انهيار مشروع هيدروجين أخضر عملاق في أستراليا بعد انسحاب شركة حكومية
هبة مصطفى

قضى انسحاب شركة حكومية على طموحات تطوير مشروع هيدروجين أخضر ضخم في أستراليا، خاصة أن هذه الخطوة جاءت عقب أشهر من انسحاب شركتين يابانيتين شريكتين في التطوير.
وقررت شركة ستانويل -أكبر مُولّد للكهرباء في ولاية كوينزلاند، والشريك الرئيس في مشروع (سي كيو CQ- التخلي عن تطوير مشروعات الهيدروجين.
وبذلك يتجه مشروع "سي كيو" للانهيار، إذ لم تعلن الشركات المتبقية في تحالف التطوير موقفها حتى الآن، حسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ويعدّ "سي كيو" ثاني مشروعات الهيدروجين التي تتعرض لضربات قاصمة في مدينة غلادستون بالولاية الأسترالية، خلال النصف الأول من العام الجاري 2025، بعدما أقدمت شركة "فورتسكيو" على إلغاء مصنعها لأجهزة التحليل الكهربائي.
تسلسل انهيار مشروع كوينزلاند
لم يكن "سي كيو" مجرد مشروع هيدروجين أخضر في أستراليا، بل كان يُخطط لِعَدِّه أحد أبرز مراكز الإنتاج في ولاية كوينزلاند.
ومرّ المشروع بانتكاسة تلو الأخرى منذ الربع الأخير للعام الماضي، نستعرضها فيما يلي:
- انسحاب شركة كانساي اليابانية، في نوفمبر/تشرين العام الماضي، لأسباب تتعلق بتخطّي تكلفة الإنتاج المستويات الواردة ضمن تقديرات دراسة جدوى عام 2021.
- إعلان موقف حكومة كوينزلاند الرافض لدعم المشروع وتمويله، في فبراير/شباط الماضي، نظرًا لتقديرات بحاجة المشروع إلى تمويل يتجاوز مليار دولار، في حين تركّز الولاية على خفض استهلاك محطات توليد الكهرباء بالفحم.
- انسحاب شركة إيواتاني اليابانية أيضًا، في مارس/آذار الماضي، بعد رفض حكومة الولاية التمويل.
- انسحاب شركة ستانويل (مرفق الولاية الحكومي للكهرباء) التي كانت تقود المشروع، نهاية يونيو/حزيران الجاري.

ويتبقى من الشركاء في تحالف التطوير بعد الانسحابات المتوالية، شركتا "ماروبيني" اليابانية و"كيبل" السنغافورية، لكن يُرجَّح أن انسحاب "ستانويل" يتجه بالمشروع إلى الانهيار.
وأبدت شركة "داينو نوبل" -المعروفة باسم إنسايتك بيفوت حتى أبريل/نيسان الماضي- اهتمامًا بإنتاج الأمونيا الخضراء من المشروع، لكنها لم تتخذ خطوات شراكة فعلية بالانضمام لشركات التحالف.
مشروع سي كيو
أكدت شركة ستانويل أنها ستلغي خطط مشروعات الهيدروجين الخاصة بها في ولاية كوينزلاند، بحسب ما نقله موقع رينيو إيكونومي.
وأشارت الشركة إلى أن مشروع سي كيو استهدف دعم الهيدروجين الأخضر وتسويقه، عبر تعزيزه بشركاء يقدّمون المعرفة التقنية والتجارية اللازمة.
وكان مقررًا أن يتضمن المشروع سلسلة متكاملة من البنية التحتية للإنتاج والتصدير، بما يشمل:
1) منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
2) خط أنابيب لنقل الهيدروجين حتى ميناء غلادستون.
3) منشأة تحول الهيدروجين إلى صورته السائلة لتسهيل التصدير.
4) إعداد مرافق التحميل في ميناء غلادستون.
5) الإعداد لنقل الهيدروجين إلى منشأة تنتج الأمونيا في ميناء غلادستون.
وتضمنت الخطط تزويد مشروع الهيدروجين الأخضر في أستراليا سنغافورة واليابان بالإمدادات اللازمة.
واتفق المطورون -قبل بدء سلسلة الانسحابات- على إنتاج 200 طن يوميًا في المرحلة الأولى، التي تعتمد على تحليل كهربائي بقدرة 720 ميغاواط، وتأمين الكهرباء المتجددة من محطة طاقة شمسية بقدرة 420 ميغاواط، تديرها شركة أكسيونا إنرجيا.
وفي مرحلة لاحقة، تُشير خطط التطوير رفع إنتاج إلى 2.880 طنًا من الهيدروجين، بقدرة التحليل الكهربائي تصل إلى 2.800 ميغاواط.
تحديات التحول بعد الانسحاب
تسعى مدينة غلادستون الواقعة في ولاية كوينزلاند إلى ترسيخ اعتماد اقتصادها على الطاقة المتجددة، وتقليص الوقود الأحفوري.
ويشمل ذلك تحوّل المدينة إلى مركز إنتاج للحديد الأخضر، لكن يبدو أن انسحاب "ستانويل" أطاح بهذا الطموح.
وعوّل مسؤولو المدينة -في فبراير/شباط الماضي- على التمويل الخاص من شركاء التطوير، ودعم الحكومة المركزية، لإنقاذ مشروع سي كيو دون جدوى.
وتوالت المطالبات لحكومة ولاية كوينزلاند بضرورة تعزيز اليقين حول صناعات الطاقة النظيفة، حتى تتمكن مدينة غلادستون من جذب الاستثمارات صديقة البيئة.
وانتقد مهتمون إلحاق قرار حكومة الولاية، حول وقف تمويل مشروع الهيدروجين الأخضر، الضررَ بخطط المدينة التصنيعية.
موضوعات متعلقة..
- ضربة لمشروع هيدروجين أخضر في أستراليا.. انسحاب جديد
- مشروع هيدروجين أخضر عملاق يتلقى ضربة جديدة من شركة يابانية
- قطاع الهيدروجين الأخضر في أستراليا يترقب انتعاشة بعد فوز ألبانيز بالانتخابات
اقرأ أيضًا..
- انفجار بناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا
- إنتاج قطر من النفط ينتظر طفرة قياسية بحلول 2030 (تقرير)
- توقعات إنتاج النفط في أنغولا حتى 2030.. ماذا يحدث للدولة المنسحبة من أوبك؟
المصدر: