
- مشروع غاز طبيعي يحدث تحولًا في طريقة عمل المصانع والأسر
- المشروع يتمثّل في تطوير شبكة نقل الغاز وتوزيعه غرب تونس
- هبط إنتاج الغاز الطبيعي التجاري بنسبة 25% نهاية نوفمبر الماضي
- هيمن زيت الوقود الثقيل على مشهد الطاقة في تونس
- المشروع يتسق مع أجندة التحول الأخضر في تونس
يضع مشروع غاز ضخم في تونس اللبنة الأولى في صرح الصناعة الحديثة في البلد العربي الواقع شمال أفريقيا، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويساعد مشروع تطوير شبكة نقل وتوزيع الغاز الطبيعي في شمال غرب تونس في تشغيل المصانع التي طالما اعتمدت على زيت الوقود الثقيل الملوث جدًا للبيئة؛ ما أسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية لتلك المنشآت، وخفض تكاليف الإنتاج.
كما استفادت الأسر التونسية التي تقطن غرب البلاد من إمدادات الغاز المنقولة بوساطة المشروع في أغراض التدفئة والطهي.
ولامست موارد الغاز الطبيعي في تونس مليونًا و947 طنًا من النفط المكافئ في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تراجعًا بنسبة 19% عن المدة نفسها في العام السابق، حسب تقرير صادر عن المرصد الوطني للطاقة والمناجم.
وهبط إنتاج الغاز الطبيعي التجاري الجاف بنسبة 25%، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، قياسًا بالمدة ذاتها من العام السابق.
تطوير شبكة نقل وتوزيع
يُحدِث مشروع غاز طبيعي في تونس تحولًا في الآلية التي تعمل من خلالها الشركات وتحسنًا في وصول الشركات إلى الوقود النظيف الموثوق والأرخص ثمنًا في منطقة تعاني أصلًا نقص الخدمات تاريخيًا.
ويقود هذا التحوّل مشروع تطوير شبكة نقل الغاز الطبيعي وتوزيعه المنفذ في غرب تونس، بوساطة الشركة التونسية للكهرباء والغاز إس تي إي جي (STEG)، بتمويلات تلامس قيمتها نحو 75 مليون دولار مقدمة من بنك التنمية الأفريقي إيه إف دي بي (AfDB).
وقال "إيه إف دي بي": "في المناطق الصناعية الموجودة شمال غرب تونس، تُسهم ثورة هادئة بتحويل الطريقة التي تعمل بها الشركات وتعيش بها المجتمعات".
وأضاف: "وحيث كان زيت الوقود الثقيل يهيمن في السابق على مشهد الطاقة في تونس، يتدفق الغاز الطبيعي الآن عبر خطوط أنابيب مبنية حديثًا، ليجلب الهواء النظيف والفرص الاقتصادية إلى منطقة طالما انتظرت مثل هذا التقدم الكبير".

ثورة تحولية.. مثال حي
قال "إيه إف دي بي" إن ثورة التحول التي أشعلها الغاز تبدو جلية في مصانع مثل سيكام (SICAM)، وهي شركة الأغذية الزراعية المتخصصة في الطماطم المعلبة.
وأوضح أنه "منذ مدة ليست بعيدة، كان المصنع يعتمد على زيت الوقود الثقيل الذي كانت تنبعث منه ألسنة الدخان الكثيف وتغطي الرؤية في الأحياء والمناطق المجاورة".
وتابع: "لكن سرعان ما كانت الآلات تتعطل، وكان تشغيل الغلايات يستغرق وقتًا طويلًا؛ أما الآن فقد تغيّر كل شيء تقريبًا بفضل الغاز الطبيعي"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال نائب المدير العام لشركة سيكام كامل الطرابلسي، إن استعمال الغاز مكّن شركته من إزالة التلوث، وخفض تكاليف الإنتاج وزيادة كفاءة التشغيل.
وأضاف: "بفضل الغاز الطبيعي، تصل الغلايات لدينا الآن إلى 95% من سعتها في وقت قياسي، ويرتفع معدل الكفاءة، كما أصبحت الصيانة أسهل من ذي قبل، وانخفض التلوث بدرجة كبيرة".
وختم قائلًا: "نوفر ما يصل إلى 500 ألف دينار تونسي (نحو 172 ألف دولار أميركي) لكل شخص".
*(الدينار التونسي = 0.34 دولارًا أميركيًا).
الطاقة النظيفة
قال بنك "إي إف دي" إن مشروع الغاز الطبيعي يستهدف تحسين الوصول إلى الطاقة النظيفة الموثوقة والفاعلة من حيث التكلفة في منطقة طالما عانت نقص الخدمات.
ونجح مشروع غاز "إس تي إي جي" في مد أنبوبَيْن لنقل الوقود إلى منطقة باجة الجنوبية في شهر فبراير/شباط (2025)، ومدينة مجاز الباب في شهر يونيو/حزيران الماضي.
وأسهم الأنبوبان في توصيل ما يزيد على 1250 أسرة بشبكة الغاز الطبيعي الرئيسة في البلد العربي.
ومن المخطط أن تخدم البنية التحتية لمشروع غاز "إس تي إي جي" 13 ألفًا و 500 مشترك في 19 بلدية بشمال غرب تونس، بما في ذلك 2500 وصلة إضافية من المقرر طرحها بحلول نهاية العام الجاري.
وقال منسق المشروع، رئيس قسم في الشركة التونسية للكهرباء والغاز محمد رياض هلال: "مشروع الغاز يُسهم حقًا في تحسين جودة حياة الناس؛ وهو لا يعمل على تدفئة المنازل فحسب، بل يدعم النشاط الاقتصادي المحلي أيضًا"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
كما تستفيد الشركات من التحول إلى الغاز الطبيعي، مع انعكاسات إيجابية في الأداء وتكاليف الإنتاج والبيئة والاستدامة.
وتستعمِل سيكما التي جرى توصيلها بالشبكة في شهر أكتوبر/تشرين الأول (2024)، حاليًا قرابة 17 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي لكل دورة إنتاج.

الصناعة تتقدم
قال كبير المسؤولين عن العمليات في بنك التنمية الأفريقي مهدي الخوالي، إن إحدى النتائج التحولية الأكثر أهمية لمشروع غاز "إس تي إي جي" تتمثّل في ازدهار النشاط التصنيعي تدريجيًا في المناطق الخدمية.
وأوضح الخوالي: "بُنيَت نحو 10 وحدات تصنيعية جديدة، بما في ذلك مصانع الطوب والإسمنت؛ بفضل إمدادات الغاز".
وواصل: "في الوقت نفسه، وسّعت مصانع أخرى موجودة بالفعل نطاق عملياتها، ويساعد هذا في توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز المرونة الاقتصادية الإقليمية".
"وعبر تسريع وتيرة التحول وإنعاش النشاط التصنيعي، وتحسين الأنماط المعيشية للمواطنين في غرب تونس، يتسق مشروع غاز "إس تي إي جي" تمامًا مع أجندة الأولويات الوطنية التي تضم النمو الأخضر والتنمية الإقليمية المتوازنة"، حسب ما قاله بنك التنمية الأفريقي.
موضوعات متعلقة..
- موازنة تونس تخصص 1.7 مليار دولار لدعم قطاع النفط
- تونس تسجل ارتفاعًا في الطلب على الطاقة.. وزيادة إنتاج النفط والغاز
- سعر برميل النفط في 2022.. توقعات موازنات عمالقة النفط والغاز العرب
اقرأ أيضًا..
- صفقة استحواذ في قطاع الطاقة تقترب من 14 مليار دولار.. وسهم الشركة يقفز 16%
- مصافي نفط 3 دول عربية تستفيد من حزمة العقوبات الأوروبية الـ18
- واردات مصر من الغاز المسال قد تستمر حتى 2030.. كيف تتأثر الأسواق عالميًا؟
المصادر:
1.نقلة نوعية يحدثها مشروع غاز تونسي في القطاع التصنيعي من "إي إس آي أفريكا".
2. موارد الغاز الطبيعي من موقع "أفريكان مانجر"، نقلًا عن تقرير المرصد الوطني للطاقة والمناجم.