فرنسا تعرض شراء شركة شحن سيارات كهربائية بريطانية منهارة بثمن بخس

- تعاني شركة بود بوينت غروب هولدينغز كبوةً تشغيليةً.
- عُلِّق إدراج أسهم "بود بوينت" نتيجة تأخرها في نشر نتائج أعمالها.
- "بود بوينت" هي ثالث أكبر شركة شحن سيارات كهربائية في بريطانيا.
- تأسست شركة شحن السيارات "بود بوينت" في عام 2009.
- تراجع الطلب على السيارات الكهربائية أثر في أداء "بود بوينت".
عرضت شركة الكهرباء الفرنسية المملوكة للحكومة "إليكتريستي دو فرانس" (إي دي إف) الاستحواذ على شركة شحن سيارات كهربائية منهارة في المملكة المتحدة، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتعاني شركة بود بوينت غروب هولدينغز (Pod Point Group Holdings) الرائدة في توفير البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، كبوةً تشغيليةً نتيجة ضعف الطلب على السيارات منخفضة الانبعاثات.
واقترحت "إي دي إف" المالكة لنحو 53% من أسهم "بود بوينت" شراء الأسهم المتبقية لدى الأخيرة بسعر 6.5 بنسًا للسهم الواحد.
و منذ 1 مايو /أيار الماضي، عُلِق إدراج وتداول أسهم "بود بوينت" نتيجة تأخر الشركة في نشر نتائج أعمال السنة المالية 2024، التي كان من المقرر نشرها في 30 أبريل/نيسان (2025).
صفقة إنقاذ زهيدة الثمن
تتأهب "إي دي إف" لإنقاذ شركة شحن سيارات كهربائية ممثلةً في "بود بوينت" التي تكافح من أجل البقاء نتيجة تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية؛ إذ قالت "إي دي إف" إنها ستشتري شركة بود بوينت بموجب صفقة زهيدة الثمن.
وقالت شركة الكهرباء الفرنسية إن عملية الاستحواذ تمثل"الفرصة الوحيدة الواقعية" التي تتيح لشركة شحن السيارات مواصلة عملياتها، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
و"بود بوينت" التي لديها نقاط شحن في أماكن مثل سلسلتي متاجر التجزئة تيسكو وماكدونالدز، هي ثالث أكبر شركة شحن سيارات في عموم المملكة المتحدة؛ إذ تدير 5600 محطة شحن سيارات كهربائية، وفق تطبيق زابماب (Zapmap) الذي يساعد المستعملين على تحديد نقاط الشحن العامة
وأظهرت بيانات حكومية صادرة هذا الأسبوع أن هناك نحو 80 ألفًا و552 نقطة شحن منتشرة في بريطانيا في عام 2025، صعودًا من 62 ألفًا و418 نقطة شحن في العام الماضي.

شحن السيارات الكهربائية
تأسست شركة شحن السيارات الكهربائية "بود بوينت" في عام 2009، ونمت بوتيرة سريعة قبل إدراجها في بورصة لندن بسعر 350 مليون جنيه إسترليني (475 مليون دولار أميركي) في عام 2021.
* (الجنيه الإسترليني = 1.36 دولارًا أميركيًا).
ومع ذلك أظهرت الشركة أداءً مخيبًا للآمال منذ ذلك الحين، وانهارت أسهمها بنسبة 94% منذ طرحها للتداول، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُسلِّط صفقة استحواذ "إي دي إف" على شركة شحن سيارات كهربائية الضوء على الطلب المخيب للآمال بالنسبة للسيارات منخفضة الانبعاثات بين السائقين البريطانيين، وسط مخاوف من تراجع قيمتها وموثوقيتها.
وعلى الرغم من نمو مبيعات السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة؛ فإن الطلب على تلك السيارات كان أقل من التوقعات العالية لشركات مثل "بود بوينت".
الطلب على السيارات الكهربائية
في عام 2023، قرر رئيس الوزراء البريطاني السابق ريتشي سوناك، إرجاء حظر السيارات العاملة بالبنزين والديزل من عام 2030 إلى عام 2035، في خطوة اعتقد البعض أنها تقلل الطلب على السيارات الكهربائية.
في الوقت ذاته فإن أسعار البنزين المنخفضة وأسعار الكهرباء المرتفعة قد أثرت سلبًا كذلك في جاذبية السيارات الكهربائية.
وكانت دراسة مسحية أجرتها خدمة الأعطال على الطرق إيه إيه (AA) في بريطانيا قد وجدت أن خُمْس سائقي السيارات قالوا إنهم لن يشتروا أبدًا سيارة كهربائية؛ لأنهم يفضلون قيادة السيارات العاملة بالبنزين والديزل.
وأضافت "إيه إيه" أن هناك حاجة إلى تقديم المزيد من التحفيزات لتعزيز الطلب على السيارات الكهربائية.
وبعد إعلان صفقة الاستحواذ عليها، ألقت شركة "بود بوينت" باللائمة في أدائها الهزيل على معدل استعمال السيارات الكهربائية الأبطأ من المتوقع؛ وزيادة حدة المنافسة وارتفاع قنوات التوزيع البديلة.
وقالت شركة "إي دي إف" إن سحب "بود بوينت" من سوق الأسهم سيُمكّنها من تمويل نمو أعمالها بسهولة أكبر، علمًا بأن شركة الكهرباء تمتلك 53% من أسهم شركة شحن السيارات الكهربائية البريطانية.
وعرضت "إي دي إف" 6.5 بنسًا للسهم لشراء ما تبقّى من أسهم الشركة التي لا تملكها بالفعل.

دعم الصفقة
تلقى صفقة استحواذ "إي دي إف" على شركة شحن سيارات كهربائية بريطانية دعمًا من قِبل المساهم الأكبر في الأخيرة ممثلًا في ليغال أند جنرال (Legal & General) ومديري المجموعة.
وقُيمت شركة "بود بوينت" بنحو 10.6 مليون جنيه إسترليني (نحو 14 مليون دولار أميركي)، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال رئيس شركة "بود بوينت" أندي بالمر: "بوصفها خيارًا إستراتيجيًا جيدًا ضمن مجموعة (إي دي إف)؛ فإننا نرى أن الأخيرة تضع (بود بوينت) على المسار الصحيح الذي يقودها إلى مستقبل مستدام طويل الأمد؛ ما يصب في مصلحة الجميع".
من جهته قال العضو المنتدب في "إي دي إف" فيليب كوماريت: "عرضنا المقدم للاستحواذ على (بود بوينت) سيتيح لها الاستفادة من الاستقرار طويل المدى والدعم التشغيلي المعزز؛ ما يتيح يقينًا أكبر لعملائها".
المركبات حيادية الكربون
بموجب تفويض المركبات حيادية الكربون الذي أطلقته الحكومة البريطانية، يتعين أن تمثل السيارات الكهربائية ما لا يقل عن 28% من إجمالي السيارات الجديدة في المملكة المتحدة هذا العام.
ويرتفع الهدف المذكور سنويًا حتى عام 2030؛ إذ يتعين أن تمثل السيارات الكهربائية 80% من السيارات الجديدة و70% من الشاحنات.
كما سيحظُر بيع سيارات البنزين والديزل الجديدة تمامًا في عام 2030، بعد أن تراجع حزب العمال عن سياسة ريتشي سوناك.
وتعقد الحكومة البريطانية مشاوراتٍ بشأن تغيير القواعد لمساعدة الشركات المصنعة التي تفشل في تحقيق المستهدفات المذكورة على تفادي الغرامات، وسط تنامي المخاوف بشأن صحة صناعة السيارات في المملكة المتحدة.
موضوعات متعلقة..
- سوق شحن السيارات الكهربائية عالميًا تلامس 146 مليار دولار بحلول 2030 (تقرير)
- أسعار شحن السيارات الكهربائية في أوروبا.. خريطة الدول الأغلى والأرخص (تقرير)
- محطات شحن السيارات الكهربائية في أميركا تستغرق وقتًا أطول من "الإرشادات"
اقرأ أيضًا..
- مصر تقود طفرة كهرباء طاقة الرياح بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال 2024
- ثاني مزرعة رياح عائمة في فرنسا والبحر المتوسط تستعد لتركيب أول توربيناتها
- "فيتش" تغيّر نظرتها لقطاع النفط والغاز العالمي في 2025
المصدر: