
مع بدء ذوبان الجليد، شرعت الناقلات في تحميل الغاز المسال مرة أخرى من مشروع أركتيك2 الروسي، دون إعلان رسمي عن وجهة الشحنات.
ومنذ نهاية مايو/أيّار ومطلع يونيو/حزيران 2025، عادت حركة الناقلات لنشاطها المعهود، بعد أشهر من تجمُّد المياه وتراجع وتيرة التحميل، وفق بيانات سفن تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وعلى مدار هذه المدة، حُمّلت 4 ناقلات بشحنات المشروع الروسي الخاضع للعقوبات الغربية منذ عامين، ولم يُفصَح عن المشترين أو الأسواق المستهدفة لها، ما أثار التساؤلات حولها.
وواجهت روسيا تحديات عدّة في بيع شحنات الغاز المسال، في ظل العقوبات المفروضة عليها أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية عام 2022، وحاولت التغلب على بعضها من خلال تشكيل أسطول ظل يمكنه التحايل على القيود.
شحنات الغاز المسال من أركتيك2
تزداد التساؤلات حول مصير شحنات الغاز المسال من أركتيك2، خاصة أن بيانات السفن تُشير إلى عملية تحميل حالية على متن ناقلة هي الرابعة في غضون شهرين.
ومن بين أحدث هذه التحركات، رصد وصول الناقلة "كريستوف دو مارجري" إلى المشروع في 9 أغسطس/آب الجاري، وكانت الناقلة فارغة بانتظار التحميل، وفق وكالة رويترز.

وشوهدت الناقلة، المصنَّفة ضمن فئة ناقلات الغاز المسال الكاسحة للجليد، قرب محطة "أوتريني" الملحقة بالمشروع صباح السبت الماضي، حسب منصة جي كابتن.
وشككت تقارير نُشرت فور وصولها في إمكان تحميل الناقلة الفارغة لشحنات من المشروع، ولم تؤكد التحديثات عملية التحميل آنذاك.
ومن جانب آخر، تستقر 3 ناقلات حاليًا قرب "أركتيك2"، إحداها (على الأرجح كريستوف دو مارجري) حُمِّلَت بشحنات الغاز المسال وظهرت باللون الأخضر على خرائط وتحديثات تتبُّع السفن الصادرة عن كبلر، وتنشرها منصة الطاقة.
أين تذهب الشحنات؟
لم تكن "كريستوف دو مارجري" أولى ناقلات تحميل شحنات الغاز المسال من أركتيك2 خلال فصل الصيف الجاري، إذ سبقتها 3 ناقلات أخرى، هي: (إيريس، وفوسخود، وزاريا).
ورُصدت "إيريس" قبالة المشروع في يونيو/حزيران الماضي، في حين زارت "فوسخود" محطة أوتريني منتصف يوليو/تموز.
وتصنّف شركة نوفاتك الروسية المشغّلة للمشروع الناقلتين ضمن الناقلات الكاسحة الجليد، فئة "أرك 4".
وقد توحي هذه التحركات باستعدادات استئناف التصدير، وتناقلَ محللون تكهنات عن وجهات الشحنات فور تحميل كل ناقلة، مرجّحين أن غالبيتها متجهة لآسيا.
ووجهت بيانات تتبُّع السفن "صفعة" لهذه التكهنات، إذ ما تزال الناقلات الـ3 المحملة سابقًا مستقرة في المياه الروسية، ولم تُفرغ شحنات الغاز المسال بعد.
وطرح محللون تفسيرات عدّة لذلك، رجّحت غالبيتها أن هناك مخاوف لدى شركات التجارة وبعض الدول من الوقوع تحت طائلة العقوبات.
وكانت التوقعات تُشير إلى انطلاق الناقلات نحو موانٍ أخرى، إمّا لتخزين حمولتها من الغاز المسال، أو نقلها لسفن أخرى، ولكن هذا لم يحدث، رغم قابلية الملاحة في طريق ممر البحر الشمالي الجليدي بهذا التوقيت من العام.
غير أن تفسيرًا رجّح استعمال شركة "نوفاتك" للناقلات المحملة بالشحنات بوصفها "وحدات تخزين عائمة" حتى الآن، وسط توقعات باضطرار الناقلات إلى التفريغ حال مواصلة تسجيل إنتاج المشروع نموًا.
وترتبط مستويات الإنتاج بقرار شركة "نوفاتك" حول مواصلة التشغيل.

سيناريوهات تشغيل أركتيك2
تبدو خيارات شركة نوفاتك وسيناريوهات تشغيل أركتيك2 "محدودة" حاليًا، إذ يتعين على الشركة الحفاظ على معدل تشغيل منخفض لاعتبارات "تقنية" قبل الاعتبارات السياسية والاقتصادية.
ويشمل ذلك توضيحات تطرقت إليها أبحاث شركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز، ونذكرها فيما يلي:
1) العمليات عالية التبريد:
تتطلب المحطات توفير بيئة تعمل في درجات حرارة شديدة الانخفاض (قد تصل إلى -160 درجة)، لتحويل الغاز الطبيعي إلى مسال.
وحال اضطرار الشركة لوقف الإنتاج وإعادة التشغيل، وتكرر ذلك وفق معطيات السوق والعقوبات، قد ينعكس ذلك سلبًا على المعدّات ويزداد معدل التلف والتآكل.
وقد تمتد المخاطر إلى المكونات الرئيسة، مثل: الضواغط، والمبادلات الحرارية.
2) اعتبارات السلامة:
يضمن استمرار عمليات الإنتاج وتشغيل أركتيك2 اعتبارات السلامة للمشروع، ويقلّص المخاطر المحتملة.
ومقابل ذلك، تهدد عمليات الإغلاق والتشغيل المتكررة بوقوع حوادث، من بينها: مخاطر التسرب، واختلال الضغط.
موضوعات متعلقة..
- تحركات أسطول الظل الروسي توحي بانفراجة وشيكة لمشروع غاز أركتيك2
- 6 ناقلات غاز مسال روسية تستعد للعبور من بديل قناة السويس
- أزمة قطاع الطاقة الروسي.. هل تنجح محاولات التكيف مع تقلبات الأسواق والعقوبات؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- أهم 4 مشروعات طاقة شمسية في الكويت.. خطط طموحة حتى 2050 (إنفوغرافيك)
- ما هو غاز النفط المسال.. وحجم انتشاره عالميًا؟ خبير يجيب
- انهيار شبكة الكهرباء في العراق.. ومصادر تكشف السبب
المصادر..
- "كريستوف دو مارجري" رابع ناقلة ترسو قبالة المشروع خلال الصيف الجاري، من رويترز
- حركات سابقة لـ3 ناقلات لم تفرغ حمولتها حتى الآن، من منصة جي كابتن