أخبار الغازأخبار النفطرئيسيةغازنفط

روسيا تعرض تزويد المكسيك بالغاز المسال.. ما علاقة ترمب؟

أسماء السعداوي

يبدو أن روسيا في طريقها لاستغلال ثغرة الشكوك بين الجارتين المكسيك والولايات المتحدة بشأن تأمين مخزونات الغاز الإستراتيجية.

وبسبب شدة الاعتماد على الواردات القادمة من الولايات المتحدة، تخشى المكسيك من استعمالها بوصفها ورقة ضغط، في الوقت الذي تلبي فيه الواردات 3 أرباع الطلب تقريبًا.

وإلى ذلك، قال وزير الطاقة الروسي سيرجي تسيفيليف، إن بلاده جاهزة لتزويد المكسيك بشحنات غاز مسال، علاوة على توريد تقنيات إنتاجه واستخراج النفط وتكريره من بين أخرى.

وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كانت روسيا ثاني أكبر منتجي النفط في العالم بعد السعودية في عام 2024، وخلال الربع الأول من 2025 حلّت في المركز الرابع بين أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم.

تعاون المكسيك وروسيا

تستهدف المكسيك زيادة قدرات تخزين الغاز الطبيعي لتحسين أمن الطاقة وحماية البلاد من صدمات المعروض أو المخاطر الجيوسياسية بحلول عامي 2025 و2026.

وعلى هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في سان بطرسبرغ، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي تسيفيليف، إن روسيا مستعدة لتزويد المكسيك بالغاز المسال وتقنيات إنتاجه.

شعار شركة بيمكس المكسيكية داخل أحد مواقعها-
شعار شركة بيمكس المكسيكية داخل أحد مواقعها- الصورة من صحيفة وول ستريت جورنال

وفي تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة تاس، أضاف تسيفيليف: "تمتلك روسيا تقنيات رائعة في مجال الغاز المسال، ومستعدة لتبادلها، كما أننا مستعدون لتزويد المكسيك بالغاز المسال".

وتلبي الواردات 72% من إجمالي الطلب على الغاز في المكسيك، ويُستعمل الغاز في توليد الكهرباء والصناعة، لكن يأتي معظم واردات المكسيك من الولايات المتحدة عبر خطوط الأنابيب التي تربط الجارتين بطول 19 ألف كيلومتر، وقدرة نقل تصل إلى 6.5 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وكشف مسؤولون أن المكسيك تسعى لتسريع خطط مضاعفة مخزونات الغاز الإستراتيجية على خلفية مخاوف من احتمالات استغلال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتمادَ على الواردات من بلاده كورقة ضغط.

وبالفعل، تسبَّب الاعتماد الشديد على واردات الغاز الأميركية في انقطاع الإمدادات وخسائر للمكسيك بسبب الإضرابات الناتجة عن عاصفة ضربت ولاية تكساس في عام 2021.

ويستعرض الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 10 دول مصدرة للغاز المسال في العالم خلال الربع الأول من 2025:

أكبر مصدري الغاز المسال في العالم

وعلى صعيد النفط الخام، تسعى المكسيك (العضوة في تحالف أوبك+) لتحقيق هدف إنتاج 1.8 مليون برميل يوميًا.

بدوره، قال الوزير الروسي، إن بلاده منفتحة أيضًا على التعاون في مجال النفط وتزويد المكسيك بتقنيات إنتاجه، وزيادة كفاءة معالجة الخام، وبناء كامل السلسلة بداية من إنتاج الخام إلى معالجته ونقله إلى محطات الوقود.

وفي شهر مايو/أيار الماضي (2025)، قالت شركة النفط الوطنية المكسيكية "بيمكس" (Pemex)، إنها كانت تعمل على زيادة الإنتاج من خلال إعادة فتح الآبار المغلقة، مع منح الأولوية للآبار القادرة على زيادة إنتاج الخام والغاز الطبيعي أو المكثفات.

وتشير بيانات حديثة إلى أن ثُلث آبار "بيمكس" (يزيد عددها على 30 ألف بئر) مغلقة، وواجهت عمليات التطوير تباطؤًا بسبب محدودية التمويل وتقادم مرافق البنى الأساسية.

واردات الهند من النفط الروسي

في سياق متصل، سجلت واردات الهند من النفط الروسي ارتفاعًا خلال شهر يونيو/حزيران الجاري على خلفية المخاوف من حدوث اضطرابات جراء الحرب الإيرانية الإسرائيلية المستعرة حاليًا.

إذ أشارت بيانات شركة تحليلات الطاقة "كبلر" (Kpler) إلى أنه من المتوقع أن تستورد المصافي الهندية ما يتراوح بين مليونين و2.2 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي خلال سادس شهور العام.

يُقارن ذلك باستيراد 1.96 مليون برميل يوميًا خلال شهر مايو/أيار الماضي (2025)، وبحسب حسابات منصة الطاقة المتخصصة، فذلك هو أعلى مستوى لتلك الواردات منذ عامين، كما أنه أكبر من إجمالي واردات الهند من النفط العراقي والسعودي والإماراتي والكويتي.

وعمومًا، تتوقع "كبلر" أن تستورد الهند نحو مليوني برميل يوميًا من نفط الشرق الأوسط خلال يونيو/حزيران، وهو أقل من مشتريات الشهر السابق.

والهند هي ثالث أكبر مستوردي النفط في العالم، وأكبر مستوردي النفط من روسيا، إذ ارتفعت الواردات من موسكو بسبب الخصومات المغرية التي أعقبت الحرب في أوكرانيا، من دون 1% إلى ما يتراوح بين 40 و44% حاليًا.

يُشار هنا إلى الهند جاءت في المركز الثاني بعد الصين على قائمة أكبر مستوردي الطاقة الروسية خلال مايو/أيار الماضي؛ إذ ارتفعت قيمة وارداتها إلى 4.2 مليار يورو (4.8 مليار دولار) شكّل النفط الغالبية العظمى منها بنسبة 72%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق