أكبر منتج للهيدروجين في العالم يتخلى عن مشروع ضخم.. ما علاقة "نيوم" السعودي؟
أسماء السعداوي
وجّه أكبر منتج للهيدروجين في العالم ضربة قوية لجهود الحكومة البريطانية في نشر الوقود النظيف ضمن إستراتيجية خفض الانبعاثات، علاوة على جذب الاستثمارات الأجنبية.
وبحسب آخر تحديثات القطاع العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فالهيدروجين ومشتقاته حلٌّ رئيس في خطة المملكة المتحدة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتستهدف إستراتيجية أمن الطاقة البريطانية رفع قدرات إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون إلى 10 غيغاواط بحلول عام 2030.
لكن رغم ذلك، تبدّدت أحلام إقامة محطة لاستيراد الأمونيا الخضراء من السعودية، ثم تكسيرها إلى هيدروجين أخضر داخل ميناء إيمنغهام في شمال شرق إنجلترا بتكلفة ملياري جنيه إسترليني (2.69 مليار دولار أميركي).
وشركة الغازات الاصطناعية الأميركية "إير برودكتس" (Air Products) هي أكبر منتج للهيدروجين في العالم، وتمتلك خبرة تمتد إلى 65 عامًا في مجالات الإنتاج والتخزين والتوزيع.
لكنها انسحبت مؤخرًا من 3 مشروعات لإنتاج الهيدروجين في أميركا في فبراير/شباط الماضي (2025)، بسبب التحديات الاقتصادية والتنظيمية غير المواتية.
تطورات مشروعات أكبر منتج للهيدروجين في العالم
قبل قرار انسحاب أكبر منتج للهيدروجين في العالم، كانت الطاقة الإنتاجية لمشروع استيراد الأمونيا الأخضر، ثم إنتاج الهيدروجين الأخضر في بريطانيا، تصل إلى 76 ألف طن سنويًا.
وكان من المتوقع أن تصل القيمة الاقتصادية للمشروع إلى 4.5 مليار جنيه إسترليني، وتشير تقديرات إلى أنه كان سيوفر ما يتراوح بين 1400 ونحو 3 آلاف فرصة عمل.
وكان من المقرر استيراد الأمونيا الخضراء من مشروع نيوم بقدرة 2.2 غيغاواط الذي تطوره شركة "إير برودكتس" في المملكة العربية السعودية.
و"إير برودكتس" هي المقاول الرئيس لأعمال الهندسة والتوريد والبناء (EPC) ومُدمج الأنظمة، وهي -أيضًا- المشتري الحصري للهيدروجين الأخضر المُنتَج في منشأة نيوم للهيدروجين الأخضر، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وحصل المشروع البريطاني في شهر فبراير/شباط (2025) على موافقة الحكومة، ممثلة في وزيرة النقل هايدي ألكاسندر، لتطوير المرافق اللازمة.
وكشفت "إير برودكتس" النقاب عن المشروع قبل 3 سنوات، وفي ذلك الوقت، تعهدت الشركة التي تتخذ من ولاية بنسلفانيا الأميركية مقرًا لها بأن تصبح مساهمًا مهمًا في خطط الحكومة لتحقيق الريادة العالمية في قطاع الهيدروجين منخفض الكربون، وذلك بعد إجراء محادثات وصفتها بالإيجابية مع الوزراء والمسؤولين في المملكة المتحدة.
كواليس انسحاب شركة إير برودكتس
تقول شركة إير برودكتس، إن انسحابها من مشروع الهيدروجين الأخضر في بريطانيا يأتي احتجاجًا على انعدام الدعم والالتزام والمماطلة لدى وزراء الحكومة.
وقالت مديرة الشركة في المملكة المتحدة سوزان لوي، إن عدم إتاحة أدوات الدعم الرئيسة لإنتاج الهيدروجين "لم يترك أمامنًا بديلًا ممكنًا لبناء وتشغيل منشأة بهذا الحجم الكبير في المملكة المتحدة".
وقالت، إن الحكومة الحالية تتبنّى سياسة تدعم عددًا من مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، لكنها تستثني إنتاج الهيدروجين من الأمونيا الخضراء المستوردة.
وبحسب المسؤولة، فالتوجه بمثابة تناقض صارخ مع سياسات الاتحاد الأوروبي التي تدعم استيراد الطاقة المتجددة من خلال مجموعة من الحوافز السياسية.
ويتّسق ذلك مع تصريحات سابقة قالت فيها الشركة، إن اتخاذها لقرار الاستثمار النهائي في مشروع محطة الهيدروجين في بريطانيا الذي تطوره بالتعاون مع "أسوشيتد بريتش بورتس" (ABP) سيتوقف على حجم الدعم السياسي الحكومي المقدّم.
بدوره، كشف متحدث بلسان الحكومة عن عدم وجود نية لتقديم أيّ دعم مالي لمشروعات تكسير الأمونيا في الوقت الحاضر.
وفي المقابل، أشار إلى منح أولوية الدعم لإنتاج الهيدروجين في صورته الأولية على أراضي المملكة المتحدة، مضيفًا أن حجم الدعم لأحد عشر مشروعًا للهيدروجين الأخضر بلغ ملياري جنيه إسترليني (2.69 مليار دولار) و500 مليون جنيه إسترليني (672.1 مليون دولار) أخرى لإنشاء أول شبكة لنقل الهيدروجين وتخزينه في المملكة.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. 4 دول عربية تملك أسعارًا تنافسية
- تقنية جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر تحوز اهتمام 3 دول عربية
- قطاع الهيدروجين الأخضر في الصين يشهد إطلاق برنامج تجريبي ضخم
اقرأ أيضًا..
- طفرة طاقة الرياح البحرية العالمية تقودها الصين.. وهذه توقعات 2026 و2030
- كيف يستعد قطاع النفط في الصين للحرب الإيرانية الإسرائيلية؟.. خبير يجيب
- أزمة إمدادات الغاز الإسرائيلي.. الوحدات العائمة رهان مصر لتأمين الكهرباء
- استئناف صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن مرهون بشرط
المصدر:
