مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى تهدد مساحة الأراضي الزراعية (دراسة)
أركنساس الأميركية نموذجًا
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

- نشر الألواح الشمسية على نطاق واسع يحتاج إلى مساحات كبيرة
- سكان ولاية أركنساس الزراعية يخشون تآكل الأراضي الزراعية
- 11 مقاطعة من مقاطعات الولاية لديها مشروعات طاقة شمسية كبرى
- إنتاج ميغاواط واحدة يكفي 200 أسرة سنويًا، لكنه يحتاج إلى 5.5 فدانًا
- مخاوف أخرى من انخفاض قيمة العقارات بسبب تشوّه المنظر الجمالي
تواجه مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى تحديات الحصول على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لتركيب الألواح، ما يثير مخاوف اجتماعية واقتصادية عديدة لدى سكان المناطق المحيطة.
في هذا السياق، أظهرت دراسة جامعية حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- أن التوسع في بناء مشروعات الطاقة الشمسية على نطاق واسع يضرّ بالأراضي الزراعية في ولاية أركنساس الأميركية.
وتضم ولاية أركنساس (جنوب شرق الولايات المتحدة) عددًا من مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى منتشرة في 11 مقاطعة من مقاطعات الولاية المعتمدة على الزراعة بصورة أساسية.
ومن المتوقع زيادة عدد المقاطعات المتبنية لمشروعات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق إلى 15 مقاطعة بولاية أركنساس بحلول عام 2026، مع تنفيذ 4 مشروعات جديدة، منها مشروع في مقاطعة غرانت على أراضٍ تُصنَّف ضمن مناطق الغابات.
تحديات مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى
لا يشكّل تركيب الألواح الشمسية فوق أسطح المنازل أو المباني التجارية والصناعية مشكلة لأصحابها، بل منافع واضحة للسكان متمثلة في استغلال مساحات مهمّشة لتوليد الكهرباء.
على العكس من ذلك، تحتاج مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى على نطاق المرافق إلى مساحات شاسعة من الأراضي اللازمة لاستيعاب تركيب الألواح.
استنادًا إلى ذلك، يخشى المؤلف المشارك في الدراسة، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة أركنساس هارولد إف أوليندوف، من أن يؤدي التوسع في المشروعات الشمسية الكبرى إلى تآكل الأراضي الزراعية في الولايات المعتمدة على الزراعة، وأبرزها ولاية أركنساس.
وعادةً ما يأخذ تآكل الأراضي الزراعية صورة تحويل الاستعمالات من إنتاج الغذاء المباشر إلى توليد الكهرباء، وهي الصورة التي يخشى منها أستاذ الاقتصاد الزراعي، رغم أن تأثير محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في أسعار المحاصيل ما يزال محدودًا.

وتتراوح مساحة مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى من 445 فدانًا لمشروع بقدرة 50 ميغاواط إلى 2670 فدانًا لمشروع بقدرة 300 ميغاواط.
ورغم أن الألواح الشمسية على نطاق المرافق لم تشغّل سوى 0.2% من مساحة الأراضي الزراعية في ولاية أركنساس حتى الآن، فإن التوقعات حتى عام 2026 تشير إلى أن المشروعات الأكبر حجمًا في بعض المقاطعات قد تستحوذ على ما يتراوح من 0.2% إلى 1.7% من الأراضي الزراعية.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في ولاية أركنساس ذات الـ3 ملايين نسمة قرابة 13.7 مليون فدان، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وبلغت قدرة توليد الكهرباء في الولاية قرابة 15 ألف ميغاواط، أغلبها من الغاز الطبيعي والفحم والطاقة النووية، إضافة إلى الطاقة الكهرومائية والشمسية والرياح.
وبحسب دراسة جامعة أركنساس، فإن مضاعفة قدرة الولاية في توليد الكهرباء باستعمال الطاقة الشمسية يمكنها أن تعوض الطلب على الكهرباء المولدة بالغاز والفحم والطاقة النووية والكهرومائية خلال النهار على الأقل.
ورغم ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب توفير 133 ألف فدان من الأراضي في جميع أنحاء الولاية، ما يمثّل قرابة 1% من إجمالي مساحتها الزراعية البالغة 13.7 مليون فدان.
تطور الطاقة الشمسية في أركنساس
تضاعفت كفاءة توليد الطاقة الشمسية خلال العقد الماضي بصورة ملحوظة، إذ كان إنتاج ميغاواط واحدة فقط من الكهرباء -التي تكفي لتشغيل 150 إلى 200 منزل سنويًا- يحتاج إلى 9 أفدنة من الأراضي في عام 2013.
بينما أصبح إنتاج ميغاواط من الكهرباء في عام 2024 يتطلب 5.5 فدانًا فقط من الأراضي لاستيعاب نشر الألواح، بحسب الدراسة.
وشهدت ولاية أركنساس نموًا سريعًا في عدد الألواح الشمسية المركبة خلال السنوات الأخيرة، إذ أُضيفَت 1100 ميغاواط في عام 2024، ومن المقرر إضافة 400 ميغاواط أخرى خلال 2025.
وبحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية التي استشهد بها الباحثون الـ4 المعدّون للدراسة، أدت مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى إلى تغيير استعمالات 0.05% من الأراضي الزراعية على مستوى الولايات المتحدة.
ورغم أن دراسة جامعة أركنساس أشارت إلى أن أنظمة الطاقة الشمسية العائمة، ومبادرات دمج الأنظمة الشمسية مع الأنشطة الزراعية، يمكنها أن تخفف من مشكلة تآكل الأراضي الزراعية، فإن هذه الأنظمة ما تزال تشغل مساحة كبيرة من الأراضي يمكن استعمالها في أنشطة زراعية بحتة.

وليس سكان الولايات الأميركية الزراعية وحدهم من يخشون من تآكل أراضيهم الزراعية، فقد تزايدت هذه المخاوف في الصين منذ سنوات، ما دفع الحكومة إلى تقييد تركيب الألواح على الأراضي الزراعية، مع تشجيع التوسع في الأراضي غير المستغلة أو الصحراوية.
ولا تقتصر مخاطر مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى على تآكل الأراضي الزراعية فحسب، بل تمتد إلى الإضرار بقيمة العقارات المجاورة أو الكائنة في محيط هذه المشروعات.
وكانت دراسة أميركية قد حذّرت منذ 5 سنوات من أن التوسع في هذه المشروعات سيؤدي إلى خفض القيمة السوقية للمنازل و العقارات المحيطة، بسبب تشويه المنظر الجمالي وفقدان مساحات خضراء كبيرة.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في أميركا.. مشروع جديد يحتل مساحات من أراضي نيفادا الفيدرالية (تقرير)
- مشروعات الطاقة المتجددة في الصين تلتهم الأراضي الصالحة للزراعة
- رومانيا تدعم مشروعات الطاقة المتجددة في الأراضي الزراعية بقانون جديد
اقرأ أيضًا..
- طريق إعمار سوريا يبدأ من النفط (مقال)
- أرامكو تعلن أسعار بيع النفط السعودي إلى آسيا في يوليو 2025
- واردات مصر من الغاز المسال تقفز لأعلى مستوى منذ يوليو 2024
- خريطة أكبر 5 مناجم ذهب في الوطن العربي.. احتياطيات ضخمة
المصدر:
تحليل أثر مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى في الأراضي الزراعية من دراسة جامعة أركنساس