محادثات إيران النووية مع الغرب أمام مصير مجهول بسبب الحرب (تقرير)
أسماء السعداوي

دخلت الحرب بين إيران وإسرائيل أسبوعها الثاني، ومعه يزداد التعقيد والغموض حول فرص التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الذي تثور حوله الشبهات منذ سنين.
وأعلن وزير الخارجية عباس عراقجي، أمس الجمعة (20 يونيو/حزيران 2025)، موقف طهران الرافض للانخراط في محادثات مع أميركا تحت نيران الحرب المستعرة حاليًا.
بدوره، قلّل الرئيس الأميركي دونالد ترمب من فرص نجاح المفاوضين الأوروبيين في إحراز تقدم. كما أمهل أسبوعَيْن حدًا أقصى لاتخاذ قرار بشأن المشاركة العسكرية في الحرب على إيران، بحسب آخر تحديثات الأزمة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يأتي ذلك وسط اتهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بانتهاك اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية وعدم الامتثال لالتزاماتها. كما قالت إيران إن المدير العام رافائيل غروسي جعل الوكالة شريكًا في عدوان إسرائيل.
وهو ما من شأنه أن يعقّد آفاق التوصل لاتفاق قريبًا.
المحادثات النووية بين إيران والغرب
يرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فرصة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة المتصاعدة بشأن البرنامج النووي المثير للجدل.
وإذ قال إنه لا مجال لإجراء مباحثات مع الولايات المتحدة حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني لحين انتهاء العدوان الإسرائيلي، توجه إلى جنيف لإجراء محادثات مع نظرائه الأوروبيين.
بدوره، شكّك الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قدرة مفاوضي أوروبا على تأمين وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل.

وبحسب تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز، قال ترمب إن إيران لا تريد الحديث مع أوروبا بل مع الولايات المتحدة، وإن أوروبا لن تتمكن من المساعدة هذه المرة.
كما أصر على أن إيران لديها القدرة على امتلاك سلاح نووي، رغم أن مديرة المخابرات تولسي غابارد أدلت بشهادتها أمام الكونغرس في مارس/آذار الماضي (2025) بأن طهران لم تكن تعمل على صنع سلاح نووي.
ورغم أن عراقجي أكد استحالة تنفيذ طهران شرط الولايات المتحدة حول "تصفير" تخصيب اليورانيوم، قال مسؤول رفيع المستوى إن طهران مستعدة لبحث "تقييد" تخصيب اليورانيوم.
وبحسب المسؤول، تميل إيران إلى أوروبا وليس الولايات المتحدة بسبب الهجمات الإسرائيلية، مؤكدًا: "يجب أن نستمع إلى مبادرة الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) بشأن الملف النووي".
وفي مجلس الأمن، قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن بلاده لن توقف هجماتها على إيران لحين تلاشي الخطر النووي. أما مندوب إيران أمير سعيد إيرواني فقد أكد حق طهران في الدفاع عن نفسها، متهمًا تل أبيب بانتهاك القانون الدولي.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف إلى إعطاء السلام فرصة، قائلًا إن الصراع الإيراني الإسرائيلي قد يشعل نارًا لا يقدر أحد على السيطرة عليها.
المواقع النووية الإيرانية تحت القصف
واصلت إسرائيل توجيه ضربات إلى مواقع إيرانية واستهدفت في الساعات الأولى من فجر اليوم السبت (21 يونيو/حزيران) محطة أصفهان النووية.
ووفق ما نقلته وكالة فارس المحلية، لم ترد أنباء حتى الآن حول أي تسرب لمواد خطرة أو ظهور أخطار قد تهدّد السكان.
يأتي ذلك بعد يوميْن على تصريح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي قال فيه إن "أصفهان" إحدى أكبر المحطات النووية الإيرانية، وهي موقع تخصيب اليورانيوم الذي تعتزم طهران افتتاحه قريبًا.

كما حذّر غروسي أمام مجلس الأمن من قصف إسرائيل لمحطة بوشهر النووية في إيران، قائلًا إنه سيؤدي إلى كارثة نووية.
وفي مفاعل آراك النووي للماء الثقيل جنوب إيران، أبلغت الوكالة بتضرر منشآت رئيسة داخله بعد قصف إسرائيلي أمس الجمعة (20 يونيو/حزيران).
وقال غروسي إيضًا إن منشآت مهمة داخل موقع نطنز النووي الإيراني تعرّضت لضرر شديد جراء القصف الإسرائيلي.
وتقول إسرائيل إنها مصممة على تدمير القدرات النووية الإيرانية، لكنها في الوقت نفسه "تريد تجنّب أي كارثة نووية".
موضوعات متعلقة..
- واردات تركيا من الغاز الإيراني "منتظمة" رغم استهداف حقل بارس الجنوبي
- أسعار الديزل تقفز 15% متأثرة بالحرب الإسرائيلية الإيرانية وتُربك أوروبا
- هل تغلق إيران مضيق هرمز؟ أنس الحجي يحدد 3 مصالح معرضة للخطر
اقرأ أيضًا..
- مصر تشغّل 3 سفن تغويز لزيادة طاقتها إلى 2.25 مليار قدم مكعبة يوميًا.. في يوليو
- مزج الهيدروجين بنسبة 50% في توربين غاز.. نجاح أول مشروع تجريبي
- قطاع البتروكيماويات قد يشكل 17.5% من استهلاك النفط بحلول 2030
- حقل نفط يبلغ ذروة إنتاجه في 3 أشهر.. احتياطياته 650 مليون برميل
المصدر: