التقاريرأسعار النفطالحرب الإسرائيلية الإيرانيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

سيناريوهات أسعار النفط مع تدخّل أميركا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية (تحليل)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • قفز سعر خام برنت القياسي العالمي بنحو 13%.
  • أسعار النفط العالمية تتقلب نتيجة الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
  • غلق مضيق هرمز السيناريو الأسوأ بالنسبة لأسعار النفط العالمية.
  • أنس الحجي يتوقع انخفاضًا في أسعار النفط العالمية.
  • تُنتِج إيران حاليًا 3.3 مليون برميل يوميًا.

لا تزال الاضطرابات تُخيِّم على أسعار النفط العالمية التي تتأرجح صعودًا وهبوطًا منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو/حزيران الجاري.

وقفز سعر مزيج خام برنت القياسي العالمي بنحو 13%، متجاوزًا مستوى 78 دولارًا للبرميل في بداية الحرب، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومنذ بدء الحرب، قادت التقلبات أسعار النفط صعودًا وهبوطًا على مدار الأسبوع، لكن على الرغم من تلك التقلبات؛ فقد ظل خام برنت مرتفعًا عن مستوياته قبل اندلاع الحرب؛ حيث كان في نطاق الـ60 دولارًا بداية شهر يونيو/حزيران الجاري، وتجاوز نطاق الـ70 دولارًا منذ بدء الحرب حتى انتهاء الأسبوع الأول منها.

وبينما لم تضع الحرب الإيرانية الإسرائيلية أوزارها بَعْد، تتزايد تكهنات سيناريوهات أسعار النفط التي تتدرج من خفض وتيرة الصراع مرورًا بوقف إمدادات الخام الإيراني وانتهاءً بالسيناريو الأكثر كارثية الممثل في غلق مضيق هرمز.

غير أن مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، سبق أن فنّد مزاعم الغلق المحتمل لمضيق هرمز جراء التصعيد في الشرق الأوسط، متوقعًا تراجعًا في أسعار الخام.

وبالفعل جاءت بيانات أسواق النفط متسقةً مع توقعات خبير اقتصادات الطاقة، بعد أن أغلقت أسعار النفط تعاملاتها الأسبوعية، أمس الجمعة 20 يونيو/حزيران، على تراجع لخام برنت بنسبة 2.33%، أي ما يعادل 1.84 دولارًا، ليغلق عند 77.01 دولارًا للبرميل.

تدخل أميركي

يدرس المستثمرون مجموعةً من سيناريوهات السوق إذا عمّقت الولايات المتحدة الأميركية انخراطها في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل في ضوء إمكان حصول تأثيرات عميقة حال ارتفاع أسعار النفط بمستويات حادة.

وبينما قفزت أسعار الخام الأميركي بنسبة 10% على مدى الأسبوع الماضي؛ لم يسجل مؤشر "إس & بي 500" سوى تغير طفيف، في أعقاب هبوط مبدئي حينما أطلقت إسرائيل هجماتها الأولى على إيران.

وقال كبير الخبراء الإستراتيجيين المتخصص في مجال الأسواق لدى مؤسسة "بي رايلي ويلث" أرت هوغان: "ومع ذلك فإنه إذا تسببت الهجمات الإسرائيلية بتوقف إمدادات النفط الإيرانية، فحينها فقط ستتنبه الأسواق لتلك التطورات".

وأضاف هوغان: "إذا حدث تعطل في إمدادات النفط بالسوق العالمية؛ فلن ينعكس هذا في أسعار اليوم بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط، وهناك تصبح الأمور سلبية".

وفي 19 يونيو/حزيران الجاري أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيتخذ قرارًا بشأن الدخول في الصراع الإيراني الإسرائيلي خلال الأسبوعين المقبلين.

دخان يتصاعد من مصفاة نفط في جنوب طهران
دخان يتصاعد من مصفاة نفط في جنوب طهران - الصورة من وكالة فرانس برس

3 سيناريوهات

طرح محللون في مؤسسة "أكسفورد إيكونوميكس" 3 سيناريوهات للتعامل مع أزمة نقص إمدادات النفط المحتملة الناتجة عن الصراع الدائر حاليًا في الشرق الأوسط وهي خفض وتيرة الصراع مع فرض عقوبات مشددة على طهران، والوقف الكامل لإنتاج الخام الإيراني وغلق مضيق هرمز.

ويرى المحللون أن كلًا من تلك السيناريوهات الـ3 مصحوب بآثار كبيرة في أسعار النفط العالمية، بحسب ما قالته "أكسفورد إيكونوميكس" في مذكرة بحثية، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منها.

ففي السيناريو الأول سينخفض إنتاج إيران من النفط بنحو 700 ألف برميل يوميًا؛ ما ينتُج عنه ارتفاع سعر خام برنت إلى 75 دولارًا للبرميل.

أما السيناريو الثاني فيتضمن فقدان 3.4 مليون برميل يوميًا جراء التوقف الكامل لإمدادات الخام العالمية؛ ما سيرفع حينها سعر برنت إلى 90 دولارًا للبرميل.

وفي السيناريو الأخير وهو الأسوأ ترتفع أسعار مزيج برنت إلى نحو 130 دولارًا للبرميل نتيجة تعطل صادرات النفط الخام من دول الخليج العربي.

النفط الأكثر تأثرًا

يقتصر التأثير الأكبر للصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل على سوق النفط؛ إذ ارتفعت أسعار النفط العالمية بشدة وسط مخاوف من تعطل الإمدادات.

وزادت أسعار العقود الآجلة لمزيج خام برنت القياسي بنسبة 18% منذ 10 يونيو/حزيران الجاري، مسجلةً أعلى مستوى لها في قرابة 5 أشهر عند 79.04 دولارًا خلال تعاملات يوم 19 يونيو/حزيران (2025).

وتجاوزت الزيادة في توقعات المستثمرين لحصول مزيدٍ من الاضطرابات على المدى القريب في أسعار النفط، نظيرتها في توقعات التقلبات بالنسبة لفئات الأصول الكبرى الأخرى، بما في ذلك الأسهم والسندات.

غير أن فئات الأصول الأخرى، بما في ذلك الأسهم، من الممكن أن تصبح عُرضة لآثار الارتفاع في أسعار النفط العالمية، ولا سيما إذا كانت هناك زيادة كبيرة في أسعار الخام إذا تحققت أسوأ سيناريوهات مخاوف السوق جراء اضطرابات الإمدادات، بحسب المحللين.

سيناريو الـ100 دولار

يسيطر سيناريو متشائم بخصوص توقعات أسعار النفط العالمية، قد يؤدي إلى تجاوزها حاجز الـ100 دولار للبرميل، حال استهداف إيران حركة الملاحة في مضيق هرمز الذي يمر من خلاله قرابة 20% من إمدادات النفط العالمية.

ووفق هذا السيناريو الذي توقعه تقرير منفصل صادر مؤخرًا عن شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي"، قد تتسبب اضطرابات الإمدادات نتيجة عرقلة الشحن في مضيق هرمز إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بمستويات تتراوح بين 90 و100 دولار للبرميل.

ويعتمد العديد من الدول؛ في مقدمتها السعودية والإمارات والكويت وقطر والعراق، على الممر الملاحي الحيوي المذكور في نقل الصادرات؛ إذ يعبر من خلاله قرابة 20 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والمنتجات المكررة، إضافةً إلى شحنات تصل إلى 11 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز المسال.

أنس الحجي

الحجي يطمئن الأسواق

سبق أن بدد مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، مخاوف السوق جراء تعطيل الملاحة وحركة الشحن في مضيق هرمز جراء الصراع الدائر حاليًا في الشرق الأوسط.

واستند الحجي في رؤياه خلال حلقة حديثة من برنامج "أنسيات الطاقة" المقدم على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا)، إلى حقائق؛ أبرزها أن المضيق يوجد في الجانب العماني، ويتعذّر على إيران غلقه بسبب عرضه الكبير وتمركز قوات بحرية أميركية وبريطانية وهندية، إلى جانب اعتماد طهران على المضيق ذاته.

كما توقع الحجي انخفاضًا في أسعار النفط العالمية قريبًا، خصوصًا أن أساسيات السوق لم تتغير، في ضوء وفرة المعروض ووصول مخزونات الخام في الصين إلى مستوى قياسي، إلى جانب الإمدادات من 8 دول في تحالف أوبك+.

وتُنتِج إيران حاليًا 3.3 مليون برميل يوميًا، ولامست صادراتها من النفط الخام المنقول بحرًا 1.55 مليون برميل يوميًا في عام 2024، قبل أن تصعد إلى 1.65 مليونًا خلال الأشهر الـ5 الأولى من هذا العام، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق