميثانول عن خيبة أملهم من مسودة اللوائح، إذ يرون أن هذه الأنواع البديلة من الوقود هي الأكثر وعدًا بالوصول إلى ما يقارب الصفر أو الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
اجتماع استثنائي للجنة حماية البيئة البحرية
ستتجه الأنظار صوب اجتماع استثنائي للجنة حماية البيئة البحرية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حيث سيُنظَر في اعتماد تعديلات الملحق السادس لاتفاقية ماربول رسميًا.
وستُحدد هذه التعديلات معيارًا عالميًا جديدًا لكثافة الوقود (GFI) وآلية تسعير عالمية.
وفي حال اعتماده، سيدخل إطار عمل الحياد الكربوني لدى المنظمة البحرية الدولية حيز التنفيذ بحلول مارس/آذار 2027.
في هذا الإطار، استعرض رئيس غرفة الشحن الدولية "آي سي إس" (ICS)، إيمانويل غريمالدي، نتائج لجنة حماية البيئة البحرية رقم 83 من منظور المخاطر الجيوسياسية.

وقال غريمالدي، رئيس مجموعة غريمالدي العائلية، التي تشمل أصولها أسطولًا كبيرًا من سفن دحرجة، وناقلات سيارات، وسفن روباكس، وعبّارات: "عندما تلوح في الأفق تقلبات سياسية، يصبح القادة أكثر تحفظًا بشأن المخاطر".
وأشار إلى أن "حالة الضبابية العالمية ونقص الميثانول والأمونيا الخضراء المتاحة -المنتجة باستعمال الطاقة المتجددة- تدفع مالكي السفن إلى نهج أكثر عملية، مفضّلين الاستثمار في السفن الجديدة المجهزة بمحركات تعمل بالغاز المسال".
وأوضح غريمالدي في تقرير حديث صادر عن غرفة الشحن الدولية: "هناك رغبة في اللجوء إلى أساليب تشغيل معروفة وموثوقة وأكثر قابلية للتنبؤ".
وأضاف: "يتجلى هذا بوضوح من خلال التحول نحو الغاز المسال خيارًا للوقود الأكثر جدوى في العقد المقبل".
السفن العاملة بالغاز المسال
انعكس هذا التحول في سجل طلبات يوليو/تموز الماضي، حيث شكلت السفن العاملة بالغاز المسال 79% - 22 من أصل 28 سفينة جديدة تعمل بالوقود البديل، التي طُلِبت خلال الشهر، وفقًا لمنصة "ألترنيتيف فيولز إنسايت" التابعة لهيئة التصنيف العالمية "دي إن في" (DNV).
ويرى رئيس غرفة الشحن الدولية "آي سي إس" (ICS)، إيمانويل غريمالدي، أن النتائج الرئيسة للاجتماع الـ83 للجنة حماية البيئة البحرية "قد تُسهم في تحفيز استثمارات القطاعين الخاص والعام اللازمة لإطلاق العنان لتسويق الوقود والتكنولوجيا منخفضة الانبعاثات تقريبًا".
بدوره، قال رئيس المبيعات والترويج العالمي لدى شركة "إيفرلنس"، كريستيان لودفيغ: "نهدف إلى توفير تطبيقات قابلة للتخفيف في جميع القطاعات والأحجام"، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لتحديثات القطاع.
وأوضح لودفيغ: "بفضل قدرته على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري حتى في صورته الأحفورية، ونمو البنية التحتية للتزويد بالوقود، وتوسُّع توافره، يُعدّ الغاز المسال خيارًا قويًا بصفته وقودًا انتقاليًا لإزالة الكربون في النقل البحري".
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة "إيفرلنس"، المُصنّعة للمحركات ثنائية الأشواط، أوي لاوبر: "شهد عام 2025 زيادة كبيرة في طلبات محركات "إم آي-جي آي"، حيث يُعدّ الميثانول وقودًا انتقاليًا ممتازًا في طريق إزالة الكربون من النقل البحري".
جاءت تصريحات "لاوبر" في يوليو/تموز الماضي بالتزامن مع احتفال "إيفرلنس" ببيع محركها رقم 1000 من طراز "إم آي-جي آي" لوقود الغاز المسال المزدوج، الذي سيُرَكَّب على متن سفينة حاويات تابعة لشركة هاباغ-لويد قيد الإنشاء في الصين.
وكانت "إيفرلنس" قد طرحت محرك "إم آي-جي آي"، وهو محرك بطيء السرعة وعالي الضغط، ويعمل بوقود الالغاز المسال المزدوج، ويُتحكَّم فيه إلكترونيًا، عام 2014.

محركات الأمونيا
يرى مؤيدو الأمونيا أنها منافس قوي لدفع قطاع الشحن نحو الحياد الكربوني، نظرًا لعدم احتوائها على الكربون، وكونها ناقلًا ممتازًا للهيدروجين.
وأوضح رئيس المبيعات والترويج العالمي لدى شركة "إيفرلنس"، كريستيان لودفيغ، أن التقدم المحرَز في تطوير محرك الأمونيا ثنائي الوقود كان "أفضل من المتوقع"، محققًا "نتائج ممتازة" فيما يتعلق بأكاسيد النيتروجين وانزلاق الأمونيا المباشر.
وتختبر "إيفرلنس" محركًا تجريبيًا في مركز أبحاثها في كوبنهاغن، ونموذجًا أوليًا لمحرك يعمل بتقنية حقن الأمونيا بالغاز السائل، من طراز "إم كيه 10.5" بمصنع "ميتسوي إي آند إس تامانو" في اليابان.
موضوعات متعلقة..
- أول إعادة تدوير للميثان المنبعث من السفن العاملة بالغاز المسال في العالم
- سوق تزويد السفن بوقود الغاز المسال قد تتضاعف 16 مرة.. وظهور عربي بارز
اقرأ أيضًا..
- أقوى توربين رياح بحرية في العالم يحظى بـ3 شفرات فائقة الطول (صور)
- توقيع أكبر صفقة لتوريد الغاز الإسرائيلي إلى مصر.. قيمتها 35 مليار دولار وتمتد حتى 2040
- أهم 3 مشروعات طاقة شمسية في المغرب.. تفاصيل القدرات والتقنيات (إنفوغرافيك)
المصدر..