أنسيات الطاقةالتقاريرالحرب الإسرائيلية الإيرانيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: إغلاق مضيق هرمز مستحيل.. والإعلام العربي يروّج دون قصد لنفوط منافسة

أحمد بدر

مع تلويح إيران بإمكان إغلاق مضيق هرمز، ردًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية، والأميركية لاحقًا، ثارت كثير من المخاوف في أسواق الطاقة الدولية.

ولذلك أكد مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أنه لا يمكن لإيران إغلاق المضيق على الإطلاق.

ورأى الحجي أن كثرة الحديث عن هذا السيناريو "مضيعة للوقت"، ولا يستند إلى واقع سياسي أو جغرافي أو عسكري.

وحذّر في الوقت نفسه من أن التناول الإعلامي العربي لهذا الملف قد يخدم، دون قصد، مصالح نفطية لدول مثل كندا وأميركا والنرويج والبرازيل.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها الحجي في مساحات منصة التواصل الاجتماعي "إكس" بعنوان: "إيران الأزمة التي لا تنتهي.. وأثرها في أسواق الطاقة العالمية".

إغلاق مضيق هرمز

قال أنس الحجي، إن الملايين في العالم العربي وغيره يتحدثون عن إغلاق مضيق هرمز، وهو أمر يحتاج إلى توضيح، حتى وإن كان التوضيح متكررًا.

وأوضح أن التهديد الأخير بإغلاق مضيق هرمز، الذي صدر عن رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان الإيراني، لا يحمل أيّ وزن إستراتيجي.

وأضاف: "هذا الشخص ليس له أيّ صلة بالسياسات الخارجية لإيران، أو بالقرارات الإستراتيجية، وهو الذي دفع المجلس للتصويت على هذا الأمر، فصدر قرار المجلس من يومين بإغلاق مضيق هرمز".

الحرب الإيرانية الإسرائيلية

ولكن -وفق أنس الحجي- هذا المسؤول مثله مثل من يظهرون في المساحات أو مسؤول يدعم قيادته فقط، والأمر لا يعدو كونه أكثر من إعلان: "نحن نقف مع القيادة، وهذه قيادتنا، ونقف معها"، ولكن لا أثر له على الإطلاق.

ولفت إلى أن البرلمان الإيراني أغلب أموره داخلية تتعلق بشؤون الماء والكهرباء والمجاري والسير والطرقات والجسور والأشياء المحلية، ولا علاقة له بأيّ شؤون خارجية أو إستراتيجية.

وعن سجلّ التهديدات الإيرانية، قال: "تاريخيًا، منذ عام 1980 حتى الآن، صدر أكثر من 15 تهديدًا رسميًا من النظام الإيراني -سواء من الحكومة أو من الحرس الثوري- بإغلاق مضيق هرمز، ولكن لم يُنفَّذ أيٌّ منها".

لذلك، أيّ حديث عن كلمة "إغلاق"، يجب التوقف أمامه مباشرة ومطالبة من يتحدث به -أيضًا- أن يتوقف، لأن إيران لا يمكنها على الإطلاق أن تغلق مضيق هرمز.

الفرق بين إغلاق مضيق هرمز وإحداث مشكلات "حوله"

أوضح خبير اقتصادات الطاقة الطاقة الدكتور أنس الحجي الفارق بين الإغلاق الحقيقي والمناوشات المحيطة به، قائلًا: "علينا أن نميز الفرق بين "إغلاق مضيق هرمز" و"إحداث مشكلات حوله".

وتابع: "كلمة (حول) هنا مهمة جدًا، فإذا نظرنا إلى كل الهجمات الإرهابية التي حصلت في المنطقة، نجد أنها لم تحدث في المضيق نفسه، بل أغلبها في خليج عمان أو الخليج، فحتى الحديث عن مشكلات في المضيق غير دقيق، فكيف نتحدث عن الإغلاق؟".

مضيق هرمز
مضيق هرمز - الصورة من منصة "بي بي سي"

ولفت أنس الحجي إلى أن "مضيق هرمز، في أضيق نقطة له، يبلغ عرضه نحو 33 كيلومترًا، وجزء كبير منه يقع في سلطنة عمان، أمّا الجزء الإيراني فهو ضحل، ولا تمرّ منه إلّا السفن الصغيرة أو المحلية".

أمّا السفن التجارية الكبرى، التي تنقل النفط إلى الخليج والعراق، فإنها تمرّ عبر المياه العمانية، ومن ثم لا تستطيع إيران إغلاق هذه المياه، ولا يمكنها السيطرة عليها.

وأضاف: "الأمر الآخر، أن تنفيذ هذا الإغلاق يحتاج إلى قوات ضخمة جدًا، لا تملكها إيران أصلًا، خاصة أن المضيق محمي من قبل قوات أميركية وفرنسية وبريطانية وهندية، وهناك أيضًا قوات أسترالية ونيوزيلندية".

فضلًا عن ذلك -وفق الحجي- هناك البحرية السعودية، وتحالف من 34 دولة لحماية الملاحة في المنطقة، ومقرّه البحرين، وهذا يشمل الخليج العربي، ومضيق هرمز، وخليج عُمان.

تناول وسائل الإعلام العربية

انتقد أنس الحجي تناول وسائل الإعلام العربية لهذا الملف، قائلًا: "من ضمن الأشياء المضحكة أن هناك الآن 3 دول تحاول الترويج لنفطها على حساب هذا الكلام".

وأضاف: "بعبارة أخرى، إذا أنا مسؤول أو سياسي كندي، فأنا مستعد أن أدفع للإعلام أموالًا ليكرروا العبارة نفسها لترويج النفط الكندي، ولو كنت مسؤولًا أميركيًا، سأفعل المثل".

لذلك -وفق الحجي- يجب الانتباه إلى أن مشكلة الإعلام العربي -سواء التلفاز أو الصحف- أنه يترجم حرفيًا وينقل الكلام نفسه، وهو يوجّه طعنات في الظهر يوميًا بسبب هذا التناول.

والمؤكد أنه لا يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز، وأيّ كلام في الصحف والإعلام غير ذلك هو تضليل، وما يحدث حاليًا من اضطرابات، لا علاقة له بإغلاق المضيق، بل بانعكاسات أخرى.

وتابع: "بالنسبة للمشكلات، نعم، حصلت بعض التفجيرات، وهجوم على بعض السفن، ولكن، لو نظرنا إلى آثارها في أسعار النفط، نجدها محدودة وقصيرة جدًا، بعضها دام بضع ساعات، وبعضها يومًا أو أكثر، لا أكثر من ذلك".

أسعار النفط

أمّا الآثار الحقيقية التي تحدث الآن -برغم عدم وجود مشكلات في مضيق هرمز- كلّها تتعلق بتأخر الشحن، وارتفاع تكاليف الشحن، وارتفاع تكاليف التأمين على السفن في المنطقة، هذا هو الواقع، وليس سيناريو الإغلاق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق