نفت شركة شل وجود نية لديها في تقديم عرض لشراء شركة النفط البريطانية "بي بي"، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وجاء نفي الشركة متعددة الجنسيات في أعقاب رواج تقارير إعلامية تشير إلى وجود خطط لديها للاستحواذ على "بي بي" نظير 60 مليون جنيه إسترليني (80 مليار دولار أميركي).
*(الجنيه الإسترليني = 1.38 دولارًا أميركيًا).
واستبعدت شل كذلك وجود أي نوايا لديها في التقدم بعرض رسمي لشراء "بي بي" خلال الأشهر الـ6 المقبلة، وفق اللوائح المطبقة في بريطانيا.
وتضع تقديرات قيمة "بي بي" حاليًا عند نحو 58 مليار جنيه إسترليني (80 مليار دولار)، ويبلغ صافي ديْنها 27 مليار دولار، بينما تتخطى القيمة السوقية لشركة شل 208 مليارات دولار.
وفي العام الماضي فقدت "بي بي" قرابة ثُلث قيمتها السوقية، بعد أن فشلت خطة التحول التي وضعها رئيسها التنفيذي موراي أوشينكلوس في إقناع المستثمرين بقدرة شركته على التعافي من مساعيها الفاشلة لأن تصبح شركة طاقة حيادية الكربون.
لا مباحثات
لم تتقدم شركة شل متعددة الجنسيات بأي عرض لشراء "بي بي"، كما انها لا تفكر في اتخاذ مثل تلك الخطوة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفق بيان رسمي صادر عن الشركة اليوم الخميس 26 يونيو/حزيران الجاري.
وأكدت شل التزامها بالقواعد التنظيمية في المملكة المتحدة التي تعني أن مثل هذا البيان يمنعها من التقدم بعرض لشراء "بي بي" خلال الأشهر الـ6 المقبلة.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أوردت، نقلًا عن مصادر، في 25 يونيو/حزيران (2025) ما يفيد أن الشركة متعددة الجنسيات كانت منخرطة في مباحثات للاستحواذ على "بي بي"، في معرض ردها على تصريحات أطلقتها الأولى بشأن عدم دخولها المباحثات المذكورة.
استعمال أفضل للأموال
لطالما أكد الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان أن إعادة شراء أسهم الشركة هو استعمالٌ أفضل للأموال، في تصريحاته التي جاءت ردًا على سؤال بشأن العرض المحتمل من قِبل شركته لشراء شركة الوقود الأحفوري البريطانية.
وقالت شل: "ردًا على التوقعات الواردة في وسائل الإعلام مؤخرًا، ترغب شل في التأكيد على عدم انخراطها في تقديم أي عرض للاستحواذ على (بي بي)"، في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت: "لم نعقد أي مباحثات مع بي بي بخصوص أي عرض ممكن للاستحواذ".
وتابعت: "هذا بيانٌ ينطبق عليه البند 2.8 من القانون، وبناءً عليه، تؤكد شل عدم نيتها تقديم عرضٍ شراء إلى بي بي؛ ولذلك ستكون شل مُلزمةً بالقيود المنصوص عليها في البند المذكور".
قانون الاستحواذ
وفق قانون الاستحواذ في المملكة المتحدة، يمكن تقصير مدة الحظر البالغة 6 أشهر المفروض على شراء أكثر من 30% من أسهم بي بي، إذا ظهر مقدم عرض آخر أو إذا طلبت الشركة عرضًا للاستحواذ، بحسب اللوائح.
ومنذ عام 2020 يسجل سهم "بي بي" أداءً أضعف من نظرائه بشكل ملحوظ؛ إذ تسبب تحولها إلى الطاقة المتجددة بتخلفها عن الركب عندما ارتفعت الأسعار العالمية وأسعار الغاز.
وخلال عام 2024، هبط سهم بي بي 23%، بينما صعد سهم شل بأكثر من 8%، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وهبطت أرباح الشركة في الربع الأول 2025 إلى النصف بالمقارنة على أساس سنوي، تحت ضغط تراجع هوامش التكرير وتجارة الغاز الطبيعي، كما اختارت الشركة خفض الاستثمار في الطاقة منخفضة الكربون وتوجيه الدفة إلى الوقود الأحفوري.
خفض التكاليف
لدى صندوق التحوط إليوت (Elliott) حصة تزيد نسبتها على 5% في بي بي، وتقول مصادر مطلعة إن الصندوق يعتقد أن بي بي من الممكن أن تخفض التكاليف والاستثمارات بدرجة أكبر لتحسين أرباحها.
ولطالما كانت بي بي هدفًا لشائعات استحواذ، غير أن تحليل الإفصاحات الخاصة بها يُظهِر أنها ربما لا تكون رخيصة كما توحي قيمتها السوقية.
وقال محلل الأسهم في "يو بي إس" جوشوا ستون: "أي صفقة دمج ستتطلب إعادة صياغة وضع الاستثمار في شل، والذي نعتقد أنه سيأتي على حساب ثقة المستثمرين، على الأقل في البداية".
وأضاف ستوان: "بالنسبة لشركة بي بي، في تقديرنا أن العلاوة المتوقعة التي يطلبها مساهمو الشركة (بما في ذلك إليوت) تزيد الوضع تعقيدًا، وتُصعّب إبرام الصفقة".
موضوعات متعلقة..
- شل تتوقع نمو الطلب على الغاز المسال عالميًا 60%
- شل تتسلم أكبر سفينة للتزود بالغاز المسال في أوروبا (صور وفيديو)
- شل تبرم صفقة استحواذ ضخمة في سوق الغاز المسال
اقرأ أيضًا..
- خفض أسعار الكهرباء في بريطانيا يسرع أهداف الحياد الكربوني
- تقرير يتوقع أكبر سوق شحن كربون في العالم.. ليست أوروبا أو أميركا
- سعة الطاقة الكهرومائية العالمية ترتفع 24.6 غيغاواط.. وهؤلاء الـ10 الكبار
المصادر:
1.موقف شل من الاستحواذ على شركة "بي بي" من رويترز.
2.القيمة السوقية لشركة "بي بي" من غارديان.
