أنس الحجي: رغبة ترمب في خفض أسعار النفط "كارثة" لدول الخليج وأميركا
أحمد بدر

واجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب سؤالًا بشأن موعد ملء مخزون النفط الإستراتيجي، فكان رده أنه يريد أن تنخفض أسعار النفط بدرجة أكبر، قبل أن يتخذ قرارًا بملء المخزون.
وفي هذا السياق، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الرئيس الأميركي يريد دائمًا أن تكون أسعار النفط منخفضة.
وأضاف: "حسب تقديراتنا، يجب أن تكون أسعار النفط في الأربعينات، وهذا يُعد كارثة طبعًا لدول الخليج، وليس هناك أي توقع بأن تنخفض الأسعار، على الأقل من قبلنا، ولكن هناك من يتوقع أن تنخفض الأسعار إلى الأربعينات".
ولكن، وفق الحجي، من الواضح أن الرئيس دونالد ترمب عازم بالفعل على ملء المخزون النفطي الإستراتيجي للولايات المتحدة، الذي تعتمد عليه بلاده في أوقات الأزمات العالمية.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها أنس الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "إيران والقلاقل السياسية.. أكبر مؤثر بأسواق النفط خلال الـ115 سنة الماضية".
المخزون الإستراتيجي الأميركي
قال أنس الحجي، إن ما يجب أن يعرفه الجميع هو أن ملء المخزون الإستراتيجي الأميركي أمر صعب، فالآن مستوى المخزون فيه 405 ملايين برميل، ويريدون أن يملؤه إلى 700 مليون برميل.
وأوضح أن زيادة المخزون إلى 700 مليون برميل تستغرق عدة سنوات، أي أن المدة اللازمة لتحقيق هذه الزيادة قد تستمر إلى ما بعد ولاية دونالد ترمب، لأن إمكان الضخ اليومي في المغاور الملحية محدود.
ولكن، وفق أنس الحجي، لا يمكن تصديق كلام ترمب أو جماعته بأنهم سيرفعون المخزون إلى 700 مليون، هذا مستحيل لأسباب عدة.

السبب الأول، أن هناك بعض المغاور الملحية التي فيها مشكلات تقنية، وبالتالي لا يمكن ملؤها على الإطلاق، والطاقة الاستيعابية التي كانت 700 مليون برميل لم تعد كذلك، فهي أقل الآن.
السبب الآخر، أن هناك مغاور ملحية تحتوي على نفط متوسط حامض، وأخرى تحتوي على نفط خفيف حلو، والخطة الأميركية هي التركيز على النفط المتوسط الحامض، لأن أغلب إنتاج أميركا من النفط الخفيف الحلو.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تنتج في حدود 9 ملايين برميل من النفط الخفيف الحلو، من أصل 13.4 مليون برميل هي حجم إنتاجها اليومي، وهي تصدّر أكثر من 4 ملايين برميل يوميًا من هذا النوع.
وتابع: "إذا كان ترمب يصدّر 4 ملايين برميل يوميًا من النفط الخفيف الحلو، فلماذا يشتريه ويخزنه؟.. لذلك، هم يستوردون النفط المتوسط الحامض، بمعدل 5 إلى 6 ملايين برميل يوميًا، ويحتاجون إلى مخزون للطوارئ".
إنتاج النفط في خليج المكسيك
أوضح أنس الحجي، أن إنتاج النفط في خليج المكسيك -الذي يُسمى الآن الخليج الأميركي- بحدود 1.8 إلى مليونَي برميل يوميًا، وكلها من النفط المتوسط الحامض.
وعادةً، تحدث أعاصير لمدة 5 أشهر في السنة، في فصلَي الصيف والخريف، مما يؤدي إلى توقف الإنتاج، وبالتالي يحتاجون إلى مخزون للطوارئ، ويجب أن يكون مماثلًا من حيث النوعية، أي من النفط المتوسط الحامض.
وبما أن المغاور الأخرى تحتوي على نفط خفيف حلو ولا يمكن خلطه مع الأنواع الأخرى، لا يمكن زيادة المخزون إلى 700 مليون برميل، بل يمكن فقط إضافة نحو 150 مليون برميل إضافية، ليصل الإجمالي إلى حدود 550 مليون برميل فقط.
ولكن، وفق مستشار تحرير منصة الطاقة، من الواضح أن ترمب يرغب في تخفيض أسعار النفط بصورة أكبر، فإذا انخفضت الأسعار إلى الأربعينات، فإن ذلك سيكون كارثة بالنسبة إلى صناعة النفط الأميركية التي صوّتت لصالح الرئيس.
واردات النفط من سوريا
قال خبير اقتصادات الطاقة، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنهت الحظر على واردات النفط من سوريا، الذي كان مفروضًا عليها من قبل.
وأضاف: "بالطبع، هذا له أثر معنوي، وله أيضًا أثر استثماري، لأنه يعني بالضرورة أنه ليست هناك أي قيود على استثمار أي شركات أميركية في قطاع الطاقة السوري".
ولفت أنس الحجي إلى مذكرة التفاهم التي وُقّعت بين شركة أميركية وسوريا لبناء مزرعتَيْن شمسيتَيْن، ولكن ليس معروفًا ما إذا كانت هذه الألواح ستأتي من الصين أم صناعة أميركية، فالعقد أميركي، ولكن مصدر المواد غير معروف.
موضوعات متعلقة..
- أنس الحجي: ترمب لم يخفض أسعار النفط.. وهكذا طعن الصناعة في ظهرها
- رسوم ترمب على الناقلات الصينية تهدد صادرات الغاز الأميركية
- كيف يدعم ترمب تفوق الصين بسوق الرقائق الإلكترونية؟ (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- إيرادات دول أوبك من صادرات النفط في 2024 تتراجع 26 مليار دولار
- ارتفاع سعة تكرير النفط العالمية في 2024.. ودولة عربية ضمن الـ10 الكبار
- إنتاج الفحم في العالم يرتفع لمستوى قياسي.. وهؤلاء الـ10 الكبار
المصدر..