مصر تسابق الزمن لربط سفن التغويز بشبكة الغاز (صور)

تُسابق مصر الزمن لربط سفن التغويز على الشبكة الوطنية للغاز الطبيعي لتأمين احتياجات محطات الكهرباء خلال فصل الصيف، خاصة بعد توقُّف الإمدادات من إسرائيل.
وتواصل وزارة البترول والثروة المعدنية استعداداتها لتجهيز البنية التحتية اللازمة لضمان استدامة وكفاءة إمدادات الغاز، في إطار جهودها المستمرة لتأمين احتياجات السوق المحلية من الغاز الطبيعي، وتلبية الطلب المتزايد خلال موسم الصيف.
وفي هذا الإطار، أجرى وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي -وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)- جولة تفقدية بميناء العين السخنة، تابع خلالها أعمال تجهيز سفينة التغويز "إنرغوس إسكيمو" (ENERGOS ESKIMO)، تمهيدًا لتحركها وربطها على رصيف ميناء سوميد بالسخنة.
يأتي ذلك ضمن خطة الحكومة المصرية الإستراتيجية لزيادة مرونة الشبكة القومية للغاز الطبيعي، وتأمين الاحتياجات المتزايدة من قطاع الكهرباء والصناعات المختلفة، وفق خطة الطوارئ التي فُعِّلَت مؤخرًا.
سفن التغويز في مصر
تمثّل السفينة الجديدة ثالث سفن التغويز في مصر ضمن منظومة متكاملة لتأمين إمدادات الغاز، خاصة لمحطات توليد الكهرباء والقطاعات الحيوية، عبر استقبال شحنات الغاز المسال المستورد، وإعادة تغويزه وضخّه في الشبكة القومية، بما يسهم في تنويع مصادر الإمداد وتحقيق الاستدامة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.

واطَّلع بدوي على موقف تقدُّم الأعمال الفنية والتعديلات الخاصة بالسفينة، مؤكدًا أهمية الالتزام بالجداول الزمنية المقررة، ووجّه بالإسراع في إنهاء التجهيزات الفنية اللازمة، تمهيدًا لربط وحدة التغويز الجديدة بالميناء خلال الأيام القليلة المقبلة، بما يدعم قدرات المنظومة الوطنية للغاز المسال، ويعزز تأمين الوقود بشكل آمن ومستدام.
وشدد وزير البترول على ضرورة الالتزام الكامل بكل اشتراطات السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة، لضمان تنفيذ الأعمال بأعلى معايير الجودة والكفاءة.
الكهرباء في مصر
أعلنت حكومة القاهرة الطوارئ في قطاع الطاقة لتأمين احتياجات محطات الكهرباء في مصر من الوقود، بعد انقطاع الإمدادات الإسرائيلية قبل نحو 7 أيام.
يشكّل الغاز الإسرائيلي ما يُقارب 15% من إجمالي إمدادات الغاز في مصر، ويُعدّ من أهم المصادر الخارجية التي تعتمد عليها القاهرة، لا سيما في حالات تراجع الإنتاج المحلي.

وعطّلت الحرب الحالية بين إيران وإسرائيل تدفُّق هذا المورد الحيوي عبر الأنابيب، لا سيما من حقل ليفياثان الذي يضم احتياطيات تُقدَّر بـ22 تريليون قدم مكعبة من الغاز، علمًا أن حقل تمار ما يزال يواصل التوريد وفق تأكيدات شركة شيفرون الأميركية المشغّلة للحقلين.
وتشير بيانات وزارة الطاقة الإسرائيلية إلى أن الصادرات إلى مصر ارتفعت بنسبة 80% خلال 4 سنوات، من 2.2 مليار متر مكعب (80.17 مليار قدم مكعبة) في 2020، إلى 10 مليارات متر مكعب في 2023، ما يُبرز الاعتماد المتنامي على الغاز الإسرائيلي ضمن مزيج الكهرباء المصري.
وخلال الربع الأول من العام الجاري (2025)، سجلت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي نحو 2.55 مليار متر مكعب (1 مليار قدم مكعبة يوميًا)، مقارنة بـ 2.63 مليار متر مكعب (1.03 مليار قدم مكعبة يوميًا) في الربع نفسه من 2024.
ويمثّل ميناء العين السخنة، الواقع على خليج السويس، المركز الرئيس لاستيراد الغاز، إذ تعمل حاليًا السفينة "هوغ جاليون" بصفتها وحدة عائمة لتخزين الغاز المسال منذ يونيو/حزيران 2024، بموجب عقد يمتد حتى فبراير/شباط 2026.

وبجانبها، انتقلت السفينة "إنرغوس إسكيمو" من العقبة إلى العين السخنة مطلع يونيو/حزيران الجاري، بعدما استأجرتها مصر من شركة نيو فورتريس إنرجي الأميركية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما تُجهَّز سفينة ثالثة، هي "إنرغوس باور"، في ميناء الإسكندرية منذ أواخر مايو/أيار الماضي، تمهيدًا لنقلها إلى العين السخنة خلال أيام، بعد تجهيز الرصيف اللازم.
وفي خطوة استباقية، وقّعت مصر اتفاقية مدّتها 10 سنوات مع شركة "هوغ" النرويجية لتشغيل السفينة "هوغ غاندريا" بصفتها وحدة تخزين عائمة جديدة، بدءًا من الربع الأخير من عام 2026، بطاقة تغويز قصوى تصل إلى مليار قدم مكعبة يوميًا.










موضوعات متعلقة..
- إنتاج الكهرباء في مصر وفرص تخفيف الأحمال.. هذه أهم الأرقام (تقرير)
- أزمة إمدادات الغاز الإسرائيلي.. الوحدات العائمة رهان مصر لتأمين الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- 3 دول عربية تقود خطط زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط في أوبك+
- حقل فاكا مويرتا قد يحوّل الأرجنتين لتصدير الغاز المسال بحلول 2028 (تقرير)
- الطلب على النفط في أفريقيا حتى 2030.. توقعات بنمو قوي بقيادة مصر والجزائر