الطاقة المتجددة في مصر تترقب مشروعات لتوليد الكهرباء وتخزينها
الطاقة

تواصل وزارة الكهرباء جهودها لتوسيع مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، من خلال تعزيز التعاون مع كبرى الشركات العالمية العاملة في مجالات التوليد وتخزين الطاقة، وذلك ضمن مساعي الدولة لتحقيق تحول طاقي شامل، يهدف إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة.
وفي هذا السياق، عقد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري الدكتور محمود عصمت، اليوم السبت 28 يونيو/حزيران 2025، لقاءات مكثفة مع عدد من الشركات الصينية خلال مشاركته في مؤتمر شنغهاي للطاقات المتجددة وحلول الطاقة النظيفة، الذي استضافته الصين.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)؛ فإن زيارة الوزير المصري جاءت في إطار بحث أوجه التعاون بتنفيذ مشروعات ضخمة لتوليد الكهرباء عبر تقنية ضخ المياه وتخزينها، بالإضافة إلى التوسع في استعمال بطاريات تخزين الكهرباء، وذلك ضمن خطة مصرية شاملة لإعادة تخطيط الشبكة الكهربائية وتحويلها إلى شبكة ذكية تستوعب القدرات الجديدة والمتجددة.
وشملت الاجتماعات زيارة ميدانية إلى شركة شبكة كهرباء جنوب الصين الدولية، وهي شركة حكومية تُعد من أبرز مشغلي الشبكات الكهربائية في مقاطعات ومدن جنوب الصين.
تقنيات ضخ المياه وتخزينها
التقى عصمت، خلال الزيارة، رئيسَ مجلس إدارة الشركة غانغ خانغ، وفريق العمل الفني المختص بالشبكة؛ إذ استعرض الوزير المصري تطلعات بلاده المستقبلية في قطاع الطاقة، خاصة ما يتعلق بتوليد الكهرباء من مصادر مائية وتقنيات الضخ والتخزين، التي تُعَد عناصر أساسية لضمان أمن الشبكة واستقرارها، في ظل الاعتماد المتنامي على الطاقة المتجددة في مصر.
وقدم الجانب الصيني عرضًا تفصيليًا حول قدرات الشركة وخبراتها في مجالات الضخ والتخزين، وتكنولوجيا شبكات النقل والتوزيع، وكيفية التعامل مع عدم استقرار الإمدادات الناتج عن الاعتماد على مصادر متغيرة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
كما شمل العرض توضيحات عن أهمية استعمال الموارد المائية لتوليد الكهرباء، وتعظيم القدرة التوليدية من وحدات المياه، وتطوير البنية التحتية للطاقة، والمشروعات العابرة للحدود في مجال الربط الكهربائي.

وتفقّد الوزير المصري، خلال الزيارة، عددًا من المرافق المتخصصة؛ من بينها مراكز التحكم، ومعامل التشغيل، ومسارات المياه داخل محطات الضخ؛ حيث اطلع على آليات التدخل الآلي لمجابهة تقلبات الأحمال التي تنتج عن التذبذب الطبيعي في إنتاج محطات الطاقة الشمسية والرياح.
تخزين الطاقة المتجددة في مصر
أكد عصمت أن إستراتيجية الوزارة في المرحلة الحالية والمقبلة، ترتكز على مشروعات الضخ والتخزين بصفتها أحد أهم أعمدة الطاقة المتجددة في مصر، بهدف توفير مصدر مستقر لإمدادات الكهرباء، وتعزيز قدرة الشبكة على استيعاب الطاقات المتجددة.

وأوضح أن مصر تعمل على إعادة هيكلة الشبكة وتحويلها من نمط تقليدي إلى شبكة ذكية، مع تنفيذ خطة شاملة لإعادة بناء وتطوير بنيتها التحتية بما يسمح بدمج المزيد من قدرات الطاقة النظيفة سنويًا.
كما أكد الوزير أهمية تنويع مزيج الكهرباء في مصر، وتوسيع نطاق مساهمة الطاقات المتجددة فيه، مشيرًا إلى أن الإستراتيجية الوطنية تستهدف الوصول بنسبة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى ما يزيد على 42% بحلول عام 2030، ورفع النسبة إلى أكثر من 60% بحلول عام 2040.

مشروعات مستقبلية
أشار عصمت إلى أن الوزارة تسعى إلى تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة، عبر تنفيذ مشروعات مدروسة ضمن خطة زمنية محددة، تعود بعوائد اقتصادية وفنية ملموسة على القطاع.
وأشاد بالتعاون الوثيق مع المؤسسات الصينية الرائدة في مجال الطاقة؛ لما تملكه من تكنولوجيا متقدمة وخبرات واسعة في تشغيل وتطوير شبكات الكهرباء.
وتسعى مصر إلى تعزيز مكانتها في سوق الطاقة المتجددة إقليميًا ودوليًا، عبر تنفيذ مشروعات ضخمة تركز على الاستدامة، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، ودمج مصادر جديدة للطاقة النظيفة؛ بما يعزز من أمن الطاقة ويخفض الانبعاثات الكربونية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في مصر تدعم شبكة الكهرباء بـ2000 ميغاواط.. قريبًا
- مسؤول: مشروعات الطاقة المتجددة في مصر تجذب المستثمرين (حوار)
- تقرير يتهم أوروبا باستنزاف الطاقة المتجددة في مصر والمغرب.. هل بدأ "الاستعمار الأخضر"؟
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: إغلاق مضيق هرمز مستحيل.. والإعلام العربي يروّج دون قصد لنفوط منافسة
- الهيدروجين الطبيعي لا يماثل "حمى الذهب".. تقرير يفند مزاعم خاطئ
- تحركات أسطول الظل الروسي توحي بانفراجة وشيكة لمشروع غاز "أركتيك2"
المصدر: