
توقَّف إنتاج منجم ليثيوم كبير مملوك لشركة "كونتيمبراري أمبريكس تكنولوجي" (Contemporary Amperex Technology Co) المعروفة اختصارًا باسم كاتل الصينية (CATL)، بسبب حملة تنظيمية محلية.
وفشلت "كاتل" في تجديد رخصة تشغيل المنجم، واسمه "جيانشياو" (Jianxiawo) في مقاطعة جيانغشي الصينية، وسط حملة تشنّها الحكومة لوقف حرب الأسعار والطاقة الإنتاجية الزائدة في قطاعات عدّة.
وبحسب بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يحمل منجم الليثيوم أهمية حاسمة، إذ يشكّل نحو 3% تقريبًا من الإنتاج العالمي من المعدن اللازم لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
وخلال النصف الأول من هذا العام (2025)، تصدرت شركة كاتل أكبر شركات تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في العالم من حيث الحصة السوقية بنسبة 37.9%، تلتها مواطنتها "بي واي دي" عند 17.8% وشركة "إل جي" الكورية الجنوبية عند 9.4%.
توقُّف إنتاج منجم ليثيوم في الصين
ألقى قرار شركة كاتل -بتعليق الإنتاج بمنجم الليثيوم في جيانغتشي مؤقتًا- حجرًا في بئر الصناعة المحلية التي تعاني من وفرة المعروض وانخفاض الأسعار الناتجة عنه.
وشهد القطاع المهم لإنتاج بطاريات الليثيوم أيون تقلبات خلال الأسابيع الماضية في الأسعار الفورية وأسعار العقود الآجلة وأسواق الأسهم.

وأرجع أحد المسؤولين المطّلعين القرار الصادم إلى فشل "كاتل" في تجديد رخصة التشغيل، بعد أن انتهت يوم 9 أغسطس/آب الجاري (2025).
ودخلت الشركة في محادثات مع الأجهزة الرسمية لتجديد الرخصة، لكنها كانت تستعد في الوقت نفسه لوقف إنتاج منجم الليثيوم على مدار الأشهر الماضية.
وأفاد مسؤول آخر بإخطار مصافي التكرير التابعة بقرار إغلاق منجم الليثيوم الذي من المتوقع أن يشكّل قرابة 3% من الإمدادات العالمية.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة في تقاريرها اليومية إعادة تشغيل منجم ليثيوم شركة كاتل خلال فبراير/شباط الماضي (2025) بعد إغلاقه في سبتمبر/أيلول (2025)، جرّاء ارتفاع التكاليف وانخفاض الأسعار.
وتنبع أهمية المنجم من كونه تابعًا لأكبر شركة لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، كما أنه قادر على إنتاج ألفي طن من كربونات الليثيوم، مع خطط لزيادة الرقم إلى 3 آلاف شهريًا.
ويُنتج الليثيوم في المنجم من خام الليبيدوليت منخفض الجودة الذي يحتوي على نسبة عالية من الليثيوم، إلّا أن تكلفة الاستخراج والإنتاج كبيرة للغاية.
أسعار الليثيوم
ربما يصبّ توقُّف منجم ليثيوم شركة كاتل في الصين في صالح سلسلة التوريد العالمية التي تشهد وفرة في حجم الإنتاج منذ أكثر من عامين ونصف، وهو ما أدى إلى خفض الأسعار.
وسجلت الأسعار في مايو/أيار (2025) هبوطًا حادًا بالسوق الفورية إلى نحو 8.5 آلاف دولار.
أمّا مؤخرًا، فقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة الأكثر نشاطًا لسعر كربونات الليثيوم في بورصة قوانغتشو خلال الأسبوع الماضي بنحو 9%.
ووصلت الأسعار يوم الجمعة الماضية (8 أغسطس/آب 2025) إلى 75 ألف يوان صيني (10 آلاف و400 دولار)، من سعر يزيد على 80 ألف يوان للطن (11 ألفًا و14 دولارًا) في يوليو/ تموز الماضي (2025).
(اليوان الصيني يعادل 0.14 دولارًا أميركيًا).
ويوضح الرسم البياني التالي –أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- استمرار انخفاض أسعار بطاريات الليثيوم أيون حتى نهاية العام الماضي (2024):
يأتي ذلك في الوقت الذي تلقّت فيه استثمارات شركة كاتل بقطاع التنقيب والإنتاج ضربة خلال العام المنصرم بسبب الانخفاض الحادّ في أسعار الليثيوم، بالتزامن مع تراجع إيرادات قطاع معادن البطاريات في الشركة بنسبة 29% في 2024.
وتستهدف مشروعات القطاع تأمين الإمدادات وإدارة التكاليف، وراهنت عليها العملاقة العالمية من خلال زيادة حصصها بالمناجم المحلية وخارج الحدود.
وفي 17 يوليو/تموز الماضي (2025)، ارتفعت أسعار الليثيوم إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر بعدما توقَّف منجم ليثيوم تابع لشركة زانغ جه (Zangge) في مقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين.
وأشاع القرار -الذي جاء بناءً على أوامر حكومية- شعورًا بالراحة داخل الصناعة التي تعاني وفرة بالمعروض تسعى السلطات إلى تنظيمها.
موضوعات متعلقة..
- منجم ليثيوم أوكراني يقع بقبضة روسيا.. أميركا في المشهد
- منجم ليثيوم عملاق حجم موارده 14 مليون طن
- منجم ليثيوم عملاق يؤرّق القطاع العالمي بعد إغلاقه.. هل يدعم الأسعار؟
اقرأ أيضًا..
- بطاريات ليثيوم أيون خالية من الكوبالت.. ابتكار مغربي أقل تكلفة
- دولة أفريقية تُعزز صادرات الغاز المسال إلى أعلى مستوى منذ 2022
- أول منجم ذهب حيادي الكربون في العالم يستهدف توليد 90% من الكهرباء المتجددة
- الكهرباء في 100 عام.. كيف تحولت إلى عصب قطاع الطاقة العالمي؟
المصدر: