كهرباءتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسية

طفرة مراكز البيانات في جنوب شرق آسيا تهدد أمن الطاقة (تقرير)

تعمق الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقوض الأهداف المناخية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • مراكز البيانات بجنوب شرق آسيا تهدد بتعميق الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقويض الأهداف المناخية
  • شبكات الكهرباء في جنوب شرق آسيا ما تزال تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري
  • أهداف الطاقة المتجددة الحالية تُعدّ غير كافية للحدّ من كثافة انبعاثات الشبكة بفعالية
  • توقعات بارتفاع الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات بشكل حادّ بحلول عام 2030

يُمكن لمراكز البيانات في جنوب شرق آسيا أن تُقوّض أمن الطاقة الإقليمي، مع تنامي استهلاكها الكبير للكهرباء المولدة بالوقود الأحفوري.

ووفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُهدد صناعة مراكز البيانات المزدهرة في جنوب شرق آسيا بتعميق الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقويض أهداف المناخ ما لم تُتخَذ إجراءات سريعة.

ويُعدّ دمج الطاقة المتجددة وتحسين إزالة الكربون من الشبكات أمرًا بالغ الأهمية لضمان أن يدعم النمو الرقمي في المنطقة مستقبلًا مستدامًا وآمنًا للطاقة.

وتكمن وراء الطفرة الرقمية الواعدة في المنطقة مخاطرة حرجة: إذ يُمكن لصناعة مراكز البيانات في جنوب شرق آسيا سريعة النمو أن تُقوّض بشكل كبير أمن الطاقة في رابطة (آسيان)، وتُعطّل إستراتيجيات إزالة الكربون الوطنية في غياب تدخُّل سريع.

مراكز البيانات في رابطة آسيان

تبرز الاقتصادات الـ6 الرئيسة في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) - إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة، وتايلاند، وفيتنام - مراكز عالمية رئيسة لمراكز البيانات.

ويعود ذلك إلى تنافسية أسعار الأراضي والطاقة، والحوافز الحكومية، والقرب من الأسواق الرقمية الآخذة في التوسع.

في المقابل، تشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2030، قد تستهلك مراكز البيانات ما بين 2% و30% من الطلب الوطني على الكهرباء في معظم الدول، باستثناء فيتنام.

مركز البيانات "فيترو داتا سنتر" بمدينة سانتا روزا في الفلبين
مركز البيانات "فيترو داتا سنتر" بمدينة سانتا روزا في الفلبين – الصورة من فيل ستار

الكهرباء في جنوب شرق آسيا

ما تزال شبكات الكهرباء في جنوب شرق آسيا تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، حيث يُولّد أكثر من 70% من الكهرباء بالفحم والغاز.

وفي عالم متقلّب جيوسياسيًا، يزيد هذا الاعتماد من هشاشة الوضع، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

وفي حال تغذية شبكات الكهرباء في جنوب شرق آسيا المعتمدة بشكل كبير على الوقود الأحفوري، فإن ازدهار مراكز البيانات في المنطقة سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الانبعاثات، ما يُفاقم المخاطر المناخية ويُعرّض الدول لتقلبات أسعار الوقود الأحفوري، والصدمات الجيوسياسية ومخاطر الأصول العالقة.

وتُعدّ حالة ماليزيا مُقلقة بشكل خاص، حيث من المتوقع أن ترتفع انبعاثات مراكز بياناتها من 5.9 مليون طن مكافئ لثاني أكسيد الكربون في عام 2024 إلى 40 مليون طن مكافئ لثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، وتليها إندونيسيا والفلبين.

وتُعدّ أهداف الطاقة المتجددة الحالية غير كافية للحدّ من كثافة انبعاثات الشبكة بشكل فعّال، ما يعق إزالة الكربون من مراكز البيانات.

على سبيل المثال، من المتوقع أن تنخفض انبعاثات شبكة كهرباء جامالي (جاوة-مادورا-بالي) في إندونيسيا بشكل طفيف فقط، من 0.78 إلى 0.70 طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل ميغاواط/ساعة بين عامي 2019 و2030 ( ناقص 9.4%).

ومن المتوقع أن تخفض شبه جزيرة ماليزيا وتايلاند عوامل انبعاثات شبكتيهما بنسبة 17% و12% على التوالي.

ولأن مراكز البيانات تعتمد عادةً على كهرباء الشبكة -نظرًا لمحدودية المساحة المتاحة لمصادر الطاقة المتجددة في الموقع-، فإن تنظيف الشبكات الوطنية أمرٌ ضروري لتحقيق الأهداف المناخية.

الطاقة النظيفة لمراكز البيانات

تتمتع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بفرصة فريدة لتجاوز النماذج المعتمدة على الوقود الأحفوري من خلال دمج الطاقة النظيفة والكفاءة في بنيتها التحتية الرقمية.

وقد يؤدي التخلف عن الوصول إلى مصادر الطاقة المتجددة لمراكز البيانات إلى تآكل القدرة التنافسية الإقليمية، على الرغم من أن اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب يمكن أن يجذب استثمارات القطاع، ويسرّع عملية تحول قطاع الكهرباء.

ويتوقع محللون أن يرتفع الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات بشكل حادّ بحلول عام 2030.

وفي ماليزيا، من المتوقع أن يتضاعف الطلب 7 أضعاف، متجاوزًا إجمالي استهلاك الكهرباء في سنغافورة لعام 2023.

ومن المتوقع أن يتضاعف استعمال الكهرباء في مراكز البيانات في إندونيسيا 4 أضعاف، من 6.7 تيراواط/ساعة في عام 2024 إلى 26 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030.

من جهتها، ستشهد الفلبين ارتفاعًا أكثر حدّة، من 1.1 إلى 20 تيراواط/ساعة.

في المقابل، ستشهد سنغافورة وتايلاند نموًا أكثر تدرجًا، ولتلبية هذا الطلب بشكل مستدام، يُقدَّر أن هناك حاجة إلى استثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تتراوح بين 45 و75 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، ما يمنع زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري.

على صعيد آخر، يتطلب إطلاق العنان للاستثمار الخاص وعيًا أعمق من جانب القطاع الصناعي بأهمية إزالة الكربون، وتحسين فرص الوصول إلى مصادر الطاقة المتجددة، خصوصًا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

الرسم البياني التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض انبعاثات الكهرباء المتوقعة من مراكز البيانات في ماليزيا والفلبين وإندونيسيا:

انبعاثات-الكهرباء-المتوقعة-من-مراكز-البيانات-في-ماليزيا-والفلبين-وإندونيسيا-

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق