التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

كفاءة الطاقة في قطاع الصناعة سلاح لتوفير مليارات الدولارات.. نماذج عربية ناجحة

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • الصناعة تمثّل نحو 39% من إجمالي الاستهلاك النهائي للطاقة عالميًا
  • القطاع الصناعي هو المسؤول الأول عن تباطؤ التقدم في كفاءة الطاقة عالميًا
  • إدارة الطاقة تعزز الرقمنة والتحكم الذكي في العمليات الصناعية
  • نظم إدارة الطاقة تفتح فرصًا دائمة للتحسين، حتى بعد مرور أكثر من 12 عامًا من التطبيق

باتت كفاءة الطاقة في قطاع الصناعة سلاحًا اقتصاديًا وبيئيًا للشركات، وسط الأزمات العالمية المتلاحقة وارتفاع تكاليف الطاقة وزيادة الانبعاثات.

ويشكّل القطاع الصناعي نحو 39% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي عالميًا، بما يعادل 170 إكساجول، ويشهد طلبًا متزايدًا بمعدل 2% سنويًا، دون أن يحقق أيّ تحسُّن في كثافة الطاقة منذ عام 2019.

وفي عام 2022 وحده، أنفق القطاع في الدول الأعضاء والمنتسبين لوكالة الطاقة الدولية أكثر من 1.2 تريليون دولار على الطاقة، بزيادة تقارب 80% على عام 2020.

ورغم التحديات، فإن استثمارًا إضافيًا لا يتجاوز 6% في كفاءة الطاقة يمكن أن يُحقق 20% من أهداف خفض كثافة الطاقة بحلول 2030، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وخلال مؤتمر المناخ "كوب 28"، تعهدت قرابة 200 دولة بمضاعفة معدلات كفاءة الطاقة بحلول نهاية العقد، لكن التقدم العالمي في هذا الصدد سجّل نموًا خجولًا نسبته 1% في عام 2024 -نصف المعدل المحقق في العقد الماضي-، والسبب الرئيس هو تباطؤ تحسين كفاءة الطاقة في قطاع الصناعة.

كفاءة الطاقة في قطاع الصناعة تبدأ بالإدارة الذكية

سلّط التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية الضوء على إدارة الطاقة -المراقبة والتحكم والتحسين المنتظم لاستهلاك الطاقة داخل المنشآت الصناعية- كونها حلًا لتحسين كفاءة الطاقة في قطاع الصناعة، وتحقيق فوائد ضخمة.

ففي تحليل شمل أكثر من 300 دراسة حالة في 40 دولة، حققت المؤسسات الصناعية وفورات في استهلاك الطاقة بنسبة 11% في السنوات الأولى من تطبيق أنظمة إدارة الطاقة، متجاوزة متوسط تحسُّن كثافة الطاقة في مختلف القطاعات.

ونجحت شركات أخرى في تحقيق وفورات تجاوزت 30% من خلال إجراءات منخفضة أو منعدمة التكلفة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

والأهم أن هذه الشركات تحقق تحسينات مستمرة حتى بعد 12 عامًا من التنفيذ، بغضّ النظر عن نوع القطاع، والأمثلة على ذلك تمتد من آسيا على الشرق الأوسط وأوروبا:

  • شركة لتصنيع البلاستيك في كوريا الجنوبية وفّرت 31 مليون دولار خلال عام.
  • مطحنة دقيق في إندونيسيا خفضت تكاليف الطاقة بأكثر من مليون دولار في العام الأول من التطبيق، وخفضت تكلفة الإنتاج بمقدار 6 دولارات للطن بعد 3 سنوات.
  • شركة لتصنيع الزيوت النباتية في عُمان خفضت استهلاك الغاز بنسبة 23%، والكهرباء بـ11%، خلال عامها الأول من تطبيق إدارة الطاقة، ما أدى إلى خفض تكلفة الطاقة بمقدار 779 ألف دولار سنويًا.
  • شركة لتصنيع النسيج في الهند خفضت الطلب على الطاقة بنسبة 30% خلال العام الأول من التطبيق، مع استرداد التكاليف خلال أقل من سنة.
  • شركة ألبان في إيرلندا وفرت 560 ألف دولار، أي ما يعادل 2.9% من إجمالي تكاليف الطاقة.
عامل داخل منشأة تعمل علي تحسين كفاءة الطاقة في قطاع الصناعة
عامل داخل منشأة صناعية – الصورة من ترانسفورمادوس ميتاليكوس تورال

ومع بلوغ تكاليف الطاقة في بعض القطاعات 50% من تكاليف الإنتاج، تصبح أيّ نسبة تحسين في الكفاءة -حتى إن كانت ضئيلة- بمثابة إنقاذًا لهوامش الربح، خاصة في الصناعات ذات الأرباح المنخفضة.

على سبيل المثال، شركة بهامش ربح 5% تحقق وفورات في الطاقة قدرها 500 دولار سنويًا، ويعادل ذلك ربحًا مشابهًا لما تحققه من 10 آلاف دولار مبيعات إضافية.

وبعيدًا عن التوفير المالي، تفتح إدارة الطاقة الباب أمام رقمنة العمليات الصناعية، وتحليل الاستهلاك، وتحسين الأداء عبر الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يوفر بحلول عام 2035 نحو إجمالي استهلاك الطاقة في دولة بحجم المكسيك اليوم.

فوائد إدارة الطاقة تتجاوز الفواتير

أظهر تقرير وكالة الطاقة الدولية أن إدارة الطاقة باتت أداةً شاملة تعزز الإنتاجية، وتقلل التكاليف البيئية والتنظيمية، وتُحسّن بيئة العمل وسلامة الموظفين.

وبحسب الدراسات، فإن قيمة الفوائد غير المباشرة، مثل زيادة الكفاءة وتحسين بيئة العمل وتقليل الانبعاثات وتكاليف الالتزام التنظيمي، تُضاعف الجدوى الاقتصادية لإجراءات كفاءة الطاقة بنسبة تتراوح بين 40% و250%.

وإذا كانت الوفورات المباشرة تُقدَّر بمئات المليارات من الدولارات، فإن القيمة الحقيقية الشاملة لهذه الإجراءات قد تصل إلى تريليونات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

منشأة تعمل علي تحسين كفاءة الطاقة في قطاع الصناعة
منشأة صناعية – الصورة من سبيس ويل

وفي ظل تسارع التحول إلى الكهرباء والطاقة النظيفة، تتضاعف أهمية إدارة الطاقة، إذ يمكنها تخفيف الضغط على شبكات الكهرباء، كما حدث مع شركة أدوية في أيرلندا، إذ ربحت 200 ألف يورو (236 ألف دولار) من مشاركتها في برامج الاستجابة للطلب.

وتشير التجارب إلى أن السياسات الداعمة قد تُحدث فارقًا بكفاءة الطاقة في قطاع الصناعة، ومن الأمثلة على ذلك:

  • الاتحاد الأوروبي: فرض إدارة الطاقة على الشركات الكبرى عبر التوجيه الأوروبي.
  • الصين: دمجت إدارة الطاقة في خطّتها الخمسية الثالثة عشرة.
  • أميركا: أطلقت برنامج "ريدي50001-50001 Ready"، الذي يطبَّق في دول أخرى مثل كندا والسعودية، وقد أظهر مستويات عالية من التفاعل وتحقيق وفورات كبيرة في الطاقة..
  • السعودية: طورت منصة إلكترونية متكاملة للتدريب وتوفير المعلومات المخصصة.
  • اليابان: ربطت الحوافز وتوفير المعلومات بأنظمة التقييم لتحقيق نتائج أكبر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

  1. كفاءة الطاقة في قطاع الصناعة، من وكالة الطاقة الدولية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق