زيادة أسعار الكهرباء في سوريا قريبًا.. والبداية بالمنازل
سامر أبووردة

تشهد أسعار الكهرباء في سوريا تحولات وشيكة، بعدما أكدت وزارة الطاقة قرب إقرار تعرفة جديدة على خلفية استيراد الغاز الأذربيجاني، في خطوة تهدف إلى تعزيز استقرار التغذية الكهربائية، ودعم جهود إعادة الإعمار.
ووفقًا لمقابلة تلفزيونية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كشف مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة، أحمد سلمان، عن تفاصيل الاتفاق الموقّع مع أذربيجان لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا، عبر الأراضي التركية.
وقال، إن هذه الخطوة ستُسهم في تحسين عدد ساعات التشغيل الكهربائي إلى نحو 10 ساعات يوميًا، مقارنة بـ5 ساعات حاليًا.
وتأتي هذه التطورات وسط جهود حكومية لإعادة تأهيل البنى التحتية للطاقة، وتعزيز الاعتماد على المصادر المتجددة، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حادّ في موارد الغاز المحلي.
وقال المسؤول السوري، إن البلاد كانت تنتج قبل الأزمة ما يزيد على 30 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، وهو ما كان يغطي كامل الاحتياجات الكهربائية، إلا أن الإنتاج تراجع إلى 6 ملايين متر مكعب فقط حاليًا، ما دفع الحكومة إلى البحث عن مصادر بديلة، في مقدمتها الغاز الأذربيجاني.
وأكد أن مذكرة التفاهم المبرمة مع شركة النفط الوطنية الأذربيجانية (سوكار) تُغطّي الجوانب الفنية فقط، وتمتد لثلاث سنوات قابلة للتجديد، مشيرًا إلى أنه يجري النظر في خيار شراء الغاز نقدًا مستقبلًا، الأمر الذي قد ينعكس على أسعار الكهرباء في سوريا، إذا لم تُقر آليات دعم موازية.
تعرفة جديدة مرتقبة
يرى أحمد سلمان أن أسعار الكهرباء في سوريا حاليًا شبه مجانية، في وقت تتحمّل فيه الدولة تكاليف الاستيراد والصيانة والتشغيل.
وقال: "الدراسات جارية لإقرار تعرفة جديدة تراعي دخل المواطن، ولن تُعتمد قبل التحقق من ملاءمتها للأوضاع المعيشية".
وأشار إلى أن التعديل سيبدأ على الأرجح بالقطاع المنزلي، ثم يُطبّق تدريجيًا على قطاعات أخرى، في خطوة تُعدّ جزءًا من سياسة ترشيد الدعم وتحقيق توازن مالي.
ويُرجّح أن تتأثر أسعار الكهرباء في سوريا سلبًا بارتفاع تكلفة الغاز المستورد، ما لم تُعزَّز الإيرادات أو تُوفَّر مصادر تمويل بديلة لخفض العبء على الخزينة.
تفاصيل اتفاق الغاز مع أذربيجان
أوضح أحمد سلمان أن مذكرة التفاهم التي وُقِّعت مؤخرًا مع أذربيجان تنصّ على تزويد سوريا بـ3.4 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، تُنقل عبر خط أنابيب يمتد من ولاية كلس التركية إلى مدينة حلب.
وقال إن الخط، الذي أُعيد تأهيله بجهود وطنية بعد سنوات من التوقف، بات جاهزًا لضخ الغاز إلى محطات التوليد، ما سيسمح بإنتاج بين 800 و900 ميغاواط/ساعة من الكهرباء، ورفع عدد ساعات التشغيل اليومية من 5 إلى 10 ساعات.
وتابع أن البنية التحتية داخل سوريا، خصوصًا خط كلس-حلب، قادرة على استيعاب هذه الكميات وتوجيهها إلى محطات حلب وحمص حسب الضغط، مؤكدًا أن استعمال الغاز سيكون حصرًا لأغراض توليد الكهرباء.

لماذا أذربيجان؟
برّر المسؤول السوري الاتجاه إلى أذربيجان بانخفاض الإنتاج المحلي من الغاز، الذي تراجع من 30 إلى 6 ملايين متر مكعب يوميًا، مشيرًا إلى سعي الحكومة إلى ترميم الحقول المتضررة، لكنها تحتاج حاليًا إلى مصادر سريعة لتأمين الكهرباء.
وشدّد على أن الاتفاق مع أذربيجان لا يتضمّن أي خلفيات سياسية، بل هو فني بالكامل، وتم التوافق عليه بالتنسيق مع تركيا، التي وافقت على مرور الغاز لأغراض إنسانية وتنموية.
وأوضح أن الاتفاق يمتد 3 سنوات قابلة للتجديد، وأن الحكومة تدرس خيار الشراء النقدي مستقبلًا، وهو ما قد يؤثر في أسعار الكهرباء لدى سوريا إذا لم تُوفَّر آليات دعم مناسبة.
دعم إقليمي
تستعد سوريا لتلقي نحو 1.2 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا ضمن الاتفاق مع شركة سوكار الأذربيجانية، تُخصص لمحطتَي حلب وحمص، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت تركيا أن بدء التصدير سيكون في 2 أغسطس/آب، بقدرة تغذية تصل إلى 1.6 مليون منزل، في حين أكد الأردن وجود مباحثات متقدمة لتوريد 40 ألف أسطوانة غاز منزلي يوميًا إلى سوريا، في محاولة لتخفيف أزمة الغاز المنزلي.
وتأتي هذه الاتفاقات وسط تزايد التنسيق الإقليمي مع سوريا في ملفات الطاقة، رغم ما تعانيه من عقوبات، وتدهور في الإنتاج المحلي، وانقسام جغرافي في السيطرة على حقول النفط والغاز.
دعم القطاع الصناعي
طمأن المسؤول السوري القطاع الصناعي بأن إمدادات الكهرباء ستتحسّن، في ظل خطط لتوفير التيار للمصانع بشكل أفضل، وهو ما يُعدّ عنصرًا محوريًا لجذب الاستثمار، وتحقيق تنافسية في السوق المحلية.
كما أشار إلى إطلاق مناقصات خاصة بمشروعات الطاقة الشمسية والرياح، بقدرات تتراوح بين 10 و50 ميغاواط، لدعم جهود الاكتفاء الذاتي، والتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
الخلاصة..
تضع الحكومة السورية في أولوياتها تحسين استقرار الشبكة، وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية، غير أن الواقع المالي قد يفرض تغييرات قريبة في أسعار الكهرباء في سوريا، ضمن سياسة جديدة تُوازن بين الخدمة والتكلفة، في مرحلة دقيقة من إعادة الإعمار.
موضوعات متعلقة..
- قرار عاجل بشأن أسعار الكهرباء في سوريا
- أكبر 5 صفقات كهرباء في يونيو 2025.. العراق وسوريا بالمقدمة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مخاوف من تضرر قطاع الطاقة في المحيط الهادئ عقب زلزال روسيا
- مخزونات النفط الأميركية تقفز 7.7 مليون برميل في أسبوع
- حقل غاز عملاق يحرز إنجازًا مهمًا.. احتياطياته 2 تريليون قدم مكعبة
- الطلب على الكهرباء عالميًا يواصل النمو المتسارع حتى 2026.. وهذه توقعات المناطق
المصادر:
- خبر بدء أذربيجان تصدير الغاز إلى سوريا، من منصة الطاقة المتخصصة.
- تصريحات الخبير والباحث الاقتصادي أسامة بورشيد، من قناة "الإخبارية".
- خبر تزويد الأردن سوريا بالغاز المنزلي، من موقع قناة "الغد".