التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

إنتاج النفط والغاز يجذب شركات الطاقة.. ليبيا نموذجًا (تقرير)

نوار صبح

تواصل شركات الطاقة الكبرى تخلّيها عن مشروعات الطاقة المتجددة والتركيز على إنتاج النفط والغاز، بالنظر إلى اعتبارات الجدوى المالية وفي ظل التطورات القانونية.

وبحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، باعت شركة النفط البريطانية "بي بي" مشروعها لطاقة الرياح البرية في الولايات المتحدة، كما عادت إلى ليبيا لاستكمال أنشطتها للتنقيب عن النفط والغاز.

يأتي هذا الخبر وسط سيل متواصل من التقارير التي تفيد بأن شركات طاقة الرياح والطاقة الشمسية تواجه صعوبات كبيرة، بسبب سياسة الرئيس ترمب للطاقة وأغلبية جمهورية صغيرة ولكنّها مؤثّرة في الكونغرس.

وهذا الخبر هو الأحدث في سلسلة من التطورات الخاصة بإنتاج النفط والغاز التي تثير تساؤلات حول الاستدامة المالية لمشروعات الطاقة الانتقالية.

التخلّي عن طاقة الرياح والطاقة الشمسية

بالنسبة لشركة "بي بي"، تُمثّل هذه الخطوة تطورًا إضافيًا نحو التخلّي عن طاقة الرياح والطاقة الشمسية والعودة إلى إنتاج النفط والغاز، حسبما أشارت الإدارة العليا للشركة مرارًا وتكرارًا خلال العام الماضي.

ويُشير هذا إلى تراجع شركات النفط الكبرى عمومًا عن المشروعات التجارية التي لا تُحقق الأرباح المتوقعة، رغم الدعم الحكومي المُقدَّم للشركات العاملة في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وقال نائب رئيس شركة "بي بي للغاز والطاقة منخفضة الكربون"، ويليام لين، في تعليقه على خبر التخارج: "لقد أوضحنا أنه على الرغم من أن للطاقة منخفضة الكربون دورًا في أهداف شركة "بي بي"، فإننا سنواصل ترشيد وتحسين محفظتنا الاستثمارية لتحقيق القيمة".

محطة طاقة الرياح والطاقة الشمسية في مقاطعة كيرن بولاية كاليفورنيا
محطة طاقة الرياح والطاقة الشمسية في مقاطعة كيرن بولاية كاليفورنيا – الصورة من لوس أنجلوس تايمز

وشمل ذلك محفظةً بقدرة 1.3 غيغاواط من القدرة الحالية، التي ستنضمّ الآن إلى محفظة شركة إل إس باور (LS Power)، المشتري.

وأوضحت "بي بي" أنها ستعود إلى ما تتقنه وما يدرّ عليها المال، لا سيما في وقت تكثر فيه التكهنات في وسائل الإعلام بأن الشركة يجب أن تطرح نفسها للبيع وتترك لشركة شل (Shell) شراءها لأن هذا هو الخيار الأكثر منطقية.

من ناحيتها، نفت "شل "الخبر، رسميًا، ولكن من المؤكد أن "بي بي" ليست في أفضل حالاتها ويلقي بعضهم باللوم على مسارها الانتقالي، الذي رسمه الرئيس التنفيذي السابق، برنارد لوني.

وفي عهد لوني، انطلقت بي بي نحو البيئة بعزمٍ وبمجموعة جديدة كلّيًا من الأولويات، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

التخلص من الكربون

وعدت شركة النفط البريطانية العملاقة "بي بي" بالتخلص من الكربون بسرعة وحزم، والتحول من شركة نفطية كبرى إلى شركة كهرباء كبرى في غضون سنوات قليلة.

ولم ينجح هذا التوجّه، فبعد أقل من 5 سنوات من الإعلان الأولي عن التحول نحو الطاقة الخضراء، تراجعت "بي بي" عن طموحها بزيادة توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية بمقدار 20 ضعفًا بحلول عام 2030، وتخلّت عن خططها السابقة لخفض إنتاج النفط والغاز لتقليل الانبعاثات هذا العام.

حدث كل هذا في وقت مبكر من العام مع تزايد الأدلة على أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية قد تكونان هدفًا نبيلًا، إلّا أنهما ليستا تجارةً مربحةً، على الأقل ليس بالقدر نفسه الذي يحقق به النفط والغاز أرباحًا.

ثم برز دور الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وكان له وقعٌ قوي، ولم يُخفِ نفوره من طاقة الرياح، وكان من أوائل ما فعله عند تولّيه منصبه تعليق بناء توربينات جديدة، ما تسبَّب على الأرجح في حالة من الذعر الشديد بين المطورين الذين افترضوا أن مشروعاتهم ستكون آمنة.

مضخة نفط وتوربينات رياح في حوض برميان بالقرب من مدينة كرين بولاية تكساس الأميركية
مضخة نفط وتوربينات رياح في حوض برميان بالقرب من مدينة كرين بولاية تكساس الأميركية – الصورة من بلومبرغ

في هذا الإطار، وجد تقريرٌ حديثٌ صادرٌ عن شركة "إنفيروس" (Enverus)، المتخصصة في تحليلات بيانات أسواق الطاقة ومعلوماتها، أن 57% فقط من مشروعات طاقة الرياح في الولايات المتحدة ستنجو من مشروع قانون السياسة الداخلية الشامل، الذي يسمّيه ترمب "مشروع القانون الكبير والجميل".

وهذا يعني أن ما يصل إلى 43% منها مهدد بالزوال مع انتهاء الدعم، لكن وضع الطاقة الشمسية أسوأ، فقد قدّرت "إنفيروس" أن 30% فقط من الطاقة الشمسية قادرةٌ على الصمود حتى انتهاء الدعم.

عودة "بي بي" إلى ليبيا

تعود شركة "بي بي" إلى ليبيا، التي غادرتها مع شركات عملاقة أخرى عند اندلاع الحرب الأهلية قبل أكثر من عقد.

في وقت سابق من هذا الشهر، وقّعت الشركة اتفاقية أولية مع المؤسسة الوطنية للنفط لإعادة تطوير حقلين كبيرين في حوض سرت.

وستعيد "بي بي" فتح مكتبها في البلاد بحلول نهاية العام، وفقًا لما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز.

وبعد التخلّي عن طاقة الرياح والطاقة الشمسية والعودة إلى النفط والغاز، يبدو أن هذا المسار يلبي أهداف شركات النفط الكبرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق