وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط.. وترفع تقديرات المعروض
في عامي 2025 و2026
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عامي 2025 و2026، مشيرةً إلى وجود تباين بين اتجاهات العرض والطلب، كما سلّطت الضوء على المشهد المعقّد الذي تواجهه سوق النفط في ظل قرارات أوبك+ وتفاوت وتيرة التعافي الاقتصادي بين الدول.
ووفقًا لتقرير سوق النفط الشهري، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، توقعت الوكالة نمو الطلب العالمي في عام 2026 بنحو 700 ألف برميل يوميًا، انخفاضًا من تقديراتها السابقة البالغة 722 ألف برميل يوميًا في تقرير يوليو/حزيران، ليصل الإجمالي إلى 104.4 مليونًا.
أمّا بالنسبة لعام 2025، فقد خفضت الوكالة تقديراتها إلى 680 ألف برميل يوميًا، مقارنة مع التقديرات السابقة البالغة 704 آلاف.
في المقابل، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو إمدادات النفط العالمية بمقدار 370 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 2.5 مليون برميل يوميًا هذا العام، وبمقدار 620 ألف برميل يوميًا، ليبلغ 1.9 مليونًا عام 2026.
جاء ذلك بعد قرار مجموعة الـ8 في تحالف أوبك+ برفع سقف زيادة الإنتاج إلى 547 ألف برميل يوميًا بحلول بنهاية سبتمبر/أيلول 2025، لتُنهي بذلك التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا.
الطلب العالمي على النفط
كشف تقرير وكالة الطاقة الدولية، الصادر اليوم الأربعاء 13 أغسطس/آب (2025)، تذبذبًا واضحًا في الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري، حيث تراجعت التوقعات بمقدار 350 ألف برميل يوميًا مقارنة ببداية العام.
وقد شهدت الاقتصادات الناشئة والنامية -من بينها الصين والبرازيل ومصر والهند- مراجعات هبوطية في تقديرات الاستهلاك.
وأظهر التقرير أن النمو السنوي البالغ نحو 600 ألف برميل يوميًا في الربع الثاني من 2025 تحقق بأكمله في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بينما ظلَّ الاستهلاك في دول المنظمة ثابتًا تقريبًا، مع وصول اليابان إلى مستويات استهلاك هي الأدنى منذ عقود.
وبخلاف ذلك، شهد قطاع الطيران انتعاشًا، حيث دفعت حركة السفر الصيفية ارتفاعًا قياسيًا باستهلاك وقود الطائرات في الولايات المتحدة وأوروبا.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على وقود الطائرات (الكيروسين) بنسبة 2.1% هذا العام -الأعلى نموًا بين المنتجات النفطية-، ليصل إلى 7.7 مليون برميل يوميًا في 2025، مع بقاء هذا المستوى أقل بنحو 180 ألفًا من مستوى ما قبل جائحة كورونا (2019).

المعروض العالمي من النفط
أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن نفط أوبك+ وسوائل الغاز الطبيعي سيمثّلان نحو 1.1 مليون برميل يوميًا من نمو المعروض العالمي هذا العام، و890 ألفًا في 2026.
ورغم ذلك توقَّع التقرير مواصلة الدول خارج تحالف أوبك+ قيادة موجة الارتفاع، مضيفة 1.3 مليون برميل يوميًا إلى المعروض في 2025، ونحو مليونًا في 2026، ويرجع ذلك إلى ارتفاع إنتاج سوائل الغاز الأميركية، وإنتاج النفط الكندي، والإنتاج البحري قبالة سواحل الولايات المتحدة والبرازيل وغايانا.
وخلال شهر يوليو/تموز، بقي المعروض العالمي ثابتًا عند 105.6 مليون برميل يوميًا، بعد انخفاض قدره 230 ألف برميل يوميًا من أوبك+، قابلته زيادة مماثلة في إنتاج الدول غير الأعضاء، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
واستوعبت السوق حتى الآن براميل الإمدادات الإضافية بفضل نشاط المصافي غير المسبوق وتعزيز مخزونات الصين.
ورغم أن البيانات تشير إلى أن الإمدادات ستتجاوز الطلب بنهاية العام ومطلع 2026، يمكن أن تؤدي أي عقوبات إضافية على روسيا وإيران إلى تراجع الإمدادات من الدولتين، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
مخزونات النفط العالمية
ارتفعت مخزونات النفط العالمية للشهر الخامس على التوالي في يونيو/حزيران، بزيادة 28.1 مليون برميل على أساس شهري، أي ما يقارب 900 ألف برميل يوميًا، لتبلغ 7.836 مليار برميل، وهو أعلى مستوى لها منذ 46 شهرًا.
وعلى مستوى الربع الثاني من 2025، ارتفعت المخزونات بمعدل 1.5 مليون برميل يوميًا، مع ارتفاع مخزونات النفط الصينية بمقدار 900 ألفًا، ومقدار مماثل لسوائل الغاز الأميركية.
وخلال شهر يونيو/حزيران الماضي، واصلت مخزونات النفط التجارية في دول منظمة التعاون الاقتصادي الهبوط، لتستقر عند 2.758 مليار برميل، أي أقل بقرابة 88 مليون برميل مقارنة بالعام الماضي، وقريبة من أدنى مستوياتها خلال العقد.

إنتاج المصافي عالميًا
من جهة أخرى، من المتوقع زيادة إنتاج مصافي التكرير عالميًا إلى مستوى قياسي يقارب 85.6 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب، مع نمو سنوي متوقع في الربع الثالث لعام 2025 يبلغ 1.6 مليون برميل يوميًا، متجاوزًا متوسط نمو النصف الأول البالغ 130 ألفًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة
بينما رُفعت التوقعات لمتوسط الإنتاج إلى 83.6 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، بزيادة 670 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي، و84 مليونًا في 2026، أي بزيادة 470 ألفًا على أساس سنوي.
وعلى صعيد الأسعار، هبطت العقود الآجلة لخام برنت من نحو 70 دولارًا للبرميل في يوليو/تموز إلى قرابة 67 دولارًا مع بداية أغسطس/آب، بعد قرارات أوبك+، إلى جانب التوقعات بتراكم المخزون.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تخفّض توقعات الطلب على النفط في 2025 و2026
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات الطلب على النفط في 2026
- أوبك ترفع توقعات الطلب على النفط في 2026
اقرأ أيضًا..
- توقعات أسعار النفط في 2026 تشهد خفضًا حادًا
- طاقة التكرير العالمية تنمو 15% رغم تراجع عدد المصافي (تقرير)
- خط أنابيب النفط العراقي السوري.. فرصة ذهبية رغم توقفه منذ 22 عامًا
المصدر..