
تسببت الكميات الفائضة عن استهلاك الغاز المسال في باكستان بأزمة داخلية، خاصة أن الطلب لم يصل للمستويات المتوقعة خلال فصل الصيف.
وتعتمد الدولة الآسيوية عادةً على الغاز المسال (بعد إعادته إلى صورته الأولى غازًا طبيعيًا) لتشغيل محطات توليد الكهرباء، حسب قاعدة بيانات مزيج الكهرباء العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ويبدو أن هذه الاتجاه تغيَّر في الآونة الحالية، مع تنويع مصادر الطاقة ومساهمة الطاقة المتجددة والنظيفة، ما يستدعي حلولًا واقعية لمصير الإمدادات والاستهلاك في ظل اتفاقيات الغاز المسال طويلة الأجل الموقّعة سابقًا.
وتملك إسلام أباد 5 خيارات أمام معضلة فائض الغاز المسال، حتى لا يتحول إلى عبء على كاهل اقتصاد الدولة.
فائض الغاز المسال في باكستان
قُدِّر فائض الغاز المسال في باكستان حاليًا بنحو 3 شحنات بحدّ أدنى، كانت قد استوردتها من قطر بموجب اتفاق توريد طويل الأجل بين الدولتين.
وكانت التوقعات السابقة تُشير إلى زيادة في الطلب خلال فصل الصيف، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.
وأرجع وزير النفط الباكستاني "علي برويز مالك" وفرة الإمدادات إلى انخفاض التركيز على محطات توليد الكهرباء العاملة بالغاز، والتي كانت تعمل بموجب عقود إلزامية في السابق.

ولا يمكن تفسير تكدُّس إمدادات الغاز المسال في باكستان بمعزل عن أداء الطاقة المتجددة، إذ تشهد مساهمة الطاقة الشمسية معدلات مرتفعة خلال السنوات الأخيرة.
وتراجع توليد الكهرباء من المحطات العاملة بالغاز خلال 3 سنوات، من 2022 حتى 2024، بالتزامن مع زيادة في استهلاك الطاقة الشمسية، حسب بيانات مركز "إمبر".
وقد يعود الاندفاع تجاه توسعة استعمال الطاقة الشمسية إلى تكلفتها المنخفضة، مقارنة بالمصادر الأخرى.
وسبَّب فائض شحنات الغاز المسال ضغطًا على المنتجين المحليين، نظرًا للمنافسة الشرسة مع وفرة الإمدادات وبيع الغاز الطبيعي بأسعار منخفضة، ما قد يكبدهم خسائر تُقدَّر بنحو 378 مليون دولار خلال الـ12 شهرًا المقبلة، حسب تقديرات حكومية.
5 خيارات لتقليص الخسائر
اقتصرت سبل تقليص خسائر فائض الغاز المسال في باكستان على 5 خيارات، طبقًا لتحليل وبيانات نشرتها رويترز:
1) بيع الفائض
يعدّ التعامل مع واردات الغاز المسال أحد الخيارات المتاحة أمام الدولة الآسيوية، لكن لا تُشير المعلومات المتوفرة إلى إتاحة العقود طويلة الأجل الموقّعة مع شركة قطر للطاقة إعادة بيع الشحنات مرة أخرى أم لا.
وكشف مسؤول أن الحكومة تعكف على دراسة هذا السيناريو حاليًا رغم صعوبته، خاصة أن العقود تتضمن عادةً شروطًا تحدد "وجهة الشحنات".
2) إعادة التفاوض مع قطر
طرح ذوو صلة إمكان تأجيل استلام الشحنات، أو إعادة التفاوض مع شركة قطر للطاقة على الكميات.
ورحّلت باكستان استلام 5 شحنات غاز مسال من قطر للطاقة لمدة عام، لتتسلّمها العام المقبل 2026، بدلًا من العام الجاري، دون تكبُّد أيّ غرامات.
ويصعب استمرار عملية التأجيل، رغم أن العقد الموقّع يمنح باكستان حق قبول استلام الشحنات أو رفضها، لكن مقابل ذلك يحمّلها غرامات والتزامات.
وكشف وزير النفط "علي برويز مالك" أن بلاده لم تحسم موقفها بعد من طرح إمكان إعادة التفاوض على الكميات والعقود المتفق عليها مع الشركة القطرية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة "معقّدة"، وقد تتطلب عامًا كاملًا بحدّ أدنى.

3) التخزين البحري
تدرس إسلام آباد حاليًا سيناريو نقل فائض الغاز المسال والشحنات الزائدة عن الاستهلاك إلى منشآت ومرافق تخزين.
ويتضمن ذلك تخزين الإمدادات بحريًا في منشآت مستأجرة، وإعادة بيعها أو استهلاكها لاحقًا، وخاطبت الشركات الحكومية المعنية القطاع الصناعي والحكومة بذلك.
4) خفض الإنتاج المحلي
يواجه المنتجون المحليون خسائر جراء خفض أسعار الغاز الطبيعي، في ظل تكدُّس السوق بإمدادات الغاز المسال.
وقد يبدو خفض الإنتاج المحلي أحد الخيارات "الاضطرارية" أمام المنتجين، خاصة أن وفرة الغاز المسال أبطأت وتيرة الاستكشاف والإنتاج على مدار 18 شهر مضت.
5) توسعة نطاق الاستهلاك
اقترح معنيّون بالصناعة توسعة نطاق استعمال الغاز في أغراض مختلفة بجانب توليد الكهرباء، ويتضمن ذلك القطاعات الصناعية والتطبيقات الأخرى، لضخّ إمدادات الغاز المسال الفائضة بها، بعد إعادته لصورته الأولى.
موضوعات متعلقة..
- باكستان تتجه نحو خفض وارداتها من الغاز المسال القطري
- باكستان تؤجل استلام 8 شحنات غاز مسال مع انخفاض إنتاج الكهرباء
- تركيبات الطاقة الشمسية في باكستان تتفوق على دول غربية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الفحم في العالم يرتفع لمستوى قياسي.. وهؤلاء الـ10 الكبار
- أكبر 5 صفقات طاقة متجددة في يونيو 2025.. صدارة لمصر وسوريا
- أرامكو السعودية قد ترفع أسعار النفط إلى آسيا لأعلى مستوى في 4 أشهر (مسح)
المصادر: