أسهم وشركاتأسهمرئيسيةشركات

أسهم شركات الغاز المسال الأميركية تنتعش بعد صفقة الـ750 مليار دولار

أحمد بدر

شهدت أسهم شركات الغاز المسال الأميركية انتعاشًا قويًا في تعاملات ما قبل افتتاح السوق، مدفوعة بإعلان الاتحاد الأوروبي عن صفقة ضخمة لشراء طاقة من الولايات المتحدة بقيمة 750 مليار دولار على مدار 3 سنوات.

وبحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذه الصفقة تعدّ خطوة مهمة، تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة الأوروبي والتخلص من الاعتماد على الإمدادات الروسية.

ويعدّ الاتفاق، الذي وُصف بأنه "أكبر صفقة تجارية تمّ التوصل إليها بين الطرفين"، يشمل واردات من الغاز المسال الأميركي، وكذلك النفط والوقود النووي، ويأتي ضمن إطار شراكة اقتصادية أوسع تهدف إلى تقليص الفجوة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأسهمت هذه التطورات في تحفيز المستثمرين، لا سيما في قطاع الطاقة، إذ قفزت أسهم شركات الغاز المسال الأميركية الكبرى على خلفية توقعات بزيادة الطلب الأوروبي، ما يعزز قدرة هذه الشركات على التوسع وتحقيق أرباح قياسية خلال السنوات المقبلة.

قفزات قوية في الأسهم وتحفيز للقطاع

سجّلت أسهم شركات الغاز المسال الأميركية مكاسب ملحوظة، إذ ارتفعت أسهم نيكست ديكيد (NextDecade)، وفينتشر غلوبال (Venture Global)، وشينير إنرجي (Cheniere Energy) بنسبة تراوحت بين 7% و8.8%، عقب إعلان الصفقة مباشرة.

كما شهدَ سهمان من أهم أسهم شركات الغاز المسال -وهما سهما شركتي "إكسباند إنرجي" (Expand Energy) و"EQT كورب"- صعودًا بنحو 1.6% و3% على التوالي، وسط موجة من التفاؤل بتوسعات مرتقبة في قطاع التصدير الأميركي، وخاصة مع سعي الاتحاد الأوروبي إلى تأمين بدائل دائمة للغاز الروسي.

صادرات الغاز المسال الأميركية

وتعكس هذه القفزة ثقة الأسواق في مستقبل قطاع الغاز الطبيعي المسال، وأسهم شركات الغاز المسال الأميركية، لا سيما أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر مصدّر عالمي له في عام 2023، متفوقة على أستراليا وقطر، نتيجة الطلب العالمي المرتفع واضطرابات الإمدادات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن يُعيد الاتفاق رسم خريطة تدفقات الطاقة بين القارتين، خاصة مع التزام بروكسل بشراء طاقة أميركية بقيمة 250 مليار دولار سنويًا، في وقت تُواجه فيه أوروبا تحديات أمنية وبيئية واقتصادية تتعلق بإمدادات الوقود.

تحوّل إستراتيجي في أمن الطاقة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاصيل الاتفاق من أحد منتجعات الغولف في إسكتلندا، واصفًا إياه بأنه "صفقة تاريخية" تُعالج الاختلالات التجارية وتعزز التحالف بين الجانبين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - الصورة من فورشن

من جهتها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتفاق يمثّل تحولًا جوهريًا في سياسة الطاقة الأوروبية، قائلة: "سنستبدل واردات كبيرة من الغاز الأميركي المسال والنفط والوقود النووي بالغاز والنفط الروسيين".

ووفقًا لتقديرات أولية، فإن الاتحاد الأوروبي يخطط لشراء طاقة أميركية بقيمة 250 مليار دولار سنويًا، تشمل الغاز والنفط، ما يرفع مجمل قيمة الصفقة إلى 750 مليار دولار على مدى 3 سنوات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت أوروبا قد فرضت حظرًا على النفط الروسي المنقول بحرًا منذ ديسمبر 2022، وعلى المنتجات النفطية منذ فبراير 2023، وتعمل على إنهاء واردات الغاز الروسي نهائيًا بحلول 2027، ما يُفسّر سعيها لتأمين مصادر بديلة من الحلفاء.

تخفيف للرسوم وزيادة الاستثمارات المتبادلة

شملت الاتفاقية التجارية أيضًا تسوية ملف الرسوم الجمركية بين الجانبين، إذ اتُّفِق على فرض تعرفة أميركية بنسبة 15% على معظم الواردات الأوروبية، مقارنة بتوقعات سابقة بفرض 30%.

وتستثني هذه الرسوم سلعًا أساسية مثل الفولاذ والألمنيوم والأدوية، في حين وافق الاتحاد الأوروبي على ضخ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في السوق الأميركية لدعم الاستقرار التجاري.

ويرى محللون أن هذه التفاهمات ستُسهم في تسهيل حركة التجارة، مع تعزيز القدرة التنافسية للجانبين، لا سيما في مجالات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

لكن في الوقت ذاته، حذّر خبراء من أن زيادة الطلب الأوروبي على الغاز الأميركي قد تؤدي إلى تخمة في المعروض، ما يضغط على الأسعار عالميًا، رغم المكاسب المؤقتة التي تحققها حاليًا أسهم شركات الغاز المسال الأميركية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق