الحرب الإسرائيلية الإيرانيةتقارير الغازرئيسيةغاز

صادرات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط تنخفض 20% في أسبوع

على خلفية التصعيد الإيراني الإسرائيلي

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • قد يضطر المشترون إلى البحث عن مصادر إمدادات بديلة
  • زادت أسعار غاز النفط المسال العالمية بعد التصعيد الإيراني الإسرائيلي
  • يمرّ من مضيق هرمز 27% من تدفقات غاز النفط المسال العالمية
  • أسعار شحن غاز النفط المسال ترتفع بشكل كبير
  • صادرات إيران من غاز النفط المسال تلامس 935 ألف طن متري

تراجعت صادرات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط على خلفية الصراع الإسرائيلي الإيراني الدائر الذي رفع -أيضًا- تكاليف الشحن وأقساط المخاطر، وفق تقرير حديث طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وحال استمرار تدهور الأوضاع في الأيام المقبلة، سيضطر المشترون الرؤساء، لا سيما الصين والهند، إلى البحث عن مصادر إمدادات بديلة في ظل اضطرار العديد من السفن تغيير وجهتها إلى مناطق أخرى بعيدًا عن مضيق هرمز.

وفي 13 يونيو/حزيران الجاري، زادت أسعار غاز النفط المسال العالمية وأسعار شحن السفن العملاقة في أعقاب الهجمات الإسرائيلية ضد إيران؛ ما أثار مخاوف من حصول اضطرابات أوسع نطاقًا بتجارة الطاقة في الشرق الأوسط

ويمرّ من مضيق هرمز قرابة 27% من إجمالي تدفقات غاز النفط المسال العالمية، ومن ثم فإن عرقلة الملاحة في هذا الممر الحيوي ستؤثّر سلبًا في الهند والصين، على وجه الخصوص.

تهديدات نقص الوقود

يهدّد التراجع الحادّ في صادرات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط خلال الأسبوع المنقضي في 18 يونيو/حزيران الجاري بنقص الوقود بالنسبة للمشترين الرؤساء، بما في ذلك الصين والهند، في ضوء استمرار الزيادة بأسعار الشحن نتيجة الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران.

وانخفضت صادرات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط بأكثر من 20% في 15 و16 يونيو/حزيران (2025)، مقارنةً بمستويات الأسبوع السابق، بحسب بيانات "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".

ومنذ 15 يونيو/حزيران الجاري، لم تصدّر إيران شحنات غاز نفط مسال على الإطلاق، كما لم تغادر المنطقة سوى شحنة أو شحنتين يوميًا بحجم ناقلات النقط العملاقة.

ويأتي التباطؤ في نشاط صادرات الشرق الأوسط في حين استجابت الأسواق إلى قفزة في تكاليف الشحن عبر الخليج العربي الذي يُعدُّ مَصدَر إمدادات مهمًا بالنسبة للصين والأسواق الآسيوية الأخرى.

وبعدما أشعل هجوم إسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران (2025) مخاوف من اتّساع رقعة الصراع، توقفت تدفقات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط جراء أقساط المخاطر المرتفعة وتنامي عدم اليقين بشأن زيادات إضافية في الأسعار.

ونتيجة لذلك تكدست السفن أمام مضيق هرمز؛ ما يغذّي عدم اليقين بشأن التدفقات المستقبلية.

منشأة لإنتاج غاز النفط المسال
منشأة لإنتاج غاز النفط المسال - الصورة من gulffire

اقتصادات الشحن

على خلفية الهجمات الدائرة بين إسرائيل وإيران، قفزت أسعار شحن غاز النفط المسال بالنسبة للمسارات الواصلة بين الخليج العربي واليابان، بنسبة 15%، ووصلت مؤخرًا إلى أعلى مستوياتها في عام، مسجلةً 77 دولارًا للطن المتري في 16 يونيو/حزيران الجاري، وفق تقييمات وحدة "بلاتس" التابعة لمنصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".

وبينما تواصل شركات التأمين ومشغلي ناقلات النفط رفع أقساط مخاطر الحرب، تستمر التكاليف في الزيادة؛ ما يدفع كبار مشغّلي الناقلات إلى وقف الصادرات.

وفي 18 يونيو/حزيران، كانت هناك 19 ناقلة غاز نفط مسال راسية قبالة سواحل سلطنة عمان، معظمها في منتصف الرحلة على طرق الشحن لتحميل الإمدادات في الخليج، وفق بيانات "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".

وكان هناك ناقلات تشغّلها شركات إي إم سي غاز (EMC Gas) وسابك (SABIC) من بين السفن الراسية في المياه العمانية.

وحاليًا، لا يُظهِر سوى عدد قليل من السفن وجهاته النهائية في الخليج العربي، بل وأقدم العديد من تلك السفن في 15 يونيو/حزيران الجاري تقريبًا على تغيير وجهاته المُعلَنة إلى مواقع قريبة مثل ميناء الفجيرة الإماراتي.

وقال مصدر في قطاع غاز النفط المسال: "مالكو السفن لن يذهبوا إلى هناك في الوقت الراهن حتى يحصلوا على أقساط مخاطر حرب إضافية"، وفق تصريحات أدلى بها إلى "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه مشغّلو ناقلات النفط المزيد من الإرشادات بشأن العبور عبر مضيق هرمز، تباطأ الكثير منهم في طريقهم إلى المنطقة، في الوقت الذي زادت فيه سرعات الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

فقد خفضت ناقلة النفط التي ترفع العلم الهندي بي دبليو لوياليتي (BW Loyalty) المتجهة إلى مصفاة الرويس الإماراتية، سرعتها من نحو 14 عقدة قبل اندلاع الهجمات الجوية الإسرائيلية الإيرانية إلى قرابة 7 عقدات في الأيام الأخيرة، حينما كانت تبحر نحو مضيق هرمز، وفق بيانات "غلوبال كوموديتي إنسايتس".

ناقلة في مضيق هرمز
ناقلة في مضيق هرمز - الصورة من Al Seer Marine

ضغوط على الصين والهند

على الرغم من أن مصافي النفط الإيرانية قد تجنّبت الخسائر من الهجمات، فإن ارتفاع تكاليف الشحن وتغيير مسار الناقلات من الممكن أن يضع ضغوطًا على المشترين الآسيويين.

وتعهد منتجو الشرق الأوسط بحماية المشترين الصينيين من تأثير الصدمات الجمركية الأميركية؛ ما أدى إلى ارتفاع الصادرات خلال الأشهر الأخيرة.

وانخفضت إمدادات غاز النفط المسال الأميركية إلى الصين بنسبة 35% على أساس شهري في مايو/أيار الماضي، لتصل إلى مليون طن متري، قبل أن تهبط مجددًا خلال النصف الأول من يونيو/حزيران الجاري، بحسب بيانات "غلوبال كوموديتي إنسايتس".

في الوقت نفسه، تجاوزت صادرات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط إلى الصين تدريجيًا نظيراتها من أميركا؛ إذ قفزت من مليون طن في يناير/كانون الثاني إلى 1.8 مليون طن في مايو/أيار الماضي.

ولامست صادرات إيران من غاز النفط المسال 935 ألف طن متري؛ ما يجعلها موردًا رئيسًا لمنشآت البتروكيماويات في الصين.

وقد تتأثر الهند -كذلك- بانخفاض أحجام الصادرات؛ إذ كانت تستأثر عادةً بنحو نصف صادرات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط.

وحتى الآن، وبحلول عام 2025، استوردت الهند قرابة 8.5 مليون طن متري من غاز النفط المسال من الشرق الأوسط، على الرغم من تراجع أحجام تلك الصادرات خلال الأشهر الأخيرة بسبب ضعف الطلب الموسمي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.صادرات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط وتأثُّرها بالصراع الإيراني الإسرائيلي من "منصة إس إن بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"

2.مضيق هرمز وتدفقات صادرات غاز النفط المسال العالمي من بلومبرغ

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق