التقاريرالحرب الإسرائيلية الإيرانيةتقارير النفطرئيسيةنفط

واردات مصر من الديزل ترتفع بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية

في يونيو الجاري

هبة مصطفى

تشهد واردات مصر من الديزل زيادة ملحوظة، وتشير التوقعات إلى أن تسليمات شهر يونيو/حزيران 2025 الجاري ستعكس ارتفاعًا، ضمن تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

وتسهم السعودية في توفير ما يزيد على نصف هذه الواردات، إذ تتجنّب شحناتها تداعيات التوترات الجيوسياسية على حركة الملاحة البحرية.

وتسعى القاهرة لتأمين موارد تضمن إنتاجًا مستقرًا للكهرباء، بعد انخفاض الإنتاج المحلي، واتجاه إسرائيل لوقف ضخ الغاز لمصر والأردن، وتعليق إنتاج حقلي غاز تابعين لها، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

واستهدفت تل أبيب من هذه الإجراءات حماية بُنيتها التحتية وأصول الطاقة من ردّ طهران على قصف مواقع نووية واغتيال علماء وباحثين وقادة عسكريين.

واردات مصر من الديزل

تشكّل واردات مصر من الديزل عصبًا رئيسًا لقطاع الكهرباء، بعد توقّف الغاز الإسرائيلي وقلق الإمدادات الذي يسيطر على السوق الآونة الأخيرة.

وتوشك القاهرة على تسلُّم 354 ألف برميل يوميًا من الديزل وأنواع أخرى رديئة مثل الديزل الأحمر، في يونيو/حزيران الجاري، طبقًا لتقديرات مؤشر فورتيكسا.

في حين قد تصل الواردات إلى 275 ألف برميل يوميًا، بتقديرات أخرى لمزود البيانات والمعلومات كبلر.

محطة كهرباء بني سويف
محطة كهرباء بني سويف - الصورة من وزارة الكهرباء المصرية

وفي كلتا الحالتين، ترتفع التقديرات على متوسط واردات العام الماضي 2024، البالغة 217 ألف برميل يوميًا، ما يعكس اتجاهًا لزيادة الاعتماد على الديزل وتعويض نقص الغاز.

ويبرز دور كبير للسعودية ضمن حصص واردات مصر من الديزل، إذ تجاوزت شحناتها خلال الشهر الجاري 60% من إجمالي الإمدادات المرتقب تسلُّمها.

وتزود المملكة القاهرة بالشحنات عبر ميناءَي ينبع وجازان، في محاولة لتجنّب توترات مضيق باب المندب، تبعًا لما نشرته منصة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.

بيانات الواردات على أساس أسبوعي

استوردت مصر خلال الـ23 يومًا الأولى من شهر يونيو/حزيران الجاري ما متوسطه 241 ألف برميل يوميًا، من الديزل والأنواع الرديئة الأخرى مثل الديزل الأحمر، مقابل صادرات قدرها 47 ألف برميل يوميًا، حسب تحليل أجرته منصة الطاقة المتخصصة لبيانات كبلر.

واللافت للنظر أن بيانات أسبوع إعلان توقُّف إمدادات الغاز الإسرائيلي (المنتهي في 16 يونيو/حزيران) كانت الأعلى مقارنة بالواردات الأسبوعية حتى تاريخ الرصد من الشهر.

وفيما يلي نستعرض مقارنة واردات مصر من الديزل خلال الأيام المنصرمة من الشهر الجاري، مقابل الصادرات:

  • الأسبوع المنتهي في 2 يونيو/حزيران:

استوردت مصر 262.49 ألف برميل يوميًا، من: السعودية، وروسيا، وقبرص.

وصدّرت 86.47 ألف برميل يوميًا، إلى: لبنان، وقبرص.

ويُشير الفارق بين الواردات والصادرات إلى حجم استهلاك محلّي محتمل بنحو 176 ألف برميل يوميًا.

  • الأسبوع المنتهي في 9 يونيو/حزيران (قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية)

استوردت مصر 222.9 ألف برميل يوميًا، من: السعودية

وصدّرت 103 آلاف برميل يوميًا، إلى: سلوفينيا، ولبنان، وتركيا، واليونان.

ويُشير الفارق بين الواردات والصادرات إلى حجم استهلاك محلّي محتمل بنحو 119.9 آلاف برميل يوميًا.

  • الأسبوع المنتهي في 16 يونيو/حزيران (أسبوع اندلاع الحرب وتوقُّف الغاز الإسرائيلي)

استوردت مصر 309.9 آلاف برميل يوميًا، من: السعودية، وروسيا، وقبرص.

وصدّرت 27.9 ألف برميل فقط، إلى: تركيا.

ويُشير الفارق بين الواردات والصادرات إلى حجم استهلاك محلّي بنحو 282 ألف برميل يوميًا، وهو ما يتوافق مع مستجدات الأحداث الجيوسياسية ومقتضيات الطلب.

  • الأسبوع المنتهي في 23 يونيو/حزيران:

استوردت مصر 183.5 ألف برميل يوميًا، من السعودية.

ولم تُصدّر أيّ شحنات حتى توقيت كتابة هذا التقرير.

الطلب على الكهرباء

تسعى مصر إلى تلبية الطلب على الكهرباء، الذي عادةً ما يشهد ارتفاعًا مع دخول فصل الصيف وزيادة استهلاك مبردات الهواء.

وفاقم توقّف الإمدادات الإسرائيلية مخاوف الضغط على الشبكات، خاصة أن القاهرة شهدت نقصًا على مدار العامين الماضيين، أدى إلى: انقطاعات في التيار، واتّباع سياسة تخفيف الأحمال، وقطع الإمدادات عن بعض الصناعات كثيفة الاستهلاك مثل الأسمدة.

وفي ظل المستجدات الجيوسياسية، قررت الهيئات المعنية في القاهرة وقف تدفقات الغاز إلى بعض الصناعات، بعدما أعلنت إسرائيل -في 13 يونيو/حزيران الجاري- منع صادرات الغاز إلى كل من مصر والأردن، ووقف إنتاج حقلي الغاز "كاريش" و"ليفياثان".

واتجهت مصر إلى توجيه محطات توليد الكهرباء بتكثيف حرق الديزل، وزيادة الواردات، لضمان تشغيل مستمر للمحطات.

وتضمنت آليات القاهرة لتعويض إمدادات الغاز الإسرائيلي، الاستعانة بمحطتي إعادة تغويز إضافيتين نهاية الشهر الجاري، في إطار طموحات تعزيز سعة الغاز المسال المستورد.

ومن المحتمل أن تشهد واردات مصر من الديزل انخفاضًا، مع تشغيل مرافق إعادة التغويز.

وزير البترول المصري يتابع تجهيزات ربط سفن التغويز بشبكة الكهرباء
وزير البترول المصري يتابع تجهيزات ربط سفن التغويز بشبكة الكهرباء

سوق الديزل العالمية

تشهد سوق الديزل العالمية تقلبات في الآونة الحالية، مدفوعة بزيادة الاستهلاك والطلب، ونقص المعروض، والتقلبات الجيوسياسية.

وقد تلجأ القاهرة إلى استعمال زيت الوقود في إنتاج الكهرباء بالمحطات لتخفيف الضغط على الديزل، لكن هذه الخطوة سترفع الطلب على زيت الوقود المستعمل لأغراض بحرية في البحر المتوسط.

وبجانب الزيادة -غير المعتادة- في الطلب المصري على الديزل، تواجه السوق الأوروبية ضغوطًا بعد انخفاض تدفقات الخليج والهند منذ أبريل/نيسان الماضي، وتقييد الشحنات الأميركية.

وسجلت أسعار الديزل ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بمخاوف الشحن والتأمين على خلفية قصف إسرائيل لإيران فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، وتبادل قصف مواقع رئيسة بين الدولتين حتى الآن.

كما ستؤدي أضرار مرافق حيوية بقطاع الطاقة في إسرائيل إلى زيادة الطلب على واردات الديزل والوقود.

وأُغلقت أكبر مصافي التكرير في إسرائيل (مصفاة بازان في حيفا) -التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 197 ألف برميل يوميًا- إثر تضررها بقصف صاروخي إيراني، وتخضع مصفاة أشدود للصيانة الدورية.

وتعرضت مرافق وُصفت بـ"الإستراتيجية" لقطاع الكهرباء الإسرائيلي، لأضرار بالغة، أدت إلى انقطاع التيار عن 8 آلاف شخص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق