يشهد إنتاج النفط في العراق دفعة جديدة على طريق التعافي والنمو، مع تكثيف الجهود الوطنية لزيادة الطاقات الإنتاجية في عدد من الحقول الجنوبية، في مقدّمتها حقلا الناصرية والصبة بمحافظة ذي قار، إذ تُبذل مساعٍ حثيثة لرفع إنتاجهما إلى 120 ألف برميل يوميًا، دعمًا للاقتصاد الوطني.
ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أكّد مدير عام شركة نفط ذي قار المهندس سعيد زغير شلاكة، السبت 12 يوليو/تموز 2025، استمرار العمل بوتيرة متسارعة في الحقول المشمولة بجهود التطوير الوطنية، لا سيما حقل الناصرية، أحد أكبر الحقول في جنوب البلاد.
جاء ذلك خلال زيارة ميدانية أجراها شلاكة إلى الحقل، يرافقه عدد من القياديين والكوادر الفنية بالشركة.
وأشاد المدير العام بالجهود المتواصلة في بيئة عمل "قاسية جدًا"، مؤكدًا ضرورة تجاوز التحديات، والعمل بروح الفريق الواحد لإنجاز المشروعات المستهدفة.
وأوضح أن الهدف الرئيس يتمثل في الوصول إلى إنتاج مستدام يدعم خطة زيادة إنتاج النفط في العراق تدريجيًا، وتحقيق الاكتفاء من الغاز المصاحب مستقبلًا.
وفي هذا السياق، شدّد معاونو المدير العام على أهمية تسريع وتيرة العمل، وحثّ الكوادر على مواصلة الجهود من أجل تعزيز استثمار النفط والغاز في المحافظة، بما ينسجم مع الخطة العامة التي وضعتها وزارة النفط للسنوات الخمس المقبلة.
خطة لإنتاج 6 ملايين برميل يوميًا
تتزامن هذه الجهود مع استمرار وزارة النفط في تنفيذ خطتها الرامية إلى رفع إنتاج النفط في العراق إلى أكثر من 6 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2029، وفقًا لتصريحات وكيل الوزارة لشؤون الاستكشاف والاستخراج، باسم محمد خضير.
ووفقًا لأحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تستهدف الوزارة تحقيق هذا الهدف من خلال التوسع في التنقيب والحفر، وتطوير عدد من الحقول بالتعاون مع شركات عالمية، فضلًا عن تعزيز دور الشركات الوطنية، التي أصبحت مسؤولة عن 70% من الفعاليات التشغيلية في القطاع.
وأشار خضير إلى أن الزيادة المزمعة في إنتاج النفط في العراق ستعتمد على خطة خمسية واضحة المعالم، تمتد حتى عام 2029، وتشمل مشروعات متوزعة في مختلف المحافظات، من بينها مشروع تنمية الغاز المتكامل في حقل أرطاوي الجنوبي، ومشروعات لتطوير 4 حقول في كركوك مع شركة "بي بي" البريطانية.
تعافٍ تدريجي لإنتاج النفط في العراق
يُعد العراق ثاني أكبر منتج للنفط ضمن تحالف أوبك+، ورغم تعرّضه لتخفيضات إنتاجية في إطار التزامات التحالف، فإنه يسير بخطى ثابتة نحو استعادة مستويات إنتاجه السابقة، مع توقعات ببلوغ أعلى معدل شهري خلال ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ووفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة، انخفض إنتاج النفط في العراق خلال مايو/أيار 2025 بنحو 50 ألف برميل يوميًا، ليسجل 3.930 مليون برميل. غير أن التقديرات تشير إلى تعافٍ تدريجي، إذ يُتوقع أن يبلغ الإنتاج في يوليو/تموز الجاري نحو 4.049 مليون برميل يوميًا، وبعد حسم التخفيضات التعويضية، سيسجل 3.959 مليون برميل يوميًا.
كما يُتوقع أن يواصل الإنتاج صعوده التدريجي خلال الأشهر المقبلة، ليبلغ 4.110 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العام، وهو أعلى مستوى متوقع خلال 2025، وفقًا لبيانات وزارة النفط.
تطوير حقلي الناصرية والصبة
يُعوّل العراق بصورة متزايدة على الجهد الوطني في تعزيز إنتاج النفط، كما يتّضح من التركيز على تطوير حقول الناصرية والصبة باستعمال كوادر محلية.
وتُعد هذه الخطوة مؤشّرًا على رغبة بغداد في تقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية، وإكساب المهندسين العراقيين مزيدًا من الخبرات العملية في التشغيل والإنتاج.
وتأتي أهمية حقلي الناصرية والصبة من موقعهما الإستراتيجي واحتياطياتهما الكبيرة، بالإضافة إلى إمكان تطويرهما لزيادة إنتاج الغاز المصاحب، وهو ما يُسهم في تقليص كميات الغاز المستورد، وتحقيق أهداف الأمن الطاقي.
تحديات قائمة
رغم التقدم الملحوظ في رفع إنتاج النفط في العراق، لا تزال التحديات قائمة، في ظل استمرار الضغوط المالية، وصعوبة بيئة العمل، والعقبات اللوجستية المرتبطة بالبنية التحتية، لا سيما في مناطق الجنوب.
غير أن وزارة النفط العراقية تُراهن على الإمكانات الكبيرة للشركات الوطنية، والدعم الحكومي، واستمرار التعاون مع شركات دولية، لتجاوز هذه التحديات، وضمان تحقيق الأهداف الإستراتيجية بحلول 2029.
موضوعات متعلقة..
- حقل الفيحاء يدعم إنتاج النفط في العراق بـ100 ألف برميل يوميًا
- إنتاج العراق من النفط بعد انتهاء التخفيضات الطوعية.. كم سيبلغ في 2026؟
- العراق يعلن موعد زيادة إنتاج النفط إلى 6 ملايين برميل يوميًا
اقرأ أيضًا..
- أنبوب الغاز المغربي النيجيري يشهد تطورًا مهمًا
- التعدين في سلطنة عمان.. مسار تصاعدي رغم تراجع الإنتاج خلال 2024
- بدائل لواردات الغاز الروسي شرط سلوفاكيا للموافقة على حزمة العقوبات رقم 18
المصدر..
