
شهدت محافظة صلاح الدين في العراق يومًا مهمًا في مسار الطاقة، مع افتتاح مصفاة نفط جديدة، وإطلاق مشروع ضخم لإعادة تأهيل محطة كهرباء بيجي الغازية، في خطوة تؤسّس لمرحلة جديدة من التنمية في البلاد.
وبحسب بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد افتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت 2 أغسطس/آب (2025) مصفاة الدهون ومحطة توليد الكهرباء الذاتي.
ويُعدّ المشروع جزءًا من خطط الحكومة العراقية لإعادة تشغيل المنشآت المتضررة بفعل الإرهاب، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود والطاقة، وتقليل الاعتماد على الشبكة الوطنية.
ويأتي افتتاح مصفاة النفط بالتوازي مع إطلاق المرحلة الأولى من محطة بيجي الغازية الثانية، في مشروع تنفذه شركات عالمية بقدرة تفوق 1000 ميغاواط، بما يرسخ موقع بغداد بوصفها مركزًا صناعيًا طاقويًا في المنطقة.
مصفاة الدهون في العراق
افتتح رئيس الوزراء مصفاة الدهون في العراق، الواقعة في مدينة بيجي، بعد إعادة تأهيل جميع وحداتها الإنتاجية، التي كانت قد تضررت جراء العمليات الإرهابية، لتعود إلى العمل بكامل طاقتها، بطاقة إنتاجية تصل إلى 250 ألف طن من الزيوت سنويًا.
وأكد السوداني، في كلمته، أن إعادة تشغيل المصفاة تمّت بكفاءة وطنية وبالمستوى نفسه الذي أنشأته به شركات أجنبية، ما يعكس قدرات العراق على تنفيذ مشروعات كانت سابقًا حكرًا على الشركات العالمية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما افتتح محطة توليد الكهرباء الذاتي للمصفاة بقدرة 50 ميغاواط، لتأمين احتياجات المصفاة من الكهرباء دون الاعتماد على الشبكة الوطنية، بما يضمن استمرارية التشغيل ويقلّل الضغط على الشبكة في البلاد.
وتنتج المصفاة زيوتًا متعددة مثل زيوت المحركات، والزيوت الثقيلة، وزيوت التوربين، فضلًا عن 600 ألف طن سنويًا من الأسفلت متعدد الدرجات، مما يُسهم في تغطية السوق المحلية ويوفّر العملات الصعبة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه الخطوة تُعد ركيزة للإصلاح الاقتصادي، إذ ارتفعت إسهامات القطاعات الإنتاجية من 7% إلى 14%، بفضل خطط بغداد لاستثمار قطاع النفط والغاز بصورة أمثل.
محطة بيجي الغازية.. مشروع إستراتيجي للطاقة
أطلق العراق الأعمال التنفيذية لمحطة بيجي الغازية الثانية، التي ستصل طاقتها الإنتاجية إلى 1014 ميغاواط، وتشكّل خطوة نوعية نحو تحقيق الاكتفاء الكهربائي وإعادة إعمار البنية التحتية الطاقوية في البلاد.
وأكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن المشروع يشكّل محورًا رئيسًا في خطط الدولة التنموية، مشيرًا إلى أن الحكومة خصّصت التمويل اللازم لتطوير الإنتاج والنقل والتوزيع في عموم المحافظات.
ويُنفَّذ المشروع من قِبل ائتلاف شركتي سيمنس الألمانية و(CSCEC) الصينية، ويشمل إعادة تأهيل 6 وحدات توليد غازية، بالإضافة إلى شبكات تصريف الأحمال بجهد 400 كيلو فولت، و132 كيلو فولت لتغذية الشبكة الوطنية.

ومن المقرر أن تدخل أول وحدتَيْن حيز التشغيل خلال 27 شهرًا، على أن تُضاف وحدة جديدة كل شهرَيْن، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين التغطية الكهربائية في محافظة صلاح الدين ومناطق أخرى في العراق.
ويعكس المشروع توجه العراق نحو الاعتماد على مصادر مستدامة، وتفعيل الشراكات الدولية لتحقيق نمو اقتصادي طاقوي متوازن يدعم جهود الإعمار والتحديث، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي هذا التوسع في إطار نظرة متكاملة تنتهجها الحكومة، تمتد من البصرة إلى نينوى، لتفعيل موقع العراق مركزًا إقليميًا في مجال النفط والكهرباء والبتروكيماويات.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط العراقي تتجه شرقًا.. الأسواق الآسيوية تهيمن على الشحنات
- العراق يعتمد 3 محاور لتأمين الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء
- أول محطة طاقة شمسية في العراق تقترب من الإنجاز (صور)
اقرأ أيضًا..
- مشروع غاز ضخم يُشعل ثورة صناعية في تونس.. معلومات وأرقام
- قطاع النفط والغاز في الجزائر يشهد نشاطًا غير مسبوق منذ 10 سنوات (تقرير)
- إحدى أكبر مزارع الرياح البحرية في العالم تهدد الطيور (تقرير)
المصادر..