تقارير النفطالحرب الإسرائيلية الإيرانيةرئيسيةنفط

كيف يستعد قطاع النفط في الصين للحرب الإيرانية الإسرائيلية؟.. خبير يجيب

أسماء السعداوي

يبدو أن قطاع النفط في الصين قد بدأ الاستعداد مبكرًا لمواجهة شح الإمدادات وارتفاع أسعار الخام بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية المستعرة.

والصين ثاني أكبر تعداد سكاني في العالم هي أكبر مستورد للنفط الخام عالميًا، وأكبر مستوردي النفط الإيراني، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع النفط العالمي.

ولتقليل آثار ارتفاع الأسعار، لجأت بكين إلى زيادة مخزوناتها من النفط مع إنتاج الوقود المكرر بأقل كثيرًا من وارداتها وإنتاجها المحلي من الخام.

وبذلك، تنخفض واردات الصين من النفط في الأشهر المقبلة، وهو ما لن يظهر سوى في أغسطس/آب، مع استقبال شحنات جديدة أُبرمت قبل اندلاع الحرب خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز (2025).

النفط في الصين والحرب

أجرى محلل شؤون الطاقة والسلع الأسيوية كلايد راسل رصدًا لحجم مخزونات النفط في الصين بالمقارنة بالواردات والإنتاج، وذلك خلال شهر مايو/أيار المنقضي (2025).

وفي مقال له نشرته وكالة رويترز، وجد الكاتب أن حجم الواردات بلغ 10.97 مليون برميل يوميًا والإنتاج 4.35 مليون برميل يوميًا.

ناقلة نفط في أثناء تفريغ حمولتها في ميناء يانتاي الصيني
ناقلة نفط في أثناء تفريغ حمولتها بميناء يانتاي الصيني- الصورة من وكالة بلومبرغ

على الناحية الأخرى، بلغ حجم الخام الذي كررته مصافي النفط الصينية 13.92 مليون برميل يوميًا، وبذلك، يكون الفائض من النفط في الشهر الخامس هو 1.4 مليون برميل يوميًا.

وإجمالًا، بلغ حجم فائض النفط في الصين خلال أول 5 أشهر من العام 990 ألف برميل يوميًا، وفي أول أربعة أشهر 880 ألف برميل يوميًا.

يُشار هنا إلى أن الصين لا تُفصح عن أحجام الخام المتدفقة أو المسحوبة من مخزونات النفط الإستراتيجية والتجارية، إلّا أن التقديرات بشأن ارتفاع أو انخفاض حجم المخزون تعتمد على خصم النفط الذي كررته المصافي من إجمالي الخام المتاح، سواء من خلال الواردات أو الإنتاج.

ورغم الفجوات التي قد تنتج عن حقيقة أن كل الفائض لا يُضاف بالضرورة إلى المخزونات حيث لا يدخل في السجلات الرسمية، فإن البيانات تشير إلى حقيقة واضحة، وهي أن الصين بدأت منذ شهر مارس/آذار (2025) زيادة وارداتها من النفط بمعدلات أكبر من احتياجاتها لإنتاج الوقود.

يُقارن ذلك بشهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، عندما ارتفع حجم الوقود المكرر إلى نحو 300 ألف برميل يوميًا بزيادة عن المتاح سواء من الواردات أو الإنتاج المحلي.

وكانت تلك المرة الأولى في 18 شهرًا التي تلجأ فيها الصين إلى السحب من مخزوناتها النفطية، بحسب مقال الكاتب الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

مصافي النفط في الصين وأسعار الخام

قطاع النفط في الصين شديد الحساسية تجاه أسعار الخام؛ إذ تلجأ للتخزين عندما تنخفض الأسعار، في حين تقلل مشترياتها عندما ترتفع الأسعار، وهي إستراتيجية تشتهر بها أكبر مستورد للنفط في العالم.

يتجلى ذلك المنطق في حجم واردات الصين من النفط خلال شهر يونيو/حزيران الجاري (2025)، حيث من المتوقع أن تشهد واردات مصافي التكرير الصينية زيادة كبيرة.

الكاتب كلايد راسل
الكاتب كلايد راسل- الصورة من منصة يوتيوب

وتتوقع منصة أبحاث النفط في مجموعة بورصات لندن "إل إس إي جي" (LSEG) وصول حجم الواردات في الشهر السادس إلى 11.72 مليون برميل يوميًا، بزيادة على 750 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان.

تعكس تلك الزيادة في المشتريات انخفاض أسعار النفط خلال وقت إبرام العقود تسليم شهر يونيو/حزيران، حين انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي يوم 2 أبريل/نيسان من أعلى مستوى لها في ستة أسابيع، لتسجل أدنى مستوى لها في أربع سنوات عند 58.50 دولارًا للبرميل يوم 5 مايو/أيار.

يُقارَن ذلك بارتفاع أسعار النفط في اليوم نفسه من بدء الحرب الإيرانية الإسرائيلية فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران، عندما ارتفعت أسعار النفط بنسبة 7% بسبب المخاوف من شح الإمدادات.

ورغم عدم حدوث انقطاع للإمدادات أو تغيرات في حركة الشحن العالمية بعد، فقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس/آب إلى 73.62 دولارًا للبرميل، في تعاملات اليوم الثلاثاء (17 يونيو/حزيران).

مخزونات النفط الصينية

يقول الكاتب كلايد راسل، إن معظم شحنات النفط الصينية المُبرمة في الأشهر الماضية ستصل الصين في يونيو/حزيران ويوليو/تموز، وبذلك، ستولّد شعورًا مضللًا بتعافي الطلب على النفط في الصين.

لكن حقيقة تراجع حجم الوقود المكرر تشير لحقيقة أن الصين اتجهت إلى زيادة مخزوناتها من النفط في ظل ارتفاع الأسعار جراء التوترات في الشرق الأوسط.

ولن يظهر تراجع الواردات إلّا من بداية شهر أغسطس/آب المقبل وما يليه، بسبب الفارق الزمني بين إبرام الشحنة واستلامها.

وبناءً على ذلك، يتوقع راسل أن تخفض مصافي الصين مشترياتها، بل وستسعى إلى الحصول على النفط بأسعار مخفضة من روسيا وإيران.

وعمومًا، سيتوقف الكثير من التحركات الصينية المقبلة على مسار الأسعار خلال الأسابيع المقبلة، لكن الثابت هو أن الصين لديها المساحة الكافية لتقليل الواردات وممارسة ضغوط هبوطية على الأسعار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. مقال الكاتب كلايد راسل عن النفط في الصين من وكالة رويترز
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق