التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

الطلب على الفحم عالميًا يكتسب زخمًا.. 3 عوامل تُربك توقعات الذروة

وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

تشير أحدث التقديرات إلى أن الطلب على الفحم عالميًا ربما لن يبلغ ذروته قبل عام 2030، في ظل ارتفاع الطلب على الكهرباء والأزمات الجيوسياسية المتلاحقة.

وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أنه رغم التوقعات السابقة باقتراب ذروة الفحم؛ فقد يؤدي الواقع الجديد في أسواق الطاقة، مثل مخاوف أمن الطاقة والتقدم التقني، إلى إطالة عمر الفحم.

وتوقع استمرار ارتفاع الطلب على الفحم لمدة أطول مما كان متوقعًا، مع احتمال استمرار هيمنة توليد الكهرباء بالفحم عالميًا حتى عام 2030، متجاوزًا بذلك التقديرات السابقة بشأن ذروة الفحم.

فقد دفع الغزو الروسي واضطرابات الشرق الأوسط الحكومات إلى إعادة ترتيب أولوياتها، ووضع أمن الطاقة في المقدمة.

وبات الفحم المحلي في آسيا -القارة التي تستهلك اليوم أكثر من 78% من الفحم العالمي- ركيزة أساسية لضمان استقرار الإمدادات، ولا سيما في الصين والهند، أكبر منتجي ومستهلكي الفحم في العالم.

وخلال العام الماضي، أنتجت الصين وحدها أكثر من 4 مليارات طن من الفحم الحراري، وهو ما يغطي 90% من حاجتها، في حين تجاوزت الهند للمرة الأولى حاجز المليار طن، في محاولة لتقليل الواردات.

ومنذ عام 2020، زاد الطلب العالمي على الفحم بأكثر من 1.2 مليار طن، وتوقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب في 2025 و2026 و2027، ليستقر عند 8.87 مليار طن بحلول 2027.

سيناريوهات الطلب على الفحم عالميًا

في سيناريو تحول الطاقة الأساسي الذي تعتمده شركة الأبحاث وود ماكنزي، تتوقع أن يبلغ الطلب على الفحم ذروته في 2026؛ إذ ينخفض توليد الكهرباء بالفحم بنسبة تقارب 70% بين عامي 2025 و2050.

ويرجع ذلك إلى انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة، وتطور تقنيات تخزين البطاريات، وعودة الاهتمام بالطاقة النووية، فضلًا عن تعزيز قدرات الغاز.

وتاريخيًا، لم تصدق توقعات ذروة الفحم، واستمر الطلب في الارتفاع؛ لذا طرحت وود ماكنزي سيناريو بديلًا، مع ترجيح تأخر الذروة حتى 2030.

وتوقع هذا السيناريو ارتفاع متوسط توليد الكهرباء بالفحم بنسبة 32% من السيناريو الأساسي على مدار الأعوام الـ25 المقبلة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وحدد التقرير 3 عوامل رئيسة قد تؤدي إلى هذا السيناريو، وهي:

  • أمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف.
  • ارتفاع الطلب على الكهرباء بسبب الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات وكهربة القطاعات.
  • التقدم التقني، مثل تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.

وفي مقابل ذلك، ستنخفض وتيرة نشر الطاقة المتجددة والغاز بنحو 2100 غيغاواط حتى 2050، إلى جانب ارتفاع الانبعاثات الناجمة عن الفحم بنحو ملياري طن مقارنة بالسيناريو الأساسي.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- استهلاك الفحم العالمي (2014-2024):

استهلاك الفحم العالمي (2014-2024)

تهديدات تواجه سوق الفحم

حذّر التقرير من أن زيادة الطلب على الفحم ستبرز فجوات في الاستثمارات اللازمة لتعويض الإمدادات الحالية من الفحم، وقد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بحلول 2030.

ويؤكد التقرير أن غياب الاستثمار هو التهديد الأكبر الذي يواجه السوق؛ إذ سيقوض الميزة التنافسية الأساسية للفحم، والتي تتمثل في التكلفة المنخفضة.

ورغم أن تقنية احتجاز الكربون تقدم حلًا لإطالة عمر الفحم في مزيج الطاقة؛ فإنها قد تصطدم بعقبة الجدوى الاقتصادية، وتظل بعيدة عن التطبيق دون دعم سياسي واستثمارات ضخمة، خاصة في آسيا.

وحاليًا، لا يوجد سوى مشروعين تجاريين يعملان بهذه التقنية، واحد في كندا وآخر في الولايات المتحدة، مع مشروع تجريبي قيد التطوير في الصين، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبينما تبحث اليابان وكوريا الجنوبية في حلول بديلة، مثل الدمج بين الفحم والهيدروجين أو الأمونيا لتوليد الكهرباء، إلا أن النتائج الأولية تكشف عن مكاسب محدودة مقابل تكاليف باهظة، مع تحديات فنية وبيئية جديدة مثل انبعاثات أكاسيد النيتروجين.

ويرصد الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج الفحم عالميًا حتى نهاية 2024:

إنتاج الفحم في العالم

ورغم السيناريو البديل الذي يُظهر ارتفاعًا محتملًا في الطلب على الفحم؛ فإن تقرير وود ماكنزي يرى أن العالم يمتلك الأدوات اللازمة لتجنب هذا المسار، موضحًا أن هذا السيناريو ليس توقعًا، بل هو تحذير لما قد يحدث، ورسالة واضحة بأن التراخي قد يقود إلى مسار مقلق بارتفاع درجات الحرارة إلى 3 درجات مئوية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق