صناعة الهيدروجين الأوروبية بنهاية النصف الأول 2025.. انتكاسات جديدة
هبة مصطفى

تمثّل تطورات صناعة الهيدروجين الأوروبية، في شهر يونيو/حزيران 2025 الماضي، انعكاسًا للأداء نصف السنوي للقطاع.
واستمرت وتيرة تأخر عدد من المشروعات وإلغاء البعض الآخر، في مواصلة لحالة التراجع الكارثية التي لحقت بالصناعة في أوروبا وخارجها، على مدار العام الماضي.
وحسب تقرير شهري حديث -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)- سيطرت حالة من الارتباك على خطط شركات مطوّرة للمشروعات أو لأجهزة التحليل الكهربائي.
وتستهدف أوروبا التوسع في إنتاج الهيدروجين واستيراده، بوصفه وقودًا نظيفًا يُسهم في تعويض الغاز الروسي، خاصة أن عددًا من دول القارة العجوز يسعى لاستقلال موارد الطاقة وتنويعها وخفض الانبعاثات.
صناعة الهيدروجين الأوروبية
لم تكن تطورات صناعة الهيدروجين الأوروبية، في شهر يونيو/حزيران الماضي، بعيدة عن المشهد الإجمالي على مدار الأشهر الـ6 المنقضية من العام الجاري.
وفي هذا التقرير، نرصد بعض مظاهر تراجع خطط الشركات مؤخرًا، سواء على صعيد مشروعات الإنتاج أو تصنيع أجهزة التحليل الكهربائي، وفق التقرير الشهري لمجموعة ويستوود غلوبال إنرجي.
أولًا: مشروعات إنتاج الهيدروجين في أوروبا
ضربت تحديات 3 مشروعات هيدروجين أوروبية بمقتل الشهر الماضي، نذكر منها:
1) مشروع شركة إي دبليو إي الألمانية
ألغت شركة المرافق الألمانية "إي دبليو إي EWE" مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 50 ميغاواط، في مدينة "بريمن".
واضطرت الشركة إلى هذه الخطوة، بعدما قررت أكبر شركات الحديد والصلب العالمية "أرسيلور ميتال" الانسحاب من مبادرة الحديد الأخضر.
ورغم تأمين المبادرة دعمًا للمشروع بقيمة 1.3 مليار يورو (1.52 مليار دولار أميركي)، فإن تخارج "أرسيلور ميتال" من تطوير مشروعات الصلب الأخضر الألمانية يعكس التحديات التي تواجهها عمليات إزالة الكربون من الصناعات كثيفة الاستهلاك.
(اليورو = 1.17 دولارًا أميركيًا).
وأوضحت شركة "إي دبليو إي" أن إلغاء مشروع "بريمن" لا يعني تخليها عن الهيدروجين نهائيًا، إذ تواصل تطوير مشروعات أخرى.

2) مشروع شركة ليغ الألمانية
قررت شركة ليغ (LEAG) الألمانية إرجاء مشروعها -الذي يطلق عليه إتش تو يو بي H2UB- في بوكسبرغ بولاية ساكسونيا، بقدرة تصل إلى 110 ميغاواط (2.100 كيلوغرام/ساعة).
ويشمل مشروع ثاني أكبر شركات إنتاج الكهرباء في ألمانيا: محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتخزين الكهرباء في بطاريات، حسب تعريف الشركة للمشروع على موقعها الإلكتروني.
ولم تحدد "ليغ" موعدًا محتملًا لاستئناف تطوير المشروع، رغم أن إطلاقه تضمن طموحًا برفع قدرته إلى 500 ميغاواط مستقبلًا.
3) مشروع إير برودكتس في بريطانيا
لا يُعد مصير مشروع محطة لاستيراد الهيدروجين في بريطانيا واضحًا، إذ قررت شركة "إير برودكتس" المطوّرة تعليق المشروع دون أن تحدد هل سيُلغى نهائيًا أو يُؤجل.
وكانت الشركة تعتزم بناء محطة لاستيراد الأمونيا الخضراء وإعادتها إلى صورتها الرئيسة (هيدروجين) بميناء إمينغام، باستثمارات تصل قيمتها إلى مليارَي جنيه إسترليني (2.7 مليار دولار أميركي).
(الجنيه الإسترليني = 1.35 دولارًا أميركيًا).
ويأتي التعليق رغم تأمين الشركة موافقات المشروع، وإعلان مستهدفاته بإنتاج 76 ألف طن هيدروجين سنويًا.

ثانيًا: تطورات مشروعات التحليل الكهربائي
يتطلّب إنتاج الهيدروجين الأخضر والنظيف توافرًا لأجهزة التحليل الكهربائي، وعانت السوق الأوروبية منافسة صينية شرسة في هذا الشأن.
وإثر ذلك، تعرّض منتجو المحللات الكهربائية لضغوط فاقمت تدهور صناعة الهيدروجين الأوروبية، وفيما يلي نرصد 3 نماذج عانت مؤخرًا.
1) شركة كاتاليست تكنولوجيز
واجهت شركة "كاتاليست تكنولوجيز" التابعة لشركة جونسون ماثي البريطانية تحديات، أدت إلى استحواذ شركة "هانيويل" الأميركية عليها، نهاية مايو/أيّار الماضي.
وتعكس صفقة البيع -التي تكلفت 1.8 مليار جنيه إسترليني (2.4 مليار دولار أميركي)- مدى الضغوط التي تتعرّض لها الشركات المصنعة لتقنيات الهيدروجين.
2) شركة غرين هيدروجين سيستمز
يوصف الوضع المالي لشركة "غرين هيدروجين سيستمز" الدنماركية في الصناعة حاليًا بأنه "مُفلس".
ونجحت شركة "تيسن كروب نوسيرا" في الاستحواذ على بعض أصول الشركة الدنماركية المعنية بإنتاج المحللات الكهربائية، بما فيها منشأة أولية للاختبارات.
وتُشير التقديرات إلى أن الصفقة تتجه نحو الإغلاق نهاية فصل الصيف الجاري، بعد الحصول على الموافقات اللازمة.

3) شركة ماكفي الفرنسية
تعرضت شركة ماكفي الفرنسية المنتجة لأجهزة التحليل الكهربائي للمصير ذاته، إذ أُعلن اتجاهها للتصفية وبدء إجراءات الإفلاس في مايو/أيّار الماضي.
ودفعت هذه القيود الشركة إلى تلقي 3 عروض استحواذ حتى الآن، من شركات: جون كوكريل البلجيكية، وهيناميكس التابعة لشركة كهرباء فرنسا، وأتاوي الفرنسية.
وتُعد "جون كوكريل" الأوفر حظًا حتى الآن، لعرضها الحفاظ على الطاقة الوظيفية لشركة "ماكفي" ومنشآت التحليل الكهربائي، وتعهدت الشركة البلجيكية بدمج منشأة "ماكفي" -التي تصل قدرتها إلى 1 غيغاواط- في مرافقها الصناعية.
كما أن شركة "هيناميكس" تتمتع بفرصة قوية أيضًا، نظرًا إلى حالة التكامل التي ستصل إليها الشركتان إذا تمت صفقة الاستحواذ.
موضوعات متعلقة..
- سياسات الهيدروجين الأوروبية.. كيف أسهمت في تدمير الصناعة تدريجيًا؟
- مرافق نقل الهيدروجين في أوروبا متخلفة عن الركب (تقرير)
- سوق الهيدروجين الأوروبية في 2024.. خطط ومشروعات 5 شركات ترجع للخلف
اقرأ أيضًا..
- 10 مليارات برميل نفط مكافئ في ليبيا تجذب 3 شركات عربية
- صادرات النفط العراقي في يونيو 2025 ترتفع 18 ألف برميل يوميًا
- التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في المغرب يدخل المنافسة عالميًا (خاص)
المصدر: